كتاب: الطبقات الكبرى **
9 من 110
التالى >>
ذكر وفادات العرب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وفد مزينة
قال أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال حدثني كثير بن عبد الله المزني عن أبيه عن جده قال كان أول من وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم من مضر أربعمائة من مزينة وذلك في رجب سنة خمس فجعل لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الهجرة في دارهم وقال أنتم مهاجرون حيث كنتم فارجعوا إلى أموالكم فرجعوا إلى بلادهم قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي أخبرنا أبو مسكين وأبو عبد الرحمن العجلاني قالا قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم نفر من مزينة منهم خزاعي بن عبد نهم فبايعه على قومه مزينة وقدم معه عشرة منهم فيهم بلال بن الحارث والنعمان بن مقرن وأبو أسماء وأسامة وعبيد الله بن بردة وعبد الله بن درة وبشر بن المحتفر قال محمد بن سعد وقال غير هشام وكان فيهم دكين بن سعيد وعمرو بن عوف قال وقال هشام في حديثه ثم ان خزاعيا خرج إلى قومه فلم يجدهم كما ظن فأقام فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت فقال أذكر خزاعيا ولا تهجه فقال حسان بن ثابت: ألا أبلغ خزاعيا رسولا بأن الذم يغسله الوفاء وأنك خير عثمان بن عمرو وأسناها إذا ذكر السناء وبايعت الرسول وكان خيرا إلى خير وأداك الثراء فما يعجزك أو ما لا تطقه من الأشياء لا تعجز عداء قال وعداء بطنه الذي هو منه قال فقام خزاعي فقال يا قوم قد خصكم شاعر الرجل فأنشدكم الله قالوا فانا لا ننبو عليك قال وأسلموا ووافدوا على النبي صلى الله عليه وسلم فدفع رسول الله صلى الله عليه وسلم لواء مزينة يوم الفتح إلى خزاعي وكانوا يومئذ ألف رجل وهو أخو المغفل أبي عبد الله بن المغفل وأخو عبد الله ذي البجادين.
وفد أسد
قال أخبرنا محمد بن عمر حدثنا هشام بن سعد عن محمد بن كعب القرظي قال وأخبرنا هشام بن محمد الكلبي عن أبيه قالا قدم عشرة رهط من بني أسد بن خزيمة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول سنة تسع فيهم حضرمي بن عامر وضرار بن الأزور ووابصة بن معبد وقتادة بن القايف وسلمة بن حبيش وطلحة بن خويلد ونقادة بن عبد الله بن خلف فقال حضرمي بن عامر أتيناك نتدرع الليل البهيم في سنة شهباء ولم تبعث إلينا بعثا فنزلت فيهم يمنون عليك أن أسلموا وكان معهم قوم من بني الزنية وهم بنو مالك بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنتم بنو الرشدة فقالوا لا نكون مثل بني محولة يعنون بني عبد الله بن غطفان قال أخبرنا هشام بن محمد قال حدثني أبو سفيان النخعي عن رجل من بني أسد ثم من بني مالك بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنقادة بن عبد الله بن خلف بن عميرة بن مري بن سعد بن مالك الأسدي يا نقادة ابغ لي ناقة حلبانة ركبانة ولا تولهها على ولد فطلبها في نعمه فلم يقدر عليها فوجدها عند بن عم له يقال له سنان بن ظفير فأطلبه إياها فساقها نقادة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح ضرعها ودعا نقادة فحلبها حتى إذا بقى فيها بقية من لبنها قال أي نقادة أترك دواعي اللبن فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسقى أصحابه من لبن تلك الناقة وسقى نقادة سؤره وقال اللهم بارك فيها من ناقة وفيمن منحها قال نقادة قلت وفيمن جاء بها يا نبي الله قال وفيمن جاء بها.
وفد تميم
قال أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري قال وحدثنا عبد الله بن يزيد عن سعيد بن عمرو قالا بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر بن سفيان ويقال النحام العدوي على صدقات بني كعب من خزاعة فجاء وقد حل بنواحيهم بنو عمرو بن جندب بن العنبر بن عمرو بن تميم فجمعت خزاعة مواشيها للصدقة فاستنكر ذلك بنو تميم وأبوا وأبتدروا القسي وشهروا السيوف فقدم المصدق على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال من لهؤلاء القوم فانتدب لهم عيينة بن بدر الفزاري فبعثه النبي صلى الله عليه وسلم في خمسين فارسا من العرب ليس فيهم مهاجري ولا أنصاري فأغار عليهم منهم فأخذ أحد عشر رجلا وإحدى عشرة امرأة وثلاثين صبيا فجلبهم إلى المدينة فقدم فيهم عدة من رؤساء بني تميم عطارد بن حاجب والزبرقان بن بدر وقيس بن عاصم وقيس بن الحارث ونعيم بن سعد والأقرع بن حابس ورياح بن الحارث وعمرو بن الأهتم ويقال كانوا تسعين أو ثمانين رجلا فدخلوا المسجد وقد أذن بلال بالظهر والناس ينتظرون خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم فعجلوا واستبطؤوه فنادوه يا محمد اخرج إلينا فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقام بلال فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر ثم أتوه فقال الأقرع يا محمد إئذن لي فوالله إن جهدي لزين وإن ذمي لشين فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبت ذلك الله تبارك وتعالى ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس وخطب خطيبهم وهو عطارد بن حاجب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس بن شماس أجبه فأجابه ثم قالوا يا محمد إئذن لشاعرنا فأذن له فقام الزبرقان بن بدر فأنشد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت أجبه فأجابه بمثل شعره فقالوا والله لخظيبه أبلغ من خظيبنا ولشاعره أشعر من شاعرنا ولهم أحلم منا ونزل فيهم إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قيس بن عاصم هذا سيد أهل الوبر ورد عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسرى والسبي وأمر لهم بالجوائز كما كان يجيز الوفد قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني ربيعة بن عثمان عن شيخ أخبره أن امرأة من بني النجار قالت أنا أنظر إلى الوفد يومئذ يأخذون جوائزهم عند بلال اثنتي عشرة أوقية ونشا قالت وقد رأيت غلاما أعطاه يومئذ وهو أصغرهم خمس أواق يعني عمرو بن الأهتم قال أخبرنا هشام بن محمد قال حدثني رجل من عبد القيس قال حدثني محمد بن جناح أخو بني كعب بن عمرو بن تميم قال وفد سفيان بن العذيل بن الحارث بن مصاد بن مازن بن ذؤيب بن كعب بن عمرو بن تميم على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم فقال له ابنه قيس يا أبت دعني آتي النبي صلى الله عليه وسلم معك قال سنعود قال فحدثني محمد بن جناح عن عاصم الأحول قال قال غنيم بن قيس بن سفيان أشرف علينا راكب فنعى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ورحمته وبركاته فنهضنا من الأحوية فقلنا بأبينا وأمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقلت: ألا لي الويل على محمد قد كنت في حياته بمقعد وفي أمان من عدو معتدي قال ومات قيس بن سفيان بن العذيل زمن أبي بكر الصديق مع العلاء بن الحضرمي بالبحرين فقال الشاعر فإن يك قيس قد مضى لسبيله فقد طاف قيس بالرسول وسلما قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي قال حدثني أبو الشغب عكرشة بن أربد العبسي وعدة من بني عبس قالوا وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة رهط من بني عبس فكانوا من المهاجرين الأولين منهم ميسرة بن مسروق والحارث بن الربيع وهو الكامل وقنان بن دارم وبشر بن الحارث بن عبادة وهدم بن مسعدة وسباع بن زيد وأبو الحصن بن لقمان وعبد الله بن مالك وفروة بن الحصين بن فضالة فأسلموا فدعا لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير وقال أبغوني رجلا يعشركم أعقد لكم لواء فدخل طلحة بن عبيد الله فعقد لهم لواء وجعل شعارهم يا عشرة قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عمار بن عبد الله بن عبس الدئلي عن عروة بن أذينة الليثي قال بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عيرا لقريش أقبلت من الشام فبعث بني عبس في سرية وعقد لهم لواء فقالوا يا رسول الله كيف نقسم غنيمة إن أصبناها ونحن تسعة قال أنا عاشركم وجعلت الولاة اللواء الأعظم لواء الجماعة والإمام لبني عبس ليست لهم راية قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني علي بن مسلم الليثي عن المقبري عن أبي هريرة قال قدم ثلاثة نفر من بني عبس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا انه قدم علينا قراؤنا فأخبرونا أنه لا إسلام لمن لا هجرة له ولنا أموال ومواش هي معاشنا فإن كان لا إسلام لمن لا هجرة له بعناها وهاجرنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتقوا الله حيث كنتم فلن يلتكم من أعمالكم شيئا ولو كنتم بصمد وجازان وسألهم عن خالد بن سنان فقالوا لا عقب له فقال نبي ضيعه قومه ثم أنشأ يحدث أصحابه حديث خالد بن سنان.
وفد فزارة
قال أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا عبد الله بن محمد بن عمر الجمحي عن أبي وجزة السعدي قال لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك وكانت سنة تسع قدم عليه وفد بني فزارة بضعة عشر رجلا فيهم خارجة بن حصن والحر بن قيس بن حصن وهو أصغرهم على ركاب عجاف فجاؤوا مقرين بالإسلام وسألهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بلادهم فقال أحدهم يا رسول الله أسنتت بلادنا وهلكت مواشينا وأجدب جنابنا وغرث عيالنا فادع لنا ربك فصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر ودعا فقال اللهم أسق بلادك وبهائمك وانشر رحمتك وأحي بلدك الميت اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريئا مريعا مطبقا واسعا عاجلا غير آجل نافعا غير ضار اللهم اسقنا سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا هدم ولا غرق ولا محق اللهم اسقنا الغيث وانصرنا على الأعداء فمطرت فما رأوا السماء ستا فصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فدعا فقال اللهم حوالينا ولا علينا على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت.
وفد مرة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم المزني عن أشياخهم قالوا قدم وفد بني مرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم مرجعه من تبوك في سنة تسع وهم ثلاثة عشر رجلا رأسهم الحارث بن عوف فقالوا يا رسول الله إنا قومك وعشيرتك ونحن قوم من بني لؤي بن غالب فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال أين تركت أهلك قال بسلاح وما والاها قال وكيف البلاد قال والله إنا لمسنتون فادع الله لنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اسقهم الغيث وأمر بلالا أن يجيزهم فأجازهم بعشر أواق عشر أواق فضة وفضل الحارث بن عوف أعطاه اثنتي عشرة أوقية ورجعوا إلى بلادهم فوجدوها قد مطرت في اليوم الذي دعا لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفد ثعلبة
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن رجل من بني ثعلبة عن أبيه قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجعرانة سنة ثمان قدمنا عليه أربعة نفر وقلنا نحن رسل من خلفنا من قومنا ونحن وهم مقرون بالإسلام فأمر لنا بضيافة وأقمنا أياما ثم جئناه لنودعه فقال لبلال أجزهم كما تجيز الوفد فجاء بنقر من فضة وأعطى كل رجل منا خمس أواق قال ليس عندنا دراهم فانصرفنا إلى بلادنا.
وفد محارب
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن أبي وجزة السعدي قال قدم وفد محارب سنة عشر في حجة الوداع وهم عشرة نفر منهم سواء بن الحارث وابنه خزيمة بن سواء فأنزلوا دار رملة بنت الحارث وكان بلال يأتيهم بغداء وعشاء فأسلموا وقالوا نحن على من وراءنا ولم يكن أحد في تلك المواسم أفظ ولا أغلظ على رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم وكان في الوفد رجل منهم فعرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الحمد لله الذي أبقاني حتى صدقت بك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذه القلوب بيدالله ومسح وجه خزيمة بن سواء فصارت له غرة بيضاء وأجازهم كما يجيز الوفد وانصرفوا إلى أهلهم
وفد سعد بن بكر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن كريب عن بن عباس قال بعثت بنو سعد بن بكر في رجب سنة خمس ضمام بن ثعلبة وكان جلدا أشعر ذا غديرتين وافدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله فأغلظ في المسألة سأله عمن أرسله وبما أرسله وسأله عن شرائع الإسلام فأجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك كله فرجع إلى قومه مسلما قد خلع الأنداد وأخبرهم بما أمرهم به ونهاهم عنه فما أمسى في ذلك اليوم في حاضره رجل ولا مرأة إلا مسلما وبنوا المساجد وأذنوا بالصلوات
وفد كلاب
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن شيبة بن عمرو بن عبد الله بن كعب بن مالك عن خارجة بن عبد الله بن كعب قال قدم وفد بني كلاب في سنة تسع على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم ثلاثة عشر رجلا فيهم لبيد بن ربيعة وجبار بن سلمى فأنزلهم دار رملة بنت الحارث وكان بين جبار وكعب بن مالك خلة فبلغ كعبا قدومهم فرحب بهم وأهدى لجبار وأكرمه وخرجوا مع كعب فدخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلموا عليه بسلام الإسلام وقالوا إن الضحاك بن سفيان سار فينا بكتاب الله وبسنتك التي أمرته وانه دعانا إلى الله فاستجبنا لله ولرسوله وانه أخذ الصدقة من أغنيائنا فردها على فقرائنا قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي أخبرنا وكيع الرؤاسي عن أبيه عن أبي نفيع طارق بن علقمة الرؤاسي قال قدم رجل منا يقال له عمرو بن مالك بن قيس بن بجيد بن رؤاس بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم ثم أتى قومه فدعاهم إلى الإسلام فقالوا حتى نصيب من بني عقيل بن كعب مثل ما أصابوا منا فخرجوا يريدونهم وخرج معهم عمرو بن مالك فأصابوا فيهم ثم خرجوا يسوقون النعم فأدركهم فارس من بني عقيل يقال له ربيعة بن المنتفق بن عامر بن عقيل وهو يقول أقسمت لا أطعن إلا فارسا إذا الكماة لبسوا القوانسا قال أبو نفيع فقلت نجوتم يا معشر الرجالة سائر اليوم فأدرك العقيلي رجلا من بني عبيد بن رؤاس يقال له المحرس بن عبد الله بن عمرو بن عبيد بن رؤاس فطعنه في عضده فاختلها فاعتنق المحرس فرسه وقال يا آل رؤاس فقال ربيعة رؤاس خيل أو أناس فعطف على ربيعة عمرو بن مالك فطعنه فقتله قال ثم خرجنا نسوق النعم وأقبل بنو عقيل في طلبنا حتى انتهينا إلى تربة فقطع ما بيننا وبينهم وادي تربة فجعلت بنو عقيل ينظرون إلينا ولا يصلون إلى شيء فمضينا قال عمرو بن مالك فأسقط في يدي وقلت قتلت رجلا وقد أسلمت وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم فشددت يدي في غل إلى عنقي ثم خرجت أريد النبي صلى الله عليه وسلم وقد بلغه ذلك فقال لئن أتاني لأضربن ما فوق الغل من يده قال فأطلقت يدي ثم أتيته فسلمت عليه فأعرض عني فأتيته عن يمينه فأعرض عني فأتيته عن يساره فأعرض عني فأتيته من قبل وجهه فقلت يا رسول الله إن الرب ليترضى فيرضى فارض عني رضي الله عنك قال قد رضيت عنك
وفد عقيل بن كعب
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب أخبرنا رجل من بني عقيل عن أشياخ قومه قالوا وفد منا من بني عقيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ربيع بن معاوية بن خفاجة بن عمرو بن عقيل ومطرف بن عبد الله بن الأعلم بن عمرو بن ربيعة بن عقيل وأنس بن قيس بن المنتفق بن عامر بن عقيل فبايعوا وأسلموا وبايعوه على من وراءهم من قومهم فأعطاهم النبي صلى الله عليه وسلم العقيق عقيق بني عقيل وهي أرض فيها عيون ونخل وكتب لهم بذلك كتابا في أديم أحمر بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أعطى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ربيعا ومطرفا وأنسا أعطاهم العقيق ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وسمعوا وأطاعوا ولم يعطهم حقا لمسلم فكان الكتاب في يد مطرف قال ووفد عليه أيضا لقيط بن عامر بن المنتفق بن عامر بن عقيل وهو أبو رزين فأعطاه ماء يقال له النظيم وبايعه على قومه قال وقدم عليه أبو حرب بن خويلد بن عامر بن عقيل فقرأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن وعرض عليه الإسلام فقال أما وأيم الله لقد لقيت الله أو لقيت من لقيه وانك لتقول قولا لانحسن مثله ولكني سوف أضرب بقداحي هذه على ما تدعوني إليه وعلى ديني الذي أنا عليه وضرب بالقداح فخرج عليه سهم الكفر ثم أعاده فخرج عليه ثلاث مرات فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أبي هذا إلا ما ترى ثم رجع إلى أخيه عقال بن خويلد فقال له قل خيسك هل لك في محمد بن عبد الله يدعو إلى دين الإسلام ويقرأ القرآن وقد أعطاني العقيق ان أنا أسلمت فقال له عقال أنا والله أخطك أكثر مما يخط محمد ثم ركب فرسه وجر رمحه على أسفل العقيق فأخذ أسفله وما فيه من عين ثم إن عقالا قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليه الإسلام وجعل يقول له أتشهد أن محمدا رسول الله فيقول أشهد أن هبيرة بن النفاضة نعم الفارس ثوم قرني لبان ثم قال أتشهد أن محمدا رسول الله قال أشهد أن الصريح تحت الرغوة ثم قال له الثالثة أتشهد قال فشهد وأسلم قال وابن النفاضة هبيرة بن معاوية بن عبادة بن عقيل ومعاوية هو فارس الهرار والهرار اسم فرسه ولبان هو موضع خيسك خيرك قالوا وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم الحصين بن المعلى بن ربيعة بن عقيل وذو الجوشن الضبابي فأسلما قال أخبرنا هشام بن محمد عن رجل من بني عقيل قال وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرقاد بن عمرو بن ربيعة بن جعدة بن كعب وأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفلج ضيعة وكتب له كتابا وهو عندهم.
وفد قشير بن كعب
قال أخبرنا هشام بن محمد عن رجل من بني عقيل وأخبرنا علي بن محمد القرشي قالا وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم نفر من قشير فيهم ثور بن عروة بن عبد الله بن سلمة بن قشير فأسلم فأقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم قطيعة وكتب له بها كتابا ومنهم حيدة بن معاوية بن قشير وذلك قبل حجة الوداع وبعد حنين ومنهم قرة بن هبيرة بن سلمة الخير بن قشير فأسلم فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكساه بردا وأمره أن يتصدق على قومه أي يلي الصدقة فقال قرة حين رجع: حباها رسول الله إذ نزلت به وأمكنها من نائل غير منفد فأضحت بروض الخضر وهي حثيثة وقد أنجحت حاجاتها من محمد عليها فتى لا يردف الذم رحله تروك لأمر العاجز المتردد قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال حدثني عبد الله بن عامر عن عبد الله بن عامر البكائي من بني عامر بن صعصعة قال وحدثني محرز بن جعفر عن الجعد بن عبد الله بن عامر البكائي من بني عامر بن صعصعة عن أبيه قالا وفد من بني البكاء على رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة تسع ثلاثة نفر معاوية بن ثور بن عبادة بن البكاء وهو يومئذ بن مائة سنة ومعه بن له يقال له بشر والفجيع بن عبد الله بن جندح بن البكاء ومعهم عبد عمرو البكائي وهو الأصم فأمر لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنزل وضيافة وأجازهم ورجعوا إلى قومهم وقال معاوية للنبي صلى الله عليه وسلم إني أتبرك بمسك وقد كبرت وابني هذا بر بي فامسح وجهه فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم وجه بشر بن معاوية وأعطاه أعنزا عفرا وبرك عليهن قال الجعد فالسنة ربما أصابت بني البكاء ولا تصيبهم وقال محمد بن بشر بن معاوية بن ثور بن عبادة بن البكاء وأبي الذي مسح الرسول برأسه ودعا له بالخير والبركات أعطاه أحمد إذ أتاه أعنزا عفرا نواجل ليس باللجبات يملآن وفد الحي كل عشية وبعود ذاك الملء بالغدوات بوركن من منح وبورك مانحا وعليه مني ما حييت صلاتي أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي قال كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم للفجيع كتابا من محمد النبي للفجيع ومن تبعه وأسلم وأقام الصلاة وآتى الزكاة وأعطى الله ورسوله وأعطى من المغانم خمس الله ونصر النبي وأصحابه وأشهد على إسلامه وفارق المشركين فإنه آمن بأمان الله وأمان محمد قال هشام وسمى رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد عمرو الأصم عبد الرحمن وكتب له بمائة الذي أسلم عليه ذي القصة وكان عبد الرحمن من أصحاب الظلة يعني الصفة صفة المسجد.
وفد كنانة
قال أخبرنا علي بن محمد القرشي عن أبي معشر عن يزيد بن رومان ومحمد بن كعب وعن أبي بكر الهذلي عن الشعبي وعن علي بن مجاهد وعن محمد بن إسحاق بن الزهري وعكرمة بن خالد بن عاصم بن عمرو بن قتادة وعن يزيد بن عياض بن جعدبة عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم وعن مسلمة بن علقمة عن خالد الحذاء عن أبي قلابة في رجال آخرين من أهل العلم يزيد بعضهم على بعض فيما ذكروا من وفود العرب على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا وفد واثلة بن الأسقع الليثي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم المدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتجهز إلى تبوك فصلى معه الصبح فقال له ما أنت وما جاء بك وما حاجتك فأخبره عن نسبه وقال أتيتك لأومن بالله ورسوله قال فبايع على ما أحببت وكرهت فبايعه ورجع إلى أهله فأخبرهم فقال له أبوه والله لا أكلمك كلمة أبدا وسمعت أخته كلامه فأسلمت وجهزته فخرج راجعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجده قد صار إلى تبوك فقال من يحملني عقبه وله سهمي فحمله كعب بن عجرة حتى لحق برسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد معه تبوك وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم مع خالد بن الوليد إلى أكيدر فغنم فجاء بسهمه إلى كعب بن عجرة فأبى أن يقبله وسوغه إياه وقال إنما حملتك لله
وفد بني عبد بن عدي
قالوا وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد بني عبد بن عدي وفيهم الحارث بن أهبان وعويمر بن الأخرم وحبيب وربيعة ابنا ملة ومعهم رهط من قومهم فقالوا يا محمد نحن أهل الحرم وساكنه وأعز من به ونحن لا نريد قتالك ولو قاتلت غير قريش قاتلنا معك ولكنا لا نقاتل قريشا وإنا لنحبك ومن أنت منه فإن أصبت منا أحدا خطأ فعليك ديته وإن أصبنا أحدا من أصحابك فعلينا ديته فقال نعم فأسلموا قالوا وقدمت أشجع على رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الخندق وهم مائة رأسهم مسعود بن رخيلة فنزلوا شعب سلع فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر لهم بأحمال التمر فقالوا يا محمد لا نعلم أحدا من قومنا أقرب دارا منك منا ولا أقل عددا وقد ضقنا بحربك وبحرب قومك فجئنا نوادعك فوادعهم ويقال بل قدمت أشجع بعدما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني قريظة وهم سبعمائة فوادعهم ثم أسلموا بعد ذلك
وفد باهلة
قالوا وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مطرف بن الكاهن الباهلي بعد الفتح وافدا لقومه فأسلم وأخذ لقومه أمانا وكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا فيه فرائض الصدقات ثم قدم نهشل بن مالك الوائلي من باهلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وافدا لقومه فأسلم وكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم ولمن أسلم من قومه كتابا فيه شرائع الإسلام وكتبه عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه
وفد سليم
قالوا وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من بني سليم يقال له قيس بن نسيبة فسمع كلامه وسأله عن أشياء فأجابه ووعى ذلك كله ودعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام فأسلم ورجع إلى قومه بني سليم فقال قد سمعت ترجمة الروم وهيمنة فارس وأشعار العرب وكهانة الكاهن وكلام مقاول حمير فما يشبه كلام محمد شيئا من كلامهم فأطيعوني وخذوا بنصيبكم منه فلما كان عام الفتح خرجت بنو سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقوه بقديد وهم تسعمائة ويقال كانوا ألفا فيهم العباس بن مرداس وأنس بن عياض بن رعل وراشد بن عبد ربه فأسلموا وقالوا اجعلنا في مقدمتك واجعل لواءنا أحمر وشعارنا مقدم ففعل ذلك بهم فشهدوا معه الفتح والطائف وحنينا وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم راشد بن عبد ربه رهاطا وفيها عين يقال لها عين الرسول وكان راشد يسدن صنما لبني سليم فرأى يوما ثعلبين يبولان عليه فقال أرب يبول الثعلبان برأسه لقد ذل من بالت عليه الثعالب ثم شد عليه فكسره ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له ما اسمك قال غاوي بن عبد العزى قال أنت راشد بن عبد ربه فأسلم وحسن إسلامه وشهد الفتح مع النبي صلى الله عليه وسلم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير قرى عربية خيبر وخير بني سليم راشد وعقد له على قومه قال أخبرنا هشام بن محمد قال حدثني رجل من بني سليم من بني الشريد قال وفد رجل منا يقال له قدر بن عمار على النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة فأسلم وعاهده على أن يأتيه بالأف من قومه على الخيل وأنشد يقول شددت يميني إذ أتيت محمدا بخير يد شدت بحجزة مئزر وذاك امرؤ قاسمته نصف دينه وأعطيته ألف امرئ غير أعسر ثم أتى إلى قومه فأخبرهم الخبر فخرج معه تسعمائة وخلف في الحي مائة فأقبل بهم يريد النبي صلى الله عليه وسلم فنزل به الموت فأوصى إلى ثلاثة رهط من قومه إلى العباس بن مرداس وأمره على ثلاثمائة وإلى الأخنس بن يزيد وأمره على ثلاثمائة وقال ائتوا هذا الرجل حتى تقضوا العهد الذي في عنقي ثم مات فمضوا حتى قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال أين الرجل الحسن الوجه الطويل اللسان الصادق الإيمان قالوا يا رسول الله دعاه الله فأجابه وأخبروه خبره فقال أين تكملة الألف الذين عاهدني عليهم قالوا قد خلف مائة بالحي مخافة حرب كان بيننا وبين بني كنانة قال ابعثوا إليها فإنه لا يأتيكم في عامكم هذا شيء تكرهونه فبعثوا إليها فأتته بالهدة وهي مائة عليها المنقع بن مالك بن أمية بن عبد العزى بن عمل بن كعب بن الحارث بن بهثة بن سليم فلما سمعوا وئيد الخيل قالوا يا رسول الله أتينا قال لا بل لكم لا عليكم هذه سليم بن منصور قد جاءت فشهدوا مع النبي صلى الله عليه وسلم الفتح وحنينا وللمنقع يقول القائد المائة التي وفى بها تسع المئين فتم ألف أقرع
وفد هلال بن عامر
قال رجع الحديث إلى حديث علي بن محمد القرشي قالوا وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم نفر من بني هلال فيهم عبد عوف بن أصرم بن عمرو بن شعيبة بن الهزم من رؤيبة فسأله عن اسمه فأخبره فقال أنت عبد الله وأسلم فقال رجل من ولده جدي الذي اختارت هوازن كلها إلى النبي عبد عوف وافدا ومنهم قبيصة بن المخارق قال يا رسول الله إني حملت عن قومي حمالة فأعني فيها قال هي لك في الصدقات إذا جاءت قال أخبرنا هشام بن محمد أخبرنا جعفر بن كلاب الجعفري عن أشياخ لبني عامر قالوا وفد زياد بن عبد الله بن مالك بن بجير بن الهزم بن رؤيبة بن عبد الله بن هلال بن عامر على النبي صلى الله عليه وسلم فلما دخل المدينة توجه إلى منزل ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم وكانت خالة زياد أمه غرة بنت الحارث وهو يومئذ شاب فدخل النبي صلى الله عليه وسلم وهو عندها فلما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم غضب فرجع فقالت يا رسول الله هذا بن أختي فدخل إليها ثم خرج حتى أتى المسجد ومعه زياد فصلى الظهر ثم أدنى زيادا فدعا له ووضع يده على رأسه ثم حدرها على طرف أنفه فكانت بنو هلال تقول ما زلنا نتعرف البركة في وجه زياد وقال الشاعر لعلي بن زياد يا بن الذي مسح النبي برأسه ودعا له بالخير عند المسجد أعني زيادا لا أريد سواءه من غائر أو متهم أو منجد ما زال ذاك النور في عرنينه حتى تبوأ بيته في الملحد
وفد عامر بن صعصعة
قال ثم رجع الحديث إلى محمد بن علي القرشي قالوا وقدم عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب وأربد بن ربيعة بن مالك بن جعفر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عامر يا محمد ما لي إن أسلمت فقال لك ما للمسلمين وعليك ما على المسلمين قال أتجعل لي الأمر من بعدك قال ليس ذاك لك ولا لقومك قال أفتجعل لي الوبر ولك المدر قال لا ولكني أجعل لك أعنة الخيل فإنك أمرؤ فارس قال أو ليست لي لأملأنها عليك خيلا ورجالا ثم وليا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم أكفنيهما اللهم واهد بني عامر وأغن الإسلام عن عامر يعني بن الطفيل فسلط الله تبارك وتعالى على عامر داء في رقبته فاندلع لسانه في حنجرته كضرع الشاة فمال إلى بيت امرأة من بني سلول وقال غدة كغدة البكر وموت في بيت سلولية وأرسل الله على أربد صاعقة فقتلته فبكاه لبيد بن ربيعة وكان في ذلك الوفد عبد الله الشخير أبو مطرف فقال يا رسول الله أنت سيدنا وذو الطول علينا فقال السيد الله لا يستهوينكم الشيطان قالوا وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم علقمة بن علاثة بن عوف بن الأحوص بن جعفر بن كلاب وهوذة بن خالد بن ربيعة وابنه وكان عمر جالسا إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله أوسع لعلقمة فأوسع له فجلس إلى جنبه فقص عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم شرائع الإسلام وقرأ عليه قرآنا فقال يا محمد إن ربك لكريم وقد آمنت بك وبايعت على عكرمة بن خصفة أخي قيس وأسلم هوذة وابنه وابن أخيه وبايع هوذة على عكرمة أيضا قال أخبرنا هشام بن محمد عن إبراهيم بن إسحاق العبدي عن الحجاج بن أرطأة عن عون بن أبي جحيفة السوائي عن أبيه قال قدم وفد بني عامر وكنت معهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوجدناه بالأبطح في قبة حمراء فسلمنا عليه فقال من أنتم قلنا بنو عامر بن صعصعة قال مرحبا بكم أنتم مني وأنا منكم وحضرت الصلاة فقام بلال فأذن وجعل يستدير في أذانه ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بإناء فيه ماء فتوضأ وفضلت فضلة من وضوئه فجعلنا لا نألوا أن نتوضأ مما بقي من وضوئه ثم أقام بلال الصلاة فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين ثم حضرت
وفد ثقيف
قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي عن عبد الله بن أبي يحيى الأسلمي عمن أخبره قال لم يحضر عروة بن مسعود ولا غيلان بن سلمة حصار الطائف كانا بجرش يتعلمان صنعة العرادات والمنجنيق والدبابات فقدما وقد انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطائف فنصبا المنجنيق والعرادات والدبابات وأعدا للقتال ثم ألقى الله في قلب عروة الإسلام وغيره عما كان عليه فخرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم ثم استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخروج إلى قومه ليدعوهم إلى الإسلام فقال إنهم إذا قاتلوك قال لأنا أحب إليهم من أبكار أولادهم ثم استأذنه الثانية ثم الثالثة فقال إن شئت فاخرج فخرج فسار إلىالطائف خمسا فقدم عشاء فدخل منزله فجاء قومه فحيوه بتحية الشرك فقال عليكم بتحية أهل الجنة السلام ودعاهم إلىالإسلام فخرجوا من عنده يأتمرون به فلما طلع الفجر أوفى على غرفة له فأذن بالصلاة فخرجت ثقيف من كل ناحية فرماه رجل من بني مالك يقال له أوس بن عوف فأصاب أكحله فلم يرقأ دمه وقام غيلان بن سلمة وكنانة بن عبد ياليل والحكم بن عمرو بن وهب ووجوه الأحلاف فلبسوا السلاح وحشدوا فلما رأى عروة ذلك قال قد تصدقت بدمي على صاحبه لأصلح بذاك بينكم وهي كرامة أكرمني الله بها وشهادة ساقها الله إلي وقال ادفنوني مع الشهداء الذين قتلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات فدفنوه معهم وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خبره فقال مثله كمثل صاحب ياسين دعا قومه إلى الله فقتلوه ولحق أبو المليح بن عروة وقارب بن الأسود بن مسعود بالنبي صلى الله عليه وسلم فأسلما وسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مالك بن عوف فقالا تركناه بالطائف فقال خبروه أنه إن أتاني مسلما رددت إليه أهله وماله وأعطيته مائة من الإبل فقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه ذلك وقال يا رسول الله أنا أكفيك ثقيفا أغير على سرحهم حتى يأتوك مسلمين فاستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على من أسلم من قومه والقبائل فكان يغير على سرح ثقيف ويقاتلهم فلما رأت ذلك ثقيف مشوا إلى عبد ياليل وأتمروا بينهم أن يبعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نفرا منهم وفدا فخرج عبد ياليل وابناه كنانة وربيعة وشرحبيل بن غيلان بن سلمة والحكم بن عمرو بن وهب بن معتب وعثمان بن أبي العاص وأوس بن عوف ونمير بن خرشة بن ربيعة فساروا في سبيعن رجلا وهؤلاء الستة رؤساؤهم وقال بعضهم كانوا جميعا بضعة عشر رجلا وهوأثبت قال المغيرة بن شعبة إني لفي ركاب المسلمين بذي حرض فإذا عثمان بن أبي العاص تلقاني يستخبرني فلما رأيتهم خرجت أشتد أبشر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدومهم فألقى أبا بكر الصديق رضي الله تعالى عنه فأخبرته بقدومهم فقال أقسمت عليك لا تسبقني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بخبرهم فدخل فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فسر بمقدمهم ونزل من كان منهم من الأحلاف على المغيرة بن شعبة فأكرمهم وضرب النبي صلى الله عليه وسلم لمن كان فيهم من بني مالك قبة في المسجد فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيهم كل ليلة بعد العشاء فيقف عليهم ويحدثهم حتى يراوح بين قدميه ويشكو قريشا ويذكر الحرب التي كانت بينه وبينهم ثم قاضى النبي صلى الله عليه وسلم ثقيفا على قضية وعلموا القرآن واستعمل عليهم عثمان بن أبي العاص واستعفت ثقيف من هدم اللات والعزى فأعفاهم قال المغيرة فكنت أنا هدمتها قال المغيرة فدخلوا في الإسلام فلا أعلم قوما من العرب بني أب ولا قبيلة كانوا أصح إسلاما ولا أبعد أن يوجد فيهم غش لله ولكتابه منهم
وفود ربيعة عبد القيس
قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال حدثني قدامة بن موسى عن عبد العزيز بن رمانة عن عروة بن الزبير قال وحدثني عبد الحميد بن جعفر عن أبيه قالا كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل البحرين أن يقدم عليه عشرون رجلا منهم فقدم عليه عشرون رجلا رأسهم عبد الله بن عوف الأشج وفيهم الجارود ومنقذ بن حيان وهو بن أخت الأشج وكان قدومهم عام الفتح فقيل يا رسول الله هؤلاء وفد عبد القيس قال مرحبا بهم نعم القوم عبد القيس قال ونظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الأفق صبيحة ليلة قدموا وقال ليأتين ركب من المشركين لم يكرهوا علىالإسلام قد أنضوا الركاب وأفنوا الزاد بصاحبهم علامة اللهم اغفر لعبد القيس أتوني لا يسألوني مالا هم خير أهل المشرق قال فجاؤوا في ثيابهم ورسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فسلموا عليه وسألهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أيكم عبد الله الأشج قال أنا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رجلا دميما فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنه لا يستسقى في مسوك الرجال إنما يحتاج من الرجل إلى أصغريه لسانه وقلبه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيك خصلتان يحبهما الله فقال عبد الله وما هما قال الحم والأناة قال أشيء حدث أم جبلت عليه قال بل جبلت عليه وكان الجارود نصرانيا فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام فأسلم فحسن إسلامه وأنزل وفد عبد القيس في دار رملة بنت الحارث وأجرى عليهم ضيافة وأقاموا عشرة أيام وكان عبد الله الأشج يسائل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الفقه والقرآن وأمر لهم بجوائز وفضل عليهم عبد الله فأعطاه أثنتي عشرة أوقية ونشأ ومسح رسول الله صلى الله عليه وسلم وجه منقذ بن حيان قال ثم رجع الحديث إلى حديث محمد بن علي القرشي بإسناده الأول قالوا وقدم وفد بكر بن وائل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رجل منهم هل تعرف قس بن ساعدة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس هو منكم هذا رجل من إياد تحنف في الجاهلية فوافى عكاظ والناس مجتمعون فيكلمهم بكلامه الذي حفظ عنه وكان في الوفد بشير بن الخصاصية وعبد الله بن مرثد وحسان بن حوط وقال رجل من ولد حسان أنا بن حسان بن حوط وأبي رسول بكر كلها إلى النبي قالوا وقدم معهم عبد الله بن أسود بن شهاب بن عوف بن عمرو بن الحارث بن سدوس على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ينزل اليمامة فباع ما كان له من مال باليمامة وهاجر وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بجراب من تمر فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبركة
وفد تغلب
قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن يعقوب بن زيد بن طلحة قال قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد بني تغلب ستة عشر رجلا مسلمين ونصارى عليهم صلب الذهب فنزلوا دار رملة بنت الحارث فصالح رسول الله صلى الله عليه وسلم النصارى على أن يقرهم على دينهم على أن لا يصبغوا أولادهم في النصرانية وأجاز المسلمين منهم بجوائزهم
وفد حنيفة
قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال حدثني الضحاك بن عثمان عن يزيد بن رومان قال محمد بن سعد وأخبرنا علي بن محمد القرشي عن من سمى من رجاله قالوا قدم وفد بني حنيفة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعة عشر رجلا فيهم رحال بن عنفوة وسلمى بن حنظلة السحيمي وطلق بن علي بن قيس وحمران بن جابر من بني شمر وعلي بن سنان والأقعس بن مسلمة وزيد بن عبد عمرو ومسيلمة بن حبيب وعلى الوفد سلمى بن حنظلة فأنزلوا دار رملة بنت الحارث وأجريت عليهم ضيافة فكانوا يؤتون بغداء وعشاء مرة خبزا ولحما ومرة خبزا ولبنا ومرة خبزا وسمنا ومرة تمرا نثر لهم فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فسلموا عليه وشهدوا شهادة الحق وخلفوا مسيلمة في رحلهم وأقاموا أياما يختلفون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رحال بن عنفوة يتعلم القرآن من أبي بن كعب فلما أرادوا الرجوع إلى بلادهم أمر لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بجوائزهم خمس أواق كل رجل فقالوا يا رسول الله إنا خلفنا صاحبا لنا في رحالنا يبصرها لنا وفي ركابنا يحفظها علينا فأمر له رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل ما أمر به لأصحابه وقال ليس بشركم مكانا لحفظه ركابكم ورحالكم فقيل ذلك لمسيلمة فقال عرف أن الأمر إلي من بعده ورجعوا إلى اليمامة وأعطاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إداوة من ماء فيها فضل طهور فقال إذا قدمتم بلدكم فاكسروا بيعتكم وأنضحوا مكانها بهذا الماء واتخذوا مكانها مسجدا ففعلوا وصارت الإداوة عند الأقعس بن مسلمة وصار المؤذن طلق بن علي فأذن فسمعه راهب البيعة فقال كلمة حق ودعوة حق وهرب فكان آخر العهد به وأدعى مسيلمة لعنه الله النبوة وشهد له الرحال بن عنفوة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أشركه في الأمر فافتتن الناس به
وفد شيبان
قال أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا عبد الله بن حسان أخو بني كعب من بلعنبر أنه حدثته جدتاه صفية بنت عليبة ودحيبة بنت عليبة حدثتاه عن حديث قيلة بنت مخرمة وكانتا ربيبتيها وقيلة جدة أبيهما أم أمه أنها كانت تحت حبيب بن أزهر أخي بني جناب وأنها ولدت له النساء ثم توفي في أول الإسلام فانتزع بناتها منها عمهن أثؤب بن أزهر فخرجت تبتغي الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول الإسلام فبكت جويرية منهن حديباء وكانت أخذتها الفرصة عليها سبيج من صوف قال فذهبت بها معها فبينا هما ترثكان الجمل إذ أنتفجت الأرنب فقالت الحديباء القصية والله لا يزال كعبك أعلى من كعب أثؤب في هذا الحديث أبدا ثم سنح الثعلب فسمته باسم نسيه عبد الله بن حسان ثم قالت فيه مثل ما قالت في الأرنب فبينما هما ترتكان الجمل إذ برك الجمل فأخذته رعدة فقالت الحديباء أدركتك والأمانة أخذة أثؤب فقلت وأضطررت إليها ويحك فما أصنع فقالت اقلبي ثيابك ظهورها لبطونها وادحرجي ظهرك لبطنك واقلبي أحلاس جملك ثم خلعت سبيجها فقلبته ثم أدحرجت ظهرها لبطنها فلما فعلت ما أمرتني به انتفض الجمل ثم قام ففاج وبال فقالت أعيدي عليك أداتك ففعلت ثم خرجنا نرتك فإذا أيؤب يسعى وراءنا بالسيف صلتا فوألنا إلى حواء ضخم قد أراه حين ألقى الجمل إلى رواق البيت الأوسط جملا ذلولا وأقتحمت داخله وأدركني بالسيف فأصابت ظبته طائفة من قروني ثم قال ألقي إلي بنت أخي يا دفار فرميت بها اليه فجعلها على منكبه فذهب بها وكانت أعلم به من أهل البيت وخرجت إلى أخت لي ناكح في بني شيبان أبتغي الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينما أنا عندها ليلة من الليالي تحسبني نائمة إذ جاء زوجها من السامر فقال وأبيك لقد وجدت لقيلة صاحب صدق فقالت أختي من هو قال حريث بن حسان الشيباني غاديا وافد بكر بن وائل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذا صباح فغدوت إلى جملي وقد سمعت ما قالا فشددت عليه ثم نشدت عنه فوجدته غير بعيد فسألته الصحبة فقال نعم وكرامة وركابهم مناخة فخرجت معه صاحب صدق حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بالناس صلاة الغداة وقد أقيمت حين انشق الفجر والنجوم شابكة في السماء والرجال لا تكاد تعارف مع ظلمة الليل فصففت مع الرجال وكنت امرأة حديثة عهد بجاهلية فقال لي الرجل الذي يليني من الصف امرأة أنت أم رجل فقلت لا بل امرأة فقال إنك قد كدت تفتنيني فصلي مع النساء وراءك وإذا صف من نساء قد حدث عند الحجرات لم أكن رأيته حين دخلت فكنت فيهن حتى إذا طلعت الشمس دنوت فجعلت إذا رأيت رجلا ذا رواء وذا قشر طمح إليه بصري لأرى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق الناس حتى جاء رجل وقد أرتفعت الشمس فقال السلام عليك يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليك السلام ورحمة الله وبركاته وعليه تعني النبي صلى الله عليه وسلم أسمال ملببتين كانتا بزعفران فقد نفضتا ومعه عسيب نخلة مقشور غير خوصتين من أعلاه وهو قاعد القرفصاء فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم متخشعا في الجلسة أرعدت من الفرق فقال جليسه يا رسول الله أرعدت المسكينة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينظر إلي وأنا عند ظهره يا مسكينة عليك السكينة فلما قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم أذهب الله ما كان أدخل قلبي من الرعب وتقدم صاحبي أول رجل فبايعه على الإسلام عليه وعلى قومه ثم قال يا رسول الله أكتب بيننا وبين بني تميم بالدهناء لايجاوزها إلينا منهم إلا مسافر أو مجاور فقال يا غلام اكتب له بالدهناء فلما رأيته أمر له بأن يكتب له بها شخص بي وهي وطني وداري فقلت يا رسول الله إنه لم يسألك السوية من الأرض إذ سألك إنما هذه الدهناء عندك مقيد الجمل ومرعى الغنم ونساء تميم وأبناؤها وراء ذلك فقال امسك يا غلام صدقت المسكينة المسلم أخو المسلم يسعهما الماء والشجر ويتعاونان على الفتان فلما رأى حريث أن قد حيل دون كتابه ضرب بإحدى يديه على الأخرى وقال كنت أنا وأنت كما قيل حتفها تحمل ضأن بأظلافها فقلت أما والله ان كنت لدليلا في الظلماء جوادا بذي الرحل عفيفا عن الرفيقة حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن لا تلمني على حظي إذ سألت حظك فقال وما حظك في الدهناء لا أبا لك فقلت مقيد جملي تسأله لجمل امرأتك فقال لا جرم إني أشهد رسول الله أني لك أخ ما حييت إذ أثنيت هذا علي عنده فقلت إذ بدأتها فلن أضيعها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيلام بن ذه أن يفصل الخطة وينتصر من وراء الحجرة فبكيت ثم قلت قد والله كنت ولدته يا رسول الله حازما فقاتل معك يوم الربذة ثم ذهب يميرني من خيبر فأصابته حماها وترك علي النساء فقال والذي نفس محمد بيده لو لم تكوني مسكينة لجررناك اليوم على وجهك أو لجررت على وجهك شك عبد الله أيغلب أحيدكم أن يصاحب صويحبه في الدنيا معروفا فإذا حال بينه وبينه من هو أولى به منه استرجع ثم قال رب أنسني ما أمضيت وأعني على ما أبقيت والذي نفس محمد بيده أن أحيدكم ليبكي فيستعبر إليه صويحبه فيا عباد الله لا تعذبوا إخوانكم وكتب لها في قطعة من أديم أحمر لقيلة وللنسوة بنات قيلة أن لا يظلمن حقا ولا يكرهن على منكح وكل مؤمن مسلم لهن نصير أحسن ولا تسئن قال أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا عبد الله بن حسان قال حدثني حبان بن عامر وكان جدي أبا أمي عن حديث حرملة بن عبد الله جده أبي أمه الكعبي من كعب بلعنبر قال وحدثتني جدتاي صفية بنت عليبة ودحيبة بنت عليبة وكان جدهما حرملة أن حرملة خرج حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عنده حتى عرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ارتحل قال فلمت نفسي فقلت والله لا أذهب حتى أزداد من العلم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبلت حتى قمت فقلت يا رسول الله ما تأمرني أعمل فقال يا حرملة إئت المعروف واجتنب المنكر وانصرفت حتى أتيت راحلتي ثم رجعت حتى قمت مقامي أو قريبا منه ثم قلت يا رسول الله ما تأمرني أعمل فقال يا حرملة إئت المعروف واجتنب المنكر وانظر الذي تحب أذنك إذا قمت من عند القوم أن يقولوه لك فأته والذي تكره أن يقولوه لك إذا قمت من عندهم فاجتنبه
9 من 110
التالى >>
ذكر وفادات العرب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وفد مزينة
قال أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال حدثني كثير بن عبد الله المزني عن أبيه عن جده قال كان أول من وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم من مضر أربعمائة من مزينة وذلك في رجب سنة خمس فجعل لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الهجرة في دارهم وقال أنتم مهاجرون حيث كنتم فارجعوا إلى أموالكم فرجعوا إلى بلادهم قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي أخبرنا أبو مسكين وأبو عبد الرحمن العجلاني قالا قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم نفر من مزينة منهم خزاعي بن عبد نهم فبايعه على قومه مزينة وقدم معه عشرة منهم فيهم بلال بن الحارث والنعمان بن مقرن وأبو أسماء وأسامة وعبيد الله بن بردة وعبد الله بن درة وبشر بن المحتفر قال محمد بن سعد وقال غير هشام وكان فيهم دكين بن سعيد وعمرو بن عوف قال وقال هشام في حديثه ثم ان خزاعيا خرج إلى قومه فلم يجدهم كما ظن فأقام فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت فقال أذكر خزاعيا ولا تهجه فقال حسان بن ثابت: ألا أبلغ خزاعيا رسولا بأن الذم يغسله الوفاء وأنك خير عثمان بن عمرو وأسناها إذا ذكر السناء وبايعت الرسول وكان خيرا إلى خير وأداك الثراء فما يعجزك أو ما لا تطقه من الأشياء لا تعجز عداء قال وعداء بطنه الذي هو منه قال فقام خزاعي فقال يا قوم قد خصكم شاعر الرجل فأنشدكم الله قالوا فانا لا ننبو عليك قال وأسلموا ووافدوا على النبي صلى الله عليه وسلم فدفع رسول الله صلى الله عليه وسلم لواء مزينة يوم الفتح إلى خزاعي وكانوا يومئذ ألف رجل وهو أخو المغفل أبي عبد الله بن المغفل وأخو عبد الله ذي البجادين.
وفد أسد
قال أخبرنا محمد بن عمر حدثنا هشام بن سعد عن محمد بن كعب القرظي قال وأخبرنا هشام بن محمد الكلبي عن أبيه قالا قدم عشرة رهط من بني أسد بن خزيمة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول سنة تسع فيهم حضرمي بن عامر وضرار بن الأزور ووابصة بن معبد وقتادة بن القايف وسلمة بن حبيش وطلحة بن خويلد ونقادة بن عبد الله بن خلف فقال حضرمي بن عامر أتيناك نتدرع الليل البهيم في سنة شهباء ولم تبعث إلينا بعثا فنزلت فيهم يمنون عليك أن أسلموا وكان معهم قوم من بني الزنية وهم بنو مالك بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنتم بنو الرشدة فقالوا لا نكون مثل بني محولة يعنون بني عبد الله بن غطفان قال أخبرنا هشام بن محمد قال حدثني أبو سفيان النخعي عن رجل من بني أسد ثم من بني مالك بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنقادة بن عبد الله بن خلف بن عميرة بن مري بن سعد بن مالك الأسدي يا نقادة ابغ لي ناقة حلبانة ركبانة ولا تولهها على ولد فطلبها في نعمه فلم يقدر عليها فوجدها عند بن عم له يقال له سنان بن ظفير فأطلبه إياها فساقها نقادة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح ضرعها ودعا نقادة فحلبها حتى إذا بقى فيها بقية من لبنها قال أي نقادة أترك دواعي اللبن فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسقى أصحابه من لبن تلك الناقة وسقى نقادة سؤره وقال اللهم بارك فيها من ناقة وفيمن منحها قال نقادة قلت وفيمن جاء بها يا نبي الله قال وفيمن جاء بها.
وفد تميم
قال أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري قال وحدثنا عبد الله بن يزيد عن سعيد بن عمرو قالا بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر بن سفيان ويقال النحام العدوي على صدقات بني كعب من خزاعة فجاء وقد حل بنواحيهم بنو عمرو بن جندب بن العنبر بن عمرو بن تميم فجمعت خزاعة مواشيها للصدقة فاستنكر ذلك بنو تميم وأبوا وأبتدروا القسي وشهروا السيوف فقدم المصدق على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال من لهؤلاء القوم فانتدب لهم عيينة بن بدر الفزاري فبعثه النبي صلى الله عليه وسلم في خمسين فارسا من العرب ليس فيهم مهاجري ولا أنصاري فأغار عليهم منهم فأخذ أحد عشر رجلا وإحدى عشرة امرأة وثلاثين صبيا فجلبهم إلى المدينة فقدم فيهم عدة من رؤساء بني تميم عطارد بن حاجب والزبرقان بن بدر وقيس بن عاصم وقيس بن الحارث ونعيم بن سعد والأقرع بن حابس ورياح بن الحارث وعمرو بن الأهتم ويقال كانوا تسعين أو ثمانين رجلا فدخلوا المسجد وقد أذن بلال بالظهر والناس ينتظرون خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم فعجلوا واستبطؤوه فنادوه يا محمد اخرج إلينا فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقام بلال فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر ثم أتوه فقال الأقرع يا محمد إئذن لي فوالله إن جهدي لزين وإن ذمي لشين فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبت ذلك الله تبارك وتعالى ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس وخطب خطيبهم وهو عطارد بن حاجب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس بن شماس أجبه فأجابه ثم قالوا يا محمد إئذن لشاعرنا فأذن له فقام الزبرقان بن بدر فأنشد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت أجبه فأجابه بمثل شعره فقالوا والله لخظيبه أبلغ من خظيبنا ولشاعره أشعر من شاعرنا ولهم أحلم منا ونزل فيهم إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قيس بن عاصم هذا سيد أهل الوبر ورد عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسرى والسبي وأمر لهم بالجوائز كما كان يجيز الوفد قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني ربيعة بن عثمان عن شيخ أخبره أن امرأة من بني النجار قالت أنا أنظر إلى الوفد يومئذ يأخذون جوائزهم عند بلال اثنتي عشرة أوقية ونشا قالت وقد رأيت غلاما أعطاه يومئذ وهو أصغرهم خمس أواق يعني عمرو بن الأهتم قال أخبرنا هشام بن محمد قال حدثني رجل من عبد القيس قال حدثني محمد بن جناح أخو بني كعب بن عمرو بن تميم قال وفد سفيان بن العذيل بن الحارث بن مصاد بن مازن بن ذؤيب بن كعب بن عمرو بن تميم على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم فقال له ابنه قيس يا أبت دعني آتي النبي صلى الله عليه وسلم معك قال سنعود قال فحدثني محمد بن جناح عن عاصم الأحول قال قال غنيم بن قيس بن سفيان أشرف علينا راكب فنعى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ورحمته وبركاته فنهضنا من الأحوية فقلنا بأبينا وأمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقلت: ألا لي الويل على محمد قد كنت في حياته بمقعد وفي أمان من عدو معتدي قال ومات قيس بن سفيان بن العذيل زمن أبي بكر الصديق مع العلاء بن الحضرمي بالبحرين فقال الشاعر فإن يك قيس قد مضى لسبيله فقد طاف قيس بالرسول وسلما قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي قال حدثني أبو الشغب عكرشة بن أربد العبسي وعدة من بني عبس قالوا وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة رهط من بني عبس فكانوا من المهاجرين الأولين منهم ميسرة بن مسروق والحارث بن الربيع وهو الكامل وقنان بن دارم وبشر بن الحارث بن عبادة وهدم بن مسعدة وسباع بن زيد وأبو الحصن بن لقمان وعبد الله بن مالك وفروة بن الحصين بن فضالة فأسلموا فدعا لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير وقال أبغوني رجلا يعشركم أعقد لكم لواء فدخل طلحة بن عبيد الله فعقد لهم لواء وجعل شعارهم يا عشرة قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عمار بن عبد الله بن عبس الدئلي عن عروة بن أذينة الليثي قال بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عيرا لقريش أقبلت من الشام فبعث بني عبس في سرية وعقد لهم لواء فقالوا يا رسول الله كيف نقسم غنيمة إن أصبناها ونحن تسعة قال أنا عاشركم وجعلت الولاة اللواء الأعظم لواء الجماعة والإمام لبني عبس ليست لهم راية قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني علي بن مسلم الليثي عن المقبري عن أبي هريرة قال قدم ثلاثة نفر من بني عبس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا انه قدم علينا قراؤنا فأخبرونا أنه لا إسلام لمن لا هجرة له ولنا أموال ومواش هي معاشنا فإن كان لا إسلام لمن لا هجرة له بعناها وهاجرنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتقوا الله حيث كنتم فلن يلتكم من أعمالكم شيئا ولو كنتم بصمد وجازان وسألهم عن خالد بن سنان فقالوا لا عقب له فقال نبي ضيعه قومه ثم أنشأ يحدث أصحابه حديث خالد بن سنان.
وفد فزارة
قال أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا عبد الله بن محمد بن عمر الجمحي عن أبي وجزة السعدي قال لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك وكانت سنة تسع قدم عليه وفد بني فزارة بضعة عشر رجلا فيهم خارجة بن حصن والحر بن قيس بن حصن وهو أصغرهم على ركاب عجاف فجاؤوا مقرين بالإسلام وسألهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بلادهم فقال أحدهم يا رسول الله أسنتت بلادنا وهلكت مواشينا وأجدب جنابنا وغرث عيالنا فادع لنا ربك فصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر ودعا فقال اللهم أسق بلادك وبهائمك وانشر رحمتك وأحي بلدك الميت اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريئا مريعا مطبقا واسعا عاجلا غير آجل نافعا غير ضار اللهم اسقنا سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا هدم ولا غرق ولا محق اللهم اسقنا الغيث وانصرنا على الأعداء فمطرت فما رأوا السماء ستا فصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فدعا فقال اللهم حوالينا ولا علينا على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت.
وفد مرة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم المزني عن أشياخهم قالوا قدم وفد بني مرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم مرجعه من تبوك في سنة تسع وهم ثلاثة عشر رجلا رأسهم الحارث بن عوف فقالوا يا رسول الله إنا قومك وعشيرتك ونحن قوم من بني لؤي بن غالب فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال أين تركت أهلك قال بسلاح وما والاها قال وكيف البلاد قال والله إنا لمسنتون فادع الله لنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اسقهم الغيث وأمر بلالا أن يجيزهم فأجازهم بعشر أواق عشر أواق فضة وفضل الحارث بن عوف أعطاه اثنتي عشرة أوقية ورجعوا إلى بلادهم فوجدوها قد مطرت في اليوم الذي دعا لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفد ثعلبة
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن رجل من بني ثعلبة عن أبيه قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجعرانة سنة ثمان قدمنا عليه أربعة نفر وقلنا نحن رسل من خلفنا من قومنا ونحن وهم مقرون بالإسلام فأمر لنا بضيافة وأقمنا أياما ثم جئناه لنودعه فقال لبلال أجزهم كما تجيز الوفد فجاء بنقر من فضة وأعطى كل رجل منا خمس أواق قال ليس عندنا دراهم فانصرفنا إلى بلادنا.
وفد محارب
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن أبي وجزة السعدي قال قدم وفد محارب سنة عشر في حجة الوداع وهم عشرة نفر منهم سواء بن الحارث وابنه خزيمة بن سواء فأنزلوا دار رملة بنت الحارث وكان بلال يأتيهم بغداء وعشاء فأسلموا وقالوا نحن على من وراءنا ولم يكن أحد في تلك المواسم أفظ ولا أغلظ على رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم وكان في الوفد رجل منهم فعرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الحمد لله الذي أبقاني حتى صدقت بك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذه القلوب بيدالله ومسح وجه خزيمة بن سواء فصارت له غرة بيضاء وأجازهم كما يجيز الوفد وانصرفوا إلى أهلهم
وفد سعد بن بكر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن كريب عن بن عباس قال بعثت بنو سعد بن بكر في رجب سنة خمس ضمام بن ثعلبة وكان جلدا أشعر ذا غديرتين وافدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله فأغلظ في المسألة سأله عمن أرسله وبما أرسله وسأله عن شرائع الإسلام فأجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك كله فرجع إلى قومه مسلما قد خلع الأنداد وأخبرهم بما أمرهم به ونهاهم عنه فما أمسى في ذلك اليوم في حاضره رجل ولا مرأة إلا مسلما وبنوا المساجد وأذنوا بالصلوات
وفد كلاب
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن شيبة بن عمرو بن عبد الله بن كعب بن مالك عن خارجة بن عبد الله بن كعب قال قدم وفد بني كلاب في سنة تسع على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم ثلاثة عشر رجلا فيهم لبيد بن ربيعة وجبار بن سلمى فأنزلهم دار رملة بنت الحارث وكان بين جبار وكعب بن مالك خلة فبلغ كعبا قدومهم فرحب بهم وأهدى لجبار وأكرمه وخرجوا مع كعب فدخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلموا عليه بسلام الإسلام وقالوا إن الضحاك بن سفيان سار فينا بكتاب الله وبسنتك التي أمرته وانه دعانا إلى الله فاستجبنا لله ولرسوله وانه أخذ الصدقة من أغنيائنا فردها على فقرائنا قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي أخبرنا وكيع الرؤاسي عن أبيه عن أبي نفيع طارق بن علقمة الرؤاسي قال قدم رجل منا يقال له عمرو بن مالك بن قيس بن بجيد بن رؤاس بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم ثم أتى قومه فدعاهم إلى الإسلام فقالوا حتى نصيب من بني عقيل بن كعب مثل ما أصابوا منا فخرجوا يريدونهم وخرج معهم عمرو بن مالك فأصابوا فيهم ثم خرجوا يسوقون النعم فأدركهم فارس من بني عقيل يقال له ربيعة بن المنتفق بن عامر بن عقيل وهو يقول أقسمت لا أطعن إلا فارسا إذا الكماة لبسوا القوانسا قال أبو نفيع فقلت نجوتم يا معشر الرجالة سائر اليوم فأدرك العقيلي رجلا من بني عبيد بن رؤاس يقال له المحرس بن عبد الله بن عمرو بن عبيد بن رؤاس فطعنه في عضده فاختلها فاعتنق المحرس فرسه وقال يا آل رؤاس فقال ربيعة رؤاس خيل أو أناس فعطف على ربيعة عمرو بن مالك فطعنه فقتله قال ثم خرجنا نسوق النعم وأقبل بنو عقيل في طلبنا حتى انتهينا إلى تربة فقطع ما بيننا وبينهم وادي تربة فجعلت بنو عقيل ينظرون إلينا ولا يصلون إلى شيء فمضينا قال عمرو بن مالك فأسقط في يدي وقلت قتلت رجلا وقد أسلمت وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم فشددت يدي في غل إلى عنقي ثم خرجت أريد النبي صلى الله عليه وسلم وقد بلغه ذلك فقال لئن أتاني لأضربن ما فوق الغل من يده قال فأطلقت يدي ثم أتيته فسلمت عليه فأعرض عني فأتيته عن يمينه فأعرض عني فأتيته عن يساره فأعرض عني فأتيته من قبل وجهه فقلت يا رسول الله إن الرب ليترضى فيرضى فارض عني رضي الله عنك قال قد رضيت عنك
وفد عقيل بن كعب
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب أخبرنا رجل من بني عقيل عن أشياخ قومه قالوا وفد منا من بني عقيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ربيع بن معاوية بن خفاجة بن عمرو بن عقيل ومطرف بن عبد الله بن الأعلم بن عمرو بن ربيعة بن عقيل وأنس بن قيس بن المنتفق بن عامر بن عقيل فبايعوا وأسلموا وبايعوه على من وراءهم من قومهم فأعطاهم النبي صلى الله عليه وسلم العقيق عقيق بني عقيل وهي أرض فيها عيون ونخل وكتب لهم بذلك كتابا في أديم أحمر بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أعطى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ربيعا ومطرفا وأنسا أعطاهم العقيق ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وسمعوا وأطاعوا ولم يعطهم حقا لمسلم فكان الكتاب في يد مطرف قال ووفد عليه أيضا لقيط بن عامر بن المنتفق بن عامر بن عقيل وهو أبو رزين فأعطاه ماء يقال له النظيم وبايعه على قومه قال وقدم عليه أبو حرب بن خويلد بن عامر بن عقيل فقرأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن وعرض عليه الإسلام فقال أما وأيم الله لقد لقيت الله أو لقيت من لقيه وانك لتقول قولا لانحسن مثله ولكني سوف أضرب بقداحي هذه على ما تدعوني إليه وعلى ديني الذي أنا عليه وضرب بالقداح فخرج عليه سهم الكفر ثم أعاده فخرج عليه ثلاث مرات فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أبي هذا إلا ما ترى ثم رجع إلى أخيه عقال بن خويلد فقال له قل خيسك هل لك في محمد بن عبد الله يدعو إلى دين الإسلام ويقرأ القرآن وقد أعطاني العقيق ان أنا أسلمت فقال له عقال أنا والله أخطك أكثر مما يخط محمد ثم ركب فرسه وجر رمحه على أسفل العقيق فأخذ أسفله وما فيه من عين ثم إن عقالا قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليه الإسلام وجعل يقول له أتشهد أن محمدا رسول الله فيقول أشهد أن هبيرة بن النفاضة نعم الفارس ثوم قرني لبان ثم قال أتشهد أن محمدا رسول الله قال أشهد أن الصريح تحت الرغوة ثم قال له الثالثة أتشهد قال فشهد وأسلم قال وابن النفاضة هبيرة بن معاوية بن عبادة بن عقيل ومعاوية هو فارس الهرار والهرار اسم فرسه ولبان هو موضع خيسك خيرك قالوا وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم الحصين بن المعلى بن ربيعة بن عقيل وذو الجوشن الضبابي فأسلما قال أخبرنا هشام بن محمد عن رجل من بني عقيل قال وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرقاد بن عمرو بن ربيعة بن جعدة بن كعب وأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفلج ضيعة وكتب له كتابا وهو عندهم.
وفد قشير بن كعب
قال أخبرنا هشام بن محمد عن رجل من بني عقيل وأخبرنا علي بن محمد القرشي قالا وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم نفر من قشير فيهم ثور بن عروة بن عبد الله بن سلمة بن قشير فأسلم فأقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم قطيعة وكتب له بها كتابا ومنهم حيدة بن معاوية بن قشير وذلك قبل حجة الوداع وبعد حنين ومنهم قرة بن هبيرة بن سلمة الخير بن قشير فأسلم فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكساه بردا وأمره أن يتصدق على قومه أي يلي الصدقة فقال قرة حين رجع: حباها رسول الله إذ نزلت به وأمكنها من نائل غير منفد فأضحت بروض الخضر وهي حثيثة وقد أنجحت حاجاتها من محمد عليها فتى لا يردف الذم رحله تروك لأمر العاجز المتردد قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال حدثني عبد الله بن عامر عن عبد الله بن عامر البكائي من بني عامر بن صعصعة قال وحدثني محرز بن جعفر عن الجعد بن عبد الله بن عامر البكائي من بني عامر بن صعصعة عن أبيه قالا وفد من بني البكاء على رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة تسع ثلاثة نفر معاوية بن ثور بن عبادة بن البكاء وهو يومئذ بن مائة سنة ومعه بن له يقال له بشر والفجيع بن عبد الله بن جندح بن البكاء ومعهم عبد عمرو البكائي وهو الأصم فأمر لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنزل وضيافة وأجازهم ورجعوا إلى قومهم وقال معاوية للنبي صلى الله عليه وسلم إني أتبرك بمسك وقد كبرت وابني هذا بر بي فامسح وجهه فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم وجه بشر بن معاوية وأعطاه أعنزا عفرا وبرك عليهن قال الجعد فالسنة ربما أصابت بني البكاء ولا تصيبهم وقال محمد بن بشر بن معاوية بن ثور بن عبادة بن البكاء وأبي الذي مسح الرسول برأسه ودعا له بالخير والبركات أعطاه أحمد إذ أتاه أعنزا عفرا نواجل ليس باللجبات يملآن وفد الحي كل عشية وبعود ذاك الملء بالغدوات بوركن من منح وبورك مانحا وعليه مني ما حييت صلاتي أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي قال كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم للفجيع كتابا من محمد النبي للفجيع ومن تبعه وأسلم وأقام الصلاة وآتى الزكاة وأعطى الله ورسوله وأعطى من المغانم خمس الله ونصر النبي وأصحابه وأشهد على إسلامه وفارق المشركين فإنه آمن بأمان الله وأمان محمد قال هشام وسمى رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد عمرو الأصم عبد الرحمن وكتب له بمائة الذي أسلم عليه ذي القصة وكان عبد الرحمن من أصحاب الظلة يعني الصفة صفة المسجد.
وفد كنانة
قال أخبرنا علي بن محمد القرشي عن أبي معشر عن يزيد بن رومان ومحمد بن كعب وعن أبي بكر الهذلي عن الشعبي وعن علي بن مجاهد وعن محمد بن إسحاق بن الزهري وعكرمة بن خالد بن عاصم بن عمرو بن قتادة وعن يزيد بن عياض بن جعدبة عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم وعن مسلمة بن علقمة عن خالد الحذاء عن أبي قلابة في رجال آخرين من أهل العلم يزيد بعضهم على بعض فيما ذكروا من وفود العرب على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا وفد واثلة بن الأسقع الليثي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم المدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتجهز إلى تبوك فصلى معه الصبح فقال له ما أنت وما جاء بك وما حاجتك فأخبره عن نسبه وقال أتيتك لأومن بالله ورسوله قال فبايع على ما أحببت وكرهت فبايعه ورجع إلى أهله فأخبرهم فقال له أبوه والله لا أكلمك كلمة أبدا وسمعت أخته كلامه فأسلمت وجهزته فخرج راجعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجده قد صار إلى تبوك فقال من يحملني عقبه وله سهمي فحمله كعب بن عجرة حتى لحق برسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد معه تبوك وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم مع خالد بن الوليد إلى أكيدر فغنم فجاء بسهمه إلى كعب بن عجرة فأبى أن يقبله وسوغه إياه وقال إنما حملتك لله
وفد بني عبد بن عدي
قالوا وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد بني عبد بن عدي وفيهم الحارث بن أهبان وعويمر بن الأخرم وحبيب وربيعة ابنا ملة ومعهم رهط من قومهم فقالوا يا محمد نحن أهل الحرم وساكنه وأعز من به ونحن لا نريد قتالك ولو قاتلت غير قريش قاتلنا معك ولكنا لا نقاتل قريشا وإنا لنحبك ومن أنت منه فإن أصبت منا أحدا خطأ فعليك ديته وإن أصبنا أحدا من أصحابك فعلينا ديته فقال نعم فأسلموا قالوا وقدمت أشجع على رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الخندق وهم مائة رأسهم مسعود بن رخيلة فنزلوا شعب سلع فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر لهم بأحمال التمر فقالوا يا محمد لا نعلم أحدا من قومنا أقرب دارا منك منا ولا أقل عددا وقد ضقنا بحربك وبحرب قومك فجئنا نوادعك فوادعهم ويقال بل قدمت أشجع بعدما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني قريظة وهم سبعمائة فوادعهم ثم أسلموا بعد ذلك
وفد باهلة
قالوا وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مطرف بن الكاهن الباهلي بعد الفتح وافدا لقومه فأسلم وأخذ لقومه أمانا وكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا فيه فرائض الصدقات ثم قدم نهشل بن مالك الوائلي من باهلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وافدا لقومه فأسلم وكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم ولمن أسلم من قومه كتابا فيه شرائع الإسلام وكتبه عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه
وفد سليم
قالوا وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من بني سليم يقال له قيس بن نسيبة فسمع كلامه وسأله عن أشياء فأجابه ووعى ذلك كله ودعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام فأسلم ورجع إلى قومه بني سليم فقال قد سمعت ترجمة الروم وهيمنة فارس وأشعار العرب وكهانة الكاهن وكلام مقاول حمير فما يشبه كلام محمد شيئا من كلامهم فأطيعوني وخذوا بنصيبكم منه فلما كان عام الفتح خرجت بنو سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقوه بقديد وهم تسعمائة ويقال كانوا ألفا فيهم العباس بن مرداس وأنس بن عياض بن رعل وراشد بن عبد ربه فأسلموا وقالوا اجعلنا في مقدمتك واجعل لواءنا أحمر وشعارنا مقدم ففعل ذلك بهم فشهدوا معه الفتح والطائف وحنينا وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم راشد بن عبد ربه رهاطا وفيها عين يقال لها عين الرسول وكان راشد يسدن صنما لبني سليم فرأى يوما ثعلبين يبولان عليه فقال أرب يبول الثعلبان برأسه لقد ذل من بالت عليه الثعالب ثم شد عليه فكسره ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له ما اسمك قال غاوي بن عبد العزى قال أنت راشد بن عبد ربه فأسلم وحسن إسلامه وشهد الفتح مع النبي صلى الله عليه وسلم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير قرى عربية خيبر وخير بني سليم راشد وعقد له على قومه قال أخبرنا هشام بن محمد قال حدثني رجل من بني سليم من بني الشريد قال وفد رجل منا يقال له قدر بن عمار على النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة فأسلم وعاهده على أن يأتيه بالأف من قومه على الخيل وأنشد يقول شددت يميني إذ أتيت محمدا بخير يد شدت بحجزة مئزر وذاك امرؤ قاسمته نصف دينه وأعطيته ألف امرئ غير أعسر ثم أتى إلى قومه فأخبرهم الخبر فخرج معه تسعمائة وخلف في الحي مائة فأقبل بهم يريد النبي صلى الله عليه وسلم فنزل به الموت فأوصى إلى ثلاثة رهط من قومه إلى العباس بن مرداس وأمره على ثلاثمائة وإلى الأخنس بن يزيد وأمره على ثلاثمائة وقال ائتوا هذا الرجل حتى تقضوا العهد الذي في عنقي ثم مات فمضوا حتى قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال أين الرجل الحسن الوجه الطويل اللسان الصادق الإيمان قالوا يا رسول الله دعاه الله فأجابه وأخبروه خبره فقال أين تكملة الألف الذين عاهدني عليهم قالوا قد خلف مائة بالحي مخافة حرب كان بيننا وبين بني كنانة قال ابعثوا إليها فإنه لا يأتيكم في عامكم هذا شيء تكرهونه فبعثوا إليها فأتته بالهدة وهي مائة عليها المنقع بن مالك بن أمية بن عبد العزى بن عمل بن كعب بن الحارث بن بهثة بن سليم فلما سمعوا وئيد الخيل قالوا يا رسول الله أتينا قال لا بل لكم لا عليكم هذه سليم بن منصور قد جاءت فشهدوا مع النبي صلى الله عليه وسلم الفتح وحنينا وللمنقع يقول القائد المائة التي وفى بها تسع المئين فتم ألف أقرع
وفد هلال بن عامر
قال رجع الحديث إلى حديث علي بن محمد القرشي قالوا وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم نفر من بني هلال فيهم عبد عوف بن أصرم بن عمرو بن شعيبة بن الهزم من رؤيبة فسأله عن اسمه فأخبره فقال أنت عبد الله وأسلم فقال رجل من ولده جدي الذي اختارت هوازن كلها إلى النبي عبد عوف وافدا ومنهم قبيصة بن المخارق قال يا رسول الله إني حملت عن قومي حمالة فأعني فيها قال هي لك في الصدقات إذا جاءت قال أخبرنا هشام بن محمد أخبرنا جعفر بن كلاب الجعفري عن أشياخ لبني عامر قالوا وفد زياد بن عبد الله بن مالك بن بجير بن الهزم بن رؤيبة بن عبد الله بن هلال بن عامر على النبي صلى الله عليه وسلم فلما دخل المدينة توجه إلى منزل ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم وكانت خالة زياد أمه غرة بنت الحارث وهو يومئذ شاب فدخل النبي صلى الله عليه وسلم وهو عندها فلما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم غضب فرجع فقالت يا رسول الله هذا بن أختي فدخل إليها ثم خرج حتى أتى المسجد ومعه زياد فصلى الظهر ثم أدنى زيادا فدعا له ووضع يده على رأسه ثم حدرها على طرف أنفه فكانت بنو هلال تقول ما زلنا نتعرف البركة في وجه زياد وقال الشاعر لعلي بن زياد يا بن الذي مسح النبي برأسه ودعا له بالخير عند المسجد أعني زيادا لا أريد سواءه من غائر أو متهم أو منجد ما زال ذاك النور في عرنينه حتى تبوأ بيته في الملحد
وفد عامر بن صعصعة
قال ثم رجع الحديث إلى محمد بن علي القرشي قالوا وقدم عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب وأربد بن ربيعة بن مالك بن جعفر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عامر يا محمد ما لي إن أسلمت فقال لك ما للمسلمين وعليك ما على المسلمين قال أتجعل لي الأمر من بعدك قال ليس ذاك لك ولا لقومك قال أفتجعل لي الوبر ولك المدر قال لا ولكني أجعل لك أعنة الخيل فإنك أمرؤ فارس قال أو ليست لي لأملأنها عليك خيلا ورجالا ثم وليا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم أكفنيهما اللهم واهد بني عامر وأغن الإسلام عن عامر يعني بن الطفيل فسلط الله تبارك وتعالى على عامر داء في رقبته فاندلع لسانه في حنجرته كضرع الشاة فمال إلى بيت امرأة من بني سلول وقال غدة كغدة البكر وموت في بيت سلولية وأرسل الله على أربد صاعقة فقتلته فبكاه لبيد بن ربيعة وكان في ذلك الوفد عبد الله الشخير أبو مطرف فقال يا رسول الله أنت سيدنا وذو الطول علينا فقال السيد الله لا يستهوينكم الشيطان قالوا وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم علقمة بن علاثة بن عوف بن الأحوص بن جعفر بن كلاب وهوذة بن خالد بن ربيعة وابنه وكان عمر جالسا إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله أوسع لعلقمة فأوسع له فجلس إلى جنبه فقص عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم شرائع الإسلام وقرأ عليه قرآنا فقال يا محمد إن ربك لكريم وقد آمنت بك وبايعت على عكرمة بن خصفة أخي قيس وأسلم هوذة وابنه وابن أخيه وبايع هوذة على عكرمة أيضا قال أخبرنا هشام بن محمد عن إبراهيم بن إسحاق العبدي عن الحجاج بن أرطأة عن عون بن أبي جحيفة السوائي عن أبيه قال قدم وفد بني عامر وكنت معهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوجدناه بالأبطح في قبة حمراء فسلمنا عليه فقال من أنتم قلنا بنو عامر بن صعصعة قال مرحبا بكم أنتم مني وأنا منكم وحضرت الصلاة فقام بلال فأذن وجعل يستدير في أذانه ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بإناء فيه ماء فتوضأ وفضلت فضلة من وضوئه فجعلنا لا نألوا أن نتوضأ مما بقي من وضوئه ثم أقام بلال الصلاة فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين ثم حضرت
وفد ثقيف
قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي عن عبد الله بن أبي يحيى الأسلمي عمن أخبره قال لم يحضر عروة بن مسعود ولا غيلان بن سلمة حصار الطائف كانا بجرش يتعلمان صنعة العرادات والمنجنيق والدبابات فقدما وقد انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطائف فنصبا المنجنيق والعرادات والدبابات وأعدا للقتال ثم ألقى الله في قلب عروة الإسلام وغيره عما كان عليه فخرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم ثم استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخروج إلى قومه ليدعوهم إلى الإسلام فقال إنهم إذا قاتلوك قال لأنا أحب إليهم من أبكار أولادهم ثم استأذنه الثانية ثم الثالثة فقال إن شئت فاخرج فخرج فسار إلىالطائف خمسا فقدم عشاء فدخل منزله فجاء قومه فحيوه بتحية الشرك فقال عليكم بتحية أهل الجنة السلام ودعاهم إلىالإسلام فخرجوا من عنده يأتمرون به فلما طلع الفجر أوفى على غرفة له فأذن بالصلاة فخرجت ثقيف من كل ناحية فرماه رجل من بني مالك يقال له أوس بن عوف فأصاب أكحله فلم يرقأ دمه وقام غيلان بن سلمة وكنانة بن عبد ياليل والحكم بن عمرو بن وهب ووجوه الأحلاف فلبسوا السلاح وحشدوا فلما رأى عروة ذلك قال قد تصدقت بدمي على صاحبه لأصلح بذاك بينكم وهي كرامة أكرمني الله بها وشهادة ساقها الله إلي وقال ادفنوني مع الشهداء الذين قتلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات فدفنوه معهم وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خبره فقال مثله كمثل صاحب ياسين دعا قومه إلى الله فقتلوه ولحق أبو المليح بن عروة وقارب بن الأسود بن مسعود بالنبي صلى الله عليه وسلم فأسلما وسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مالك بن عوف فقالا تركناه بالطائف فقال خبروه أنه إن أتاني مسلما رددت إليه أهله وماله وأعطيته مائة من الإبل فقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه ذلك وقال يا رسول الله أنا أكفيك ثقيفا أغير على سرحهم حتى يأتوك مسلمين فاستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على من أسلم من قومه والقبائل فكان يغير على سرح ثقيف ويقاتلهم فلما رأت ذلك ثقيف مشوا إلى عبد ياليل وأتمروا بينهم أن يبعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نفرا منهم وفدا فخرج عبد ياليل وابناه كنانة وربيعة وشرحبيل بن غيلان بن سلمة والحكم بن عمرو بن وهب بن معتب وعثمان بن أبي العاص وأوس بن عوف ونمير بن خرشة بن ربيعة فساروا في سبيعن رجلا وهؤلاء الستة رؤساؤهم وقال بعضهم كانوا جميعا بضعة عشر رجلا وهوأثبت قال المغيرة بن شعبة إني لفي ركاب المسلمين بذي حرض فإذا عثمان بن أبي العاص تلقاني يستخبرني فلما رأيتهم خرجت أشتد أبشر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدومهم فألقى أبا بكر الصديق رضي الله تعالى عنه فأخبرته بقدومهم فقال أقسمت عليك لا تسبقني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بخبرهم فدخل فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فسر بمقدمهم ونزل من كان منهم من الأحلاف على المغيرة بن شعبة فأكرمهم وضرب النبي صلى الله عليه وسلم لمن كان فيهم من بني مالك قبة في المسجد فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيهم كل ليلة بعد العشاء فيقف عليهم ويحدثهم حتى يراوح بين قدميه ويشكو قريشا ويذكر الحرب التي كانت بينه وبينهم ثم قاضى النبي صلى الله عليه وسلم ثقيفا على قضية وعلموا القرآن واستعمل عليهم عثمان بن أبي العاص واستعفت ثقيف من هدم اللات والعزى فأعفاهم قال المغيرة فكنت أنا هدمتها قال المغيرة فدخلوا في الإسلام فلا أعلم قوما من العرب بني أب ولا قبيلة كانوا أصح إسلاما ولا أبعد أن يوجد فيهم غش لله ولكتابه منهم
وفود ربيعة عبد القيس
قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال حدثني قدامة بن موسى عن عبد العزيز بن رمانة عن عروة بن الزبير قال وحدثني عبد الحميد بن جعفر عن أبيه قالا كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل البحرين أن يقدم عليه عشرون رجلا منهم فقدم عليه عشرون رجلا رأسهم عبد الله بن عوف الأشج وفيهم الجارود ومنقذ بن حيان وهو بن أخت الأشج وكان قدومهم عام الفتح فقيل يا رسول الله هؤلاء وفد عبد القيس قال مرحبا بهم نعم القوم عبد القيس قال ونظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الأفق صبيحة ليلة قدموا وقال ليأتين ركب من المشركين لم يكرهوا علىالإسلام قد أنضوا الركاب وأفنوا الزاد بصاحبهم علامة اللهم اغفر لعبد القيس أتوني لا يسألوني مالا هم خير أهل المشرق قال فجاؤوا في ثيابهم ورسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فسلموا عليه وسألهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أيكم عبد الله الأشج قال أنا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رجلا دميما فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنه لا يستسقى في مسوك الرجال إنما يحتاج من الرجل إلى أصغريه لسانه وقلبه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيك خصلتان يحبهما الله فقال عبد الله وما هما قال الحم والأناة قال أشيء حدث أم جبلت عليه قال بل جبلت عليه وكان الجارود نصرانيا فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام فأسلم فحسن إسلامه وأنزل وفد عبد القيس في دار رملة بنت الحارث وأجرى عليهم ضيافة وأقاموا عشرة أيام وكان عبد الله الأشج يسائل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الفقه والقرآن وأمر لهم بجوائز وفضل عليهم عبد الله فأعطاه أثنتي عشرة أوقية ونشأ ومسح رسول الله صلى الله عليه وسلم وجه منقذ بن حيان قال ثم رجع الحديث إلى حديث محمد بن علي القرشي بإسناده الأول قالوا وقدم وفد بكر بن وائل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رجل منهم هل تعرف قس بن ساعدة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس هو منكم هذا رجل من إياد تحنف في الجاهلية فوافى عكاظ والناس مجتمعون فيكلمهم بكلامه الذي حفظ عنه وكان في الوفد بشير بن الخصاصية وعبد الله بن مرثد وحسان بن حوط وقال رجل من ولد حسان أنا بن حسان بن حوط وأبي رسول بكر كلها إلى النبي قالوا وقدم معهم عبد الله بن أسود بن شهاب بن عوف بن عمرو بن الحارث بن سدوس على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ينزل اليمامة فباع ما كان له من مال باليمامة وهاجر وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بجراب من تمر فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبركة
وفد تغلب
قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن يعقوب بن زيد بن طلحة قال قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد بني تغلب ستة عشر رجلا مسلمين ونصارى عليهم صلب الذهب فنزلوا دار رملة بنت الحارث فصالح رسول الله صلى الله عليه وسلم النصارى على أن يقرهم على دينهم على أن لا يصبغوا أولادهم في النصرانية وأجاز المسلمين منهم بجوائزهم
وفد حنيفة
قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال حدثني الضحاك بن عثمان عن يزيد بن رومان قال محمد بن سعد وأخبرنا علي بن محمد القرشي عن من سمى من رجاله قالوا قدم وفد بني حنيفة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعة عشر رجلا فيهم رحال بن عنفوة وسلمى بن حنظلة السحيمي وطلق بن علي بن قيس وحمران بن جابر من بني شمر وعلي بن سنان والأقعس بن مسلمة وزيد بن عبد عمرو ومسيلمة بن حبيب وعلى الوفد سلمى بن حنظلة فأنزلوا دار رملة بنت الحارث وأجريت عليهم ضيافة فكانوا يؤتون بغداء وعشاء مرة خبزا ولحما ومرة خبزا ولبنا ومرة خبزا وسمنا ومرة تمرا نثر لهم فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فسلموا عليه وشهدوا شهادة الحق وخلفوا مسيلمة في رحلهم وأقاموا أياما يختلفون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رحال بن عنفوة يتعلم القرآن من أبي بن كعب فلما أرادوا الرجوع إلى بلادهم أمر لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بجوائزهم خمس أواق كل رجل فقالوا يا رسول الله إنا خلفنا صاحبا لنا في رحالنا يبصرها لنا وفي ركابنا يحفظها علينا فأمر له رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل ما أمر به لأصحابه وقال ليس بشركم مكانا لحفظه ركابكم ورحالكم فقيل ذلك لمسيلمة فقال عرف أن الأمر إلي من بعده ورجعوا إلى اليمامة وأعطاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إداوة من ماء فيها فضل طهور فقال إذا قدمتم بلدكم فاكسروا بيعتكم وأنضحوا مكانها بهذا الماء واتخذوا مكانها مسجدا ففعلوا وصارت الإداوة عند الأقعس بن مسلمة وصار المؤذن طلق بن علي فأذن فسمعه راهب البيعة فقال كلمة حق ودعوة حق وهرب فكان آخر العهد به وأدعى مسيلمة لعنه الله النبوة وشهد له الرحال بن عنفوة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أشركه في الأمر فافتتن الناس به
وفد شيبان
قال أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا عبد الله بن حسان أخو بني كعب من بلعنبر أنه حدثته جدتاه صفية بنت عليبة ودحيبة بنت عليبة حدثتاه عن حديث قيلة بنت مخرمة وكانتا ربيبتيها وقيلة جدة أبيهما أم أمه أنها كانت تحت حبيب بن أزهر أخي بني جناب وأنها ولدت له النساء ثم توفي في أول الإسلام فانتزع بناتها منها عمهن أثؤب بن أزهر فخرجت تبتغي الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول الإسلام فبكت جويرية منهن حديباء وكانت أخذتها الفرصة عليها سبيج من صوف قال فذهبت بها معها فبينا هما ترثكان الجمل إذ أنتفجت الأرنب فقالت الحديباء القصية والله لا يزال كعبك أعلى من كعب أثؤب في هذا الحديث أبدا ثم سنح الثعلب فسمته باسم نسيه عبد الله بن حسان ثم قالت فيه مثل ما قالت في الأرنب فبينما هما ترتكان الجمل إذ برك الجمل فأخذته رعدة فقالت الحديباء أدركتك والأمانة أخذة أثؤب فقلت وأضطررت إليها ويحك فما أصنع فقالت اقلبي ثيابك ظهورها لبطونها وادحرجي ظهرك لبطنك واقلبي أحلاس جملك ثم خلعت سبيجها فقلبته ثم أدحرجت ظهرها لبطنها فلما فعلت ما أمرتني به انتفض الجمل ثم قام ففاج وبال فقالت أعيدي عليك أداتك ففعلت ثم خرجنا نرتك فإذا أيؤب يسعى وراءنا بالسيف صلتا فوألنا إلى حواء ضخم قد أراه حين ألقى الجمل إلى رواق البيت الأوسط جملا ذلولا وأقتحمت داخله وأدركني بالسيف فأصابت ظبته طائفة من قروني ثم قال ألقي إلي بنت أخي يا دفار فرميت بها اليه فجعلها على منكبه فذهب بها وكانت أعلم به من أهل البيت وخرجت إلى أخت لي ناكح في بني شيبان أبتغي الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينما أنا عندها ليلة من الليالي تحسبني نائمة إذ جاء زوجها من السامر فقال وأبيك لقد وجدت لقيلة صاحب صدق فقالت أختي من هو قال حريث بن حسان الشيباني غاديا وافد بكر بن وائل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذا صباح فغدوت إلى جملي وقد سمعت ما قالا فشددت عليه ثم نشدت عنه فوجدته غير بعيد فسألته الصحبة فقال نعم وكرامة وركابهم مناخة فخرجت معه صاحب صدق حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بالناس صلاة الغداة وقد أقيمت حين انشق الفجر والنجوم شابكة في السماء والرجال لا تكاد تعارف مع ظلمة الليل فصففت مع الرجال وكنت امرأة حديثة عهد بجاهلية فقال لي الرجل الذي يليني من الصف امرأة أنت أم رجل فقلت لا بل امرأة فقال إنك قد كدت تفتنيني فصلي مع النساء وراءك وإذا صف من نساء قد حدث عند الحجرات لم أكن رأيته حين دخلت فكنت فيهن حتى إذا طلعت الشمس دنوت فجعلت إذا رأيت رجلا ذا رواء وذا قشر طمح إليه بصري لأرى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق الناس حتى جاء رجل وقد أرتفعت الشمس فقال السلام عليك يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليك السلام ورحمة الله وبركاته وعليه تعني النبي صلى الله عليه وسلم أسمال ملببتين كانتا بزعفران فقد نفضتا ومعه عسيب نخلة مقشور غير خوصتين من أعلاه وهو قاعد القرفصاء فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم متخشعا في الجلسة أرعدت من الفرق فقال جليسه يا رسول الله أرعدت المسكينة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينظر إلي وأنا عند ظهره يا مسكينة عليك السكينة فلما قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم أذهب الله ما كان أدخل قلبي من الرعب وتقدم صاحبي أول رجل فبايعه على الإسلام عليه وعلى قومه ثم قال يا رسول الله أكتب بيننا وبين بني تميم بالدهناء لايجاوزها إلينا منهم إلا مسافر أو مجاور فقال يا غلام اكتب له بالدهناء فلما رأيته أمر له بأن يكتب له بها شخص بي وهي وطني وداري فقلت يا رسول الله إنه لم يسألك السوية من الأرض إذ سألك إنما هذه الدهناء عندك مقيد الجمل ومرعى الغنم ونساء تميم وأبناؤها وراء ذلك فقال امسك يا غلام صدقت المسكينة المسلم أخو المسلم يسعهما الماء والشجر ويتعاونان على الفتان فلما رأى حريث أن قد حيل دون كتابه ضرب بإحدى يديه على الأخرى وقال كنت أنا وأنت كما قيل حتفها تحمل ضأن بأظلافها فقلت أما والله ان كنت لدليلا في الظلماء جوادا بذي الرحل عفيفا عن الرفيقة حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن لا تلمني على حظي إذ سألت حظك فقال وما حظك في الدهناء لا أبا لك فقلت مقيد جملي تسأله لجمل امرأتك فقال لا جرم إني أشهد رسول الله أني لك أخ ما حييت إذ أثنيت هذا علي عنده فقلت إذ بدأتها فلن أضيعها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيلام بن ذه أن يفصل الخطة وينتصر من وراء الحجرة فبكيت ثم قلت قد والله كنت ولدته يا رسول الله حازما فقاتل معك يوم الربذة ثم ذهب يميرني من خيبر فأصابته حماها وترك علي النساء فقال والذي نفس محمد بيده لو لم تكوني مسكينة لجررناك اليوم على وجهك أو لجررت على وجهك شك عبد الله أيغلب أحيدكم أن يصاحب صويحبه في الدنيا معروفا فإذا حال بينه وبينه من هو أولى به منه استرجع ثم قال رب أنسني ما أمضيت وأعني على ما أبقيت والذي نفس محمد بيده أن أحيدكم ليبكي فيستعبر إليه صويحبه فيا عباد الله لا تعذبوا إخوانكم وكتب لها في قطعة من أديم أحمر لقيلة وللنسوة بنات قيلة أن لا يظلمن حقا ولا يكرهن على منكح وكل مؤمن مسلم لهن نصير أحسن ولا تسئن قال أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا عبد الله بن حسان قال حدثني حبان بن عامر وكان جدي أبا أمي عن حديث حرملة بن عبد الله جده أبي أمه الكعبي من كعب بلعنبر قال وحدثتني جدتاي صفية بنت عليبة ودحيبة بنت عليبة وكان جدهما حرملة أن حرملة خرج حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عنده حتى عرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ارتحل قال فلمت نفسي فقلت والله لا أذهب حتى أزداد من العلم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبلت حتى قمت فقلت يا رسول الله ما تأمرني أعمل فقال يا حرملة إئت المعروف واجتنب المنكر وانصرفت حتى أتيت راحلتي ثم رجعت حتى قمت مقامي أو قريبا منه ثم قلت يا رسول الله ما تأمرني أعمل فقال يا حرملة إئت المعروف واجتنب المنكر وانظر الذي تحب أذنك إذا قمت من عند القوم أن يقولوه لك فأته والذي تكره أن يقولوه لك إذا قمت من عندهم فاجتنبه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق