بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلي الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
الحمد لله رب العالمين وصلي الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال تعالى : ـ { لقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا }/ [1]
ـ قال ابن كثير رحمه الله : ـ
هذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله" / [2]
ـ قال ابن تيمية رحمه الله : ـ
"وإنما ينفع العبد الحب لله لما يحبه الله من خلقه كالأنبياء والصالحين؛ لكون حبهم يقرب إلى الله ومحبته، وهؤلاء هم الذين يستحقون محبة الله لهم" / [3]
فالرسول " صلى الله عليه وسلم " يعتبر المثل الأعلى للأمة الإسلامية والأسوة التي يقتدى بها في أخلاقه وكلامه وأفعاله . فليس هناك منهج يقتدى به في الحياة والتعامل والأخلاق إلا منهج النبي صلى الله عليه وسلم .وهذا المنهج لا يأتي الا بمعرفته ومعرفة صفاته وخلقه ..
ـ سُئِلَتْ عائِشةُ رضي الله عنها عن خُلُقِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَتْ: " كان خُلُقُه القُرآن " / [4]
ـ فقد كانت أخلاقه صلى الله عليه وسلم مطابقة لما جاء به القرآن الكريم .. في كلامه وعبادته وتعامله مع الصغير والكبير ومع الخدم وفي زهدة وجهاده وصبره .... كلها ترجمتها أم المؤمنين رضي الله عنها
بقولها " كان خلقه القرآن "
يقول ابن القيم : ـ " وَمِمّا يحمد عَلَيْهِ ﷺ ما جبله الله عَلَيْهِ من مَكارِم الأخْلاق وكرائم الشيم، فَإن من نظر في أخلاقه وشيمه ﷺ علم أنَّها خير أخْلاق الخلق وأكْرم شمائل الخلق فَإنَّهُ ﷺ ... " / [5]
أرسله الله تعالى ليعلم الناس ويزكيهم ، فكشف الله به الظلمة واذهب الغمة وهدى به من الظلالة، وأرشد به من الغواية ، وفتح به أعينا عميا، وآذانا ً صما ، وقلوباً غلفاً . اللهم صلى وسلم عليه .
وهذه نبذة يسيره عن بعض صفات النبي عليه الصلاة والسلام ، نسأل الله أن ينفعنا بها ويرزقنا جميعاً اتباعه وإحياء سنته .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
منزلة الرسول " ﷺ : ـ
لقد أعطى الله عزوجل نبيه محمد ﷺ منزلة لم ينالها سواه عليه الصلاة والسلام ،فهو أكرم الخلق على الله . فهو محمود عند الله وعند ملائكته وعند أهل الأرض فصدق عليه وصفه نفسه حين قال : " أنا سيدُ ولدِ آدمَ ولا فخر وأنا أولُ من تنشقُّ الأرضُ عنه يومَ القيامةِ ولا فخر وأنا أولُ شافعٍ وأولُ مشفَّعٍ ولا فخر ولواءُ الحمدِ بيدي يومَ القيامةِ ولا فخرَ " / [6]
ـ ورفع الله اسمه وذكره في المنابر وفي المساجد ويوم الجمعة ويوم عرفة ..
عن عطاء بن يسار قال: لقيتُ عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قلت: "أخبِرني عن صفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في التوراة، قال: أجَل، والله إنه لموصوفٌ في التوراة ببعض صفتِه في القرآن: يا أيها النبيُّ، إنا أرسلناك شاهدًا ومبشِّرًا ونذيرًا، وحِرْزًا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سمَّيتُك المتوكل، ليس بفظٍّ ولا غليظ، ولا سخَّاب في الأسواق، ولا يدفع بالسَّيئة السَّيئةَ؛ ولكن يعفو ويغفر، ولن يَقْبضه الله حتى يُقيم به المِلَّة العوجاء، بأن يقولوا: " لا إله إلا الله، ويفتح بها أعيُنًا عميًا، وآذانًا صُمًّا، وقلوبًا غُلفًا" / [7]
ـ اختصَّ الله نبيَّه ﷺ بأمور في ذاته في الدنيا والآخرة ..
فالله تعالى أخذ له العهد والميثاق على النبيين، وختَم الله به الأنبياء والمرسلين كما أن الله جعَل رسالتَه للناس كافة، وجعله الله رحمةً مُهداة، وكما بيَّنا من قبل أن الله أيَّده بالمعجزة الخالدة الباقية، ألا وهي القرآن الكريم، كما أن الله تعالى قد اختصَّه بأمور في الآخرة؛ مِثل الوسيلة والفضيلة والشفاعات العظمى والكوثر والحوض، وأنه أول مَن تُفتَح له أبواب الجنة وغير ذلك. وكذلك اختصَّ الله أمتَه بأمور في الدنيا منها الخيريَّة؛ فجعلها خيرَ أمةٍ أُخرِجت للناس، وأحلَّ الله لها الغنائم، وتَجاوَز لها عن الخطأ والسهو والنسيان، وحفظها الله من الاستئصال، واختصَّها كذلك بيوم الجمعة وغير ذلك، وكذلك اختَصَّ الله أمته بأمور في الآخرة؛ منها أنها ستكون الأمة الشاهِدة على باقي الأمم، وأنها أول مَن تجتاز الصراط، وأنها تتميَّز بين سائر الأمر بالغُرِّ المُحجَّلين، وهي أكثر أهل الجنة، وهي الأمة الآخرة السابقة في دخول الجنة، إلى غير ذلك؛ فهذه إشارة عابرة لبيان مكانة ومنزلة النبي ﷺ عند ربه تعالى .. / [8]
قال حسان بن ثابت في مدحه ﷺ : ـ
أغَـرُّ، عَلَيْهِ لِلنُّبُوَّة خَاتَمٌ ........................مِـنَ اللَّهِ مَشْهُودٌ يَلُوحُ ويُشْهَـدُ
وضمَّ الإلهُ اسمَ النبيّ إلى اسمهِ .............إذا قَالَ في الخَمْسِ المُؤذِّنُة أشْهَدُ
وشقّ لهُ منِ اسمهِ ليجلهُ ......................فـذو العرشِ محمودٌ ، وهـذا مـحمدُ
ـ نماذج من حب الصحابة للرسول " ﷺ : ـ
محبة أبي بكر رضي الله عنه للرسول ﷺ : ـ
عن مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ ، قَالَ : ذَكَرَ رِجَالٌ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَكَأَنَّهُمْ فَضَلُّوا عُمَرَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ لَلَيْلَةٌ مِنْ أَبِي بَكْرٍ خَيْرٌ مِنْ آلِ عُمَرَ ، وَلَيَوْمٌ مِنْ أَبِي بَكْرٍ خَيْرٌ مِنْ آلِ عُمَرَ ، لَقَدْ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَنْطَلِقَ إِلَى الْغَارِ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ ، فَجَعَلَ يَمْشِي سَاعَةً بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَسَاعَةً خَلْفَهُ حَتَّى فَطِنَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا أَبَا بَكْرٍ ، مَا لَكَ تَمْشِي سَاعَةً بَيْنَ يَدَيْ وَسَاعَةً خَلْفِي ؟ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَذَكُرُ الطَّلَبَ فَأَمْشِي خَلْفَكَ ، ثُمَّ أَذَكَرُ الرَّصْدَ ، فَأَمْشِي بَيْنَ يَدَيْكَ ، فَقَالَ : يَا أَبَا بَكْرٍ ، لَوْ كَانَ شَيْءٌ أَحْبَبْتَ أَنْ يَكُونَ بِكَ دُونِي ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، مَا كَانَتْ لِتَكُونَ مِنْ مُلِمَّةٍ إِلَّا أَنْ تَكُونَ بِي دُونَكَ ، فَلَمَّا انْتَهَيَا إِلَى الْغَارِ ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ : مَكَانَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، حَتَّى أَسْتَبْرِئَ لَكَ الْغَارَ ، فَدَخَلَ وَاسْتَبْرَأَهُ حَتَّى إِذَا كَانَ فِي أَعْلَاهُ ذَكَرَ أَنَّهُ لَمْ يَسْتَبْرِئِ الْحُجْرَةَ ، فَقَالَ : مَكَانَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، حَتَّى أَسْتَبْرِئَ الْحُجْرَةَ ، فَدَخَلَ وَاسْتَبْرَأَ ، ثُمَّ قَالَ : انْزِلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَنَزَلَ ، فَقَالَ عُمَرُ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لِتِلْكَ اللَّيْلَةُ خَيْرٌ مِنْ آلِ عُمَرَ " / [9]
ـ محبّة عمر رضي الله عنه للنبي ﷺ : ـ
لقد كان للنبي صلى الله عليه وسلم في نفس عمر رضي الله عنه منزلة عالية لا تدانيها منزلة أحد من الخلق، فكان صلى الله عليه وسلم أحب الخلق إليه، قال رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيده: يا رسول الله لأنت أحب إليَّ من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك"، فقال عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إليَّ من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الآن يا عمر". وقال عمر رضي الله عنه لفاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم: والله ما من أحد أحب إلينا من أبيك، وما من أحد أحب إلينا بعد أبيك منك " / [10]
محبة أبو دجانة لرسول الله ﷺ : ـ
ترّس أبو دجانة يوم أحد على رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهره، والنبل يقع فيه، وهو لا يتحرك . / [11]
ـ وهذا زيد بن الدَّثِنَة رضي الله عنه .
كان أسيرًا في مكة . قال ابن إسحاق: وأما زيد بن الدثنة فابتاعه صفوان بن أمية ليقتله بأبيه؛ أمية بن خلف، وبعث به صفوان مع مولى له يقال له: نسطاس، إلى التنعيم، وأخرجوه من الحرم ليقتلوه.
واجتمع رهط من قريش، فيهم أبو سفيان بن حرب، فقال له أبو سفيان حين قدم ليقتل: أنشدك الله يا زيد! أتحب أن محمدًا عندنا الآن في مكانك نضرب عنقه، وأنك في أهلك؟! قال زيد: والله ما أحب أن محمدًا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه، وأني جالس في أهلي . / [12]
وقال عمرو بن العاص:
وما كان أحد أحب إليَّ من رسول الله ﷺ ولا أجلَّ في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت، لأني لم أكن أملأ عيني منه ... الحديث . / [13]
قال ابن هشام :
وقاتلت أم عمارة نسيبة بنت كعب المازنية يوم أحد ، فذكر سعيد بن أبي زيد الأنصاري أن أم سعد بنت سعد بن الربيع كانت تقول : دخلت على أم عمارة ، فقلت لها : يا خالة ، أخبريني خبرك . فقالت : خرجت أول النهار أنظر ما يصنع الناس ومعي سقاء فيه ماء ، فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في أصحابه ، والدولة والريح للمسلمين ، فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقمت أباشر القتال ، وأذب عنه بالسيف ، وأرمي عن القوس ، حتى خلصت الجراح إلي . قالت : فرأيت على عاتقها جرحا أجوف له غور ، فقلت لها : من أصابك بهذا ؟ قالت : ابن قمئة أقمأه الله ، لما ولى الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل يقول : دلوني على محمد ، لا نجوت إن نجا . فاعترضت له أنا ومصعب بن عمير وأناس ممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربني هذه الضربة ، ولقد ضربته على ذلك ضربات ، ولكن عدو الله كانت عليه درعان .. / [14]
ـ صفات الرسول ﷺ : ـ
قال تعالى : " وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ "
كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خُلقاً وأكرمهم وأتقاهم ، عن أنس رضي الله عنه قال" كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقًا" / [15]
قالت عائشة لما سئلت رضي الله عنها عن خلق النبي عليه الصلاة والسلام ، قالت :
( كان خلقه القرآن) / [16]
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : " إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ " / [17]
ـ كان أحسن " ﷺ " الناس خلقًا : ـ
ـ عن أنس رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقًا) / [18]
وعن صفية بنت حيي رضي الله عنها قالت: (ما رأيت أحسن خلقًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم) / [19]
ـ لم يكنﷺ فاحشًا ولا متفحشًا : ـ
عن عبد الله بن عمرو قال لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم " فاحشًا ولا متفحشًا " / [20]
رحمة النبي ﷺ : ـ
قال تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الانبياء:107)
وعندما قيل له ادع على المشركين قال صلى الله عليه وسلم "إني لم أبعث لعانًا، وإنما بعثت رحمة" / [21]
" قال عليه الصلاة والسلام : " اللَّهُمَّ إنَّما أنا بَشَرٌ، فأيُّما رَجُلٍ مِنَ المُسْلِمِينَ سَبَبْتُهُ، أوْ لَعَنْتُهُ، أوْ جَلَدْتُهُ، فاجْعَلْها له زَكاةً ورَحْمَةً. وفي روايةٍ: عَنِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، مِثْلَهُ، إلَّا أنَّ فيه زَكاةً وأَجْرًا" / [22]
ـ كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم من وليَ من أمرِ أمتي شيئاً ، فشقَّ عليهم ، فاشقُق عليه ، و من ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم ، فارفق به )
قال صلى الله عليه وسلم : ( هلْ تُنْصَرُونَ وتُرْزَقُونَ إلَّا بضُعَفَائِكُمْ. ) / [23]
قال تعالى :" فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ..)
ـ رحمته ﷺ بأمته : ـ
عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَلاَ قَوْلَ الله عَزَّ وَجَلَّ فِي إِبْرَاهِيمَ: ﴿ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ﴾ [إبراهيم: 36]
وَقَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ: ﴿ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [المائدة: 118] فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ: "اللَّهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي" وَبَكَى. فَقَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ: يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ، وَرَبُّكَ أَعْلَمُ، فَسَلْهُ مَا يُبْكِيكَ؟ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ فَسَأَلَهُ. فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللّهِ بِمَا قَالَ. وَهُوَ أَعْلَمُ. فَقَالَ الله: يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ فَقُلْ: إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ وَلاَ نَسُوءُكَ". / [24]
ـ وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :ـ
" لكلِّ نبيٍّ دعوةٌ مستجابةٌ ، فتعجَّل كلُّ نبيٍّ دعوتَه ، وإني اختبأتُ دعوتي شفاعةً لأمتي ، فهي نائلةٌ من مات منهم لا يشركُ باللهِ شيئًا " / [25]
ـ َعنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، قَالَ، قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ :
" خُيِّرْتُ بَيْنَ الشَّفَاعَةِ وَبَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ، فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ لِأَنَّهَا أَعَمُّ وَأَكْفَى، أَتُرَوْنَهَا لِلْمُتَّقِينَ الْمُؤْمِنِينَ؟ ، لَا وَلَكِنَّهَا لِلْمُذْنِبِينَ الْخَطَّائِينَ الْمُلَوَّثِينَ " / [26]
رحمته ﷺ بالأطفال : ـ
ـ كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يخطبُنا إذ جاءَ الحسنُ والحُسَيْنُ عليهما قميصانِ أحمرانِ يمشيانِ ويعثُرانِ ، فنزلَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ منَ المنبرِ فحملَهُما ووضعَهُما بينَ يديهِ ، ثمَّ قالَ : صدقَ اللَّهُ " إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ " نظرتُ إلى هذينِ الصَّبيَّينِ يمشيانِ ويعثُرانِ فلم أصبِر حتَّى قطعتُ حديثي ورفعتُهُم " / [27]
ـ عن عائشة - رَضِيَ اللهُ عَنْهُا- قالت: كان رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يُؤتى بالصبيان، فيبرك عليهم، ويُحنكُهم، ويدعو لهم. / [28]
ـ عن أنس رضي الله عنه قال: "مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَرْحَمَ بِالْعِيَالِ مِنْ رَسُولِ اللَّه " / [29]
ـ عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: دخلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سيف القين، وكان ظِئْرًا لإبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم إبراهيم فقبَّله وشمَّه .. " / [30]
عن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم : " ما من الناس مسلم يتوفي له ثلاث لم يبلغوا الحنث إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم " / [31]
الحنث / الأثم والمعنى أنهم ماتوا قبل أن يبلغوا .
ـ كانت تفيض عَيْناه صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لموت الأطفال ، فقالَ له مرة سَعْدٌ بن عبادة : ما هذا يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: هذِه رَحْمَةٌ وضَعَها اللَّهُ في قُلُوبِ مَن شاءَ مِن عِبادِهِ، ولا يَرْحَمُ اللَّهُ مِن عِبادِهِ إلَّا الرُّحَماءَ . " / [32]
ـ - عن أبي قتادةَ قال بينا نحنُ في المسجدِ جلوسٌ خرجَ علينا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يحملُ أمامةَ بنتَ أبي العاصِ بنِ الرَّبيعِ وأمُّها زينبُ بنتُ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ وَهيَ صبيَّةٌ يحملُها على عاتقِهِ فصلَّى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ وَهيَ على عاتقِهِ يضعُها إذا رَكعَ ويعيدُها إذا قامَ حتَّى قضى صلاتَهُ يفعلُ ذلِكَ بِها " / [33]
ـ قَبَّل النبي صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي، وعنده الأقرع بن حابس فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبَّلتُ منهم أحدًا، فنظر إليه رسول الله فقال: "من لا يَرحم لا يُرحم" / [34]
- جاء أعرابيٌّ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: أتُقبِّلونَ الصِّبيانَ ؟ فما نُقبِّلُهم فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( وما أملِكُ لك أنْ نزَع اللهُ الرَّحمةَ مِن قلبِك " / [35]
رحمته ﷺ بالنساء : ـ
" وكان رسول الله " صلى الله عليه وسلم " في بعض أسفاره وكانت معه نساء منهن أم سليم
وغلام أسود يقال له أنجشة يحدوا فقال له رسول الله ﷺ: يا أنجشة، رويدك سوقاً بالقوارير " / [36]
ـ وفي لفظ: ارفق يا أنجشة، ويحك بالقوارير " / [37]
- عن أنس بن مالك كُنَّا مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَقْفَلَهُ مِن عُسْفَانَ ورَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى رَاحِلَتِهِ، وقدْ أَرْدَفَ صَفِيَّةَ بنْتَ حُيَيٍّ، فَعَثَرَتْ نَاقَتُهُ، فَصُرِعَا جَمِيعًا، فَاقْتَحَمَ أَبُو طَلْحَةَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ، قالَ: عَلَيْكَ المَرْأَةَ .. " / [38]
ـ وروى أنس رضي الله عنه أن النبي ﷺ مَن عالَ جارِيَتَيْنِ حتَّى تَبْلُغا، جاءَ يَومَ القِيامَةِ أنا وهو وضَمَّ أصابِعَهُ. " / [39]
ـ قال النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ " مَنِ ابْتُلِيَ مِنَ البَنَاتِ بشيءٍ، فأحْسَنَ إلَيْهِنَّ كُنَّ له سِتْرًا مِنَ النَّارِ" / [40]
ـ وقال صلى الله عليه وسلم أفضل الصدقة إعالتك ابنتك الفقيرة التي رفضها زوجها
وليس لها غيرك . / [41]
عن عائشة رضي الله عنها قالت : " ما رأيتُ أحدًا كانَ أشبَه سمتًا وَهديًا ودلًّا برسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ من فاطمةَ كانت إذا دخلت عليهِ قامَ إليها فأخذَ بيدِها وقبَّلَها وأجلسَها في مجلسِه وَكانَ إذا دخلَ عليها قامت فأخذت بيدِه فقبَّلتهُ وأجلستهُ في مجلسِها " / [42]
ـ وقال صلى الله عليه وسلم إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها، فأسمع بكاء الصبي، فأتجوز في صلاتي مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه " / [43]
ـ رحمته ﷺ بالضعفاء : ـ
ـ لقد حث النبي " صلى الله عليه وسلم " على كفالة الأيتام لضعفهم وحاجتهم للرعاية فقال " ـ
" أنا وكافِلُ اليتيمِ في الجنةِ هكذا " وقال بأصبعيه السبابه والوسطى " / [44]
ـ وحث" صلى الله عليه وسلم " على إعالة الأرامل والمساكين فقال : ـ
" السَّاعي علَى الأرمَلةِ والمسكينِ كالمُجاهدِ في سَبيلِ اللَّهِ وكالَّذي يقومُ اللَّيلَ ويصومُ النَّهارَ " /[45]
ـ وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم "
" اللَّهمَّ إنِّي أحرِّجُ حقَّ الضَّعيفينِ : اليتيمِ ، والمرأَةِ " / [46]
ـ كان صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء الصبي فيسرع في الصلاة مخافة أن تفتتن أمه.
ـ رحمته ﷺ بالحيوانات : ـ
عن عائشة رضي الله عنها قالت : ـ
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصْغِي للهرَّةِ الإِنَّاءَ ، فتشربُ " / [47]
ـ وقال" صلى الله عليه وسلم " ما مِن مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ منه طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلَّا كانَ له به صَدَقَةٌ " / [48]
وقال" صلى الله عليه وسلم " بيْنَما رَجُلٌ يَمْشِي بطَرِيقٍ، اشْتَدَّ عليه العَطَشُ، فَوَجَدَ بئْرًا فَنَزَلَ فيها، فَشَرِبَ ثُمَّ خَرَجَ، فإذا كَلْبٌ يَلْهَثُ، يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ العَطَشِ، فقالَ الرَّجُلُ: لقَدْ بَلَغَ هذا الكَلْبَ مِنَ العَطَشِ مِثْلُ الذي كانَ بَلَغَ بي، فَنَزَلَ البِئْرَ فَمَلَأَ خُفَّهُ ثُمَّ أمْسَكَهُ بفِيهِ، فَسَقَى الكَلْبَ فَشَكَرَ اللَّهُ له فَغَفَرَ له قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، وإنَّ لنا في البَهائِمِ أجْرًا؟ فقالَ: نَعَمْ، في كُلِّ ذاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أجْرٌ. / [49]
أخلاق النبي ﷺ مع أهله :
كان ﷺ خير الناس وخيرهم لأهله وخيرهم لأمته حيث قال عليه الصلاة والسلام:
(( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي )) / [50]
وكان من كريم أخلاقه صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أهله وزوجه أنه كان يُحسن إليهم ويرأف بهم ويتلطّف إليهم ويتودّد إليهم ،فكان يمازح أهله ويلاطفهم ويداعبهم ، وكان من شأنه صلى الله عليه وسلم أن يرقّق اسم عائشة ـ رضي الله عنها ـ كأن يقول لها: (يا عائش ويقول لها: (يا حميراء) ويُكرمها بأن يناديها باسم أبيها بأن يقول لها: (يا ابنة الصديق) وما ذلك إلا تودداً وتقرباً وتلطفاً إليها واحتراماً وتقديراً لأهلها. (وقد روي أنه صلى الله عليه وسلم وضع ركبته لتضع عليها زوجه صفية رضي الله عنها رجلها حتى تركب على بعيرها) / [51]
ومن دلائل شدة احترامه وحبه لزوجته خديجة رضي الله عنها، إن كان ليذبح الشاة ثم يهديها إلى خلائلها (صديقاتها)، وذلك بعد مماتها .
عن عائشة رضي الله عنها قالت : " ما غِرْتُ على أَحَدٍ من أَزْوَاجِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ما غِرْتُ على خديجةَ وما بي أنْ أَكُونَ أَدْرَكْتُها وما ذلكَ إلَّا لِكَثْرَةِ ذكرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لها وإنْ كان لَيذبحُ الشَّاةَ فَيَتَتَبَّعُ بِها صدايقَ خديجةَ فَيُهْدِيها لهُنَّ " / [52]
ـ حسن العشرة والتعامل مع الأهل : ـ
وقد روي أنه صلى الله عليه وسلم وضع ركبته لتضع عليها زوجه صفية رضي الله عنها رجلها حتى تركب على بعيرها " / [53]
وأوصى صلى الله عليه وسلم بالمرأة الزوجة، فقال استوصوا بالنساء خيرًا، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرًا " / [54]
وقال صلى الله عليه وسلم لم يضرب أحدكم امرأته ضرب الفحل ثم لعله يعانقها وفي رواية جلد العبد " / [55]
وقال صلى الله عليه وسلم أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وخياركم خياركم لنسائهم " / [56]
وقال صلى الله عليه وسلم " أَفْضَلُ دِينارٍ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ، دِينارٌ يُنْفِقُهُ علَى عِيالِهِ .. " / [57]
ـ ملاعبته ﷺ ومفاكهته لأهله " مسابقته لعائشة رضي الله عنها "
عن عائشةَ، رضيَ اللَّهُ عنها، أنَّها كانَت معَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ في سفَرٍ قالت: فسابقتُهُ فسبقتُهُ على رجليَّ، فلمَّا حَملتُ اللَّحمَ سابقتُهُ فسبقَني فقالَ: هذِهِ بتلكَ السَّبقةِ / [58]
ـ كان ﷺ في مهنة أهله : ـ
ـ عن الأسود قال : سألتُ عائشةَ رضيَ اللهُ عنها : ما كانَ يصنعُ النَّبيُّ في أهلِهِ ؟ فقالت : كان يكونُ في مِهْنَةِ أهلِهِ ، فإذا حضرتِ الصَّلاةُ خرجَ . " / [59]
ـ عن عائشةَ أنَّها سُئِلت: ما كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يعمَلُ في بيتِه ؟ قالت: كان يَخيطُ ثوبَه ويخصِفُ نعلَه ويعمَلُ ما يعمَلُ الرِّجالُ في بيوتِهم " / [60]
عدل النبي ﷺ :
فعن أم سلمة ـ رضي الله عنها أنها ـ أتت بطعامٍ في صحفةٍ لها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فجاءت عائشة... ومعها فِهرٌ ففلقت به الصحفة، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم بين فلقتي الصحفة وهو يقول: (كلوا، غارت أُمكم ـ مرتين ـ ) ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم صحفة عائشة فبعث بها إلى أُم سلمة وأعطى صحفة أُم سلمة عائشة. / [61]
عن عروة بن الزبير رضي الله عنه قال : " أنَّ امْرَأَةً سَرَقَتْ في عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزْوَةِ الفَتْحِ، فَفَزِعَ قَوْمُها إلى أُسامَةَ بنِ زَيْدٍ يَسْتَشْفِعُونَهُ، قالَ عُرْوَةُ: فَلَمَّا كَلَّمَهُ أُسامَةُ فيها، تَلَوَّنَ وجْهُ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: أتُكَلِّمُنِي في حَدٍّ مِن حُدُودِ اللَّهِ، قالَ أُسامَةُ: اسْتَغْفِرْ لي يا رَسولَ اللَّهِ، فَلَمَّا كانَ العَشِيُّ قامَ رَسولُ اللَّهِ خَطِيبًا، فأثْنَى علَى اللَّهِ بما هو أهْلُهُ، ثُمَّ قالَ: أمَّا بَعْدُ، فإنَّما أهْلَكَ النَّاسَ قَبْلَكُمْ: أنَّهُمْ كانُوا إذا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وإذا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أقامُوا عليه الحَدَّ، والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لو أنَّ فاطِمَةَ بنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَها ثُمَّ أمَرَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بتِلْكَ المَرْأَةِ فَقُطِعَتْ يَدُها، فَحَسُنَتْ تَوْبَتُها بَعْدَ ذلكَ وتَزَوَّجَتْ قالَتْ عائِشَةُ: فَكانَتْ تَأْتي بَعْدَ ذلكَ فأرْفَعُ حاجَتَها إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. " / [62]
كلام النبي: ﷺ ـ
كان صلى الله عليه وسلم يمر بالصبيان فيسلم عليهم . / [63]
وكان صلى الله عليه وسلم يحمل ابنة وكان عليه الصلاة والسلام لا يتكلم فيما لا يَعنيه، ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه، وإذا كرِه الشيء: عُرِفَ في وجهه .
شجاعة النبي ﷺ : ـ
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ، وأَجْوَدَ النَّاسِ، وأَشْجَعَ النَّاسِ، قالَ: وقدْ فَزِعَ أَهْلُ المَدِينَةِ لَيْلَةً سَمِعُوا صَوْتًا، قالَ: فَتَلَقَّاهُمُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى فَرَسٍ لأبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ، وهو مُتَقَلِّدٌ سَيْفَهُ، فَقالَ: لَمْ تُرَاعُوا، لَمْ تُرَاعُوا، ثُمَّ قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وجَدْتُهُ بَحْرًا يَعْنِي الفَرَسَ. / [64]
يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه كما في رواية الإمام أحمد " لَمَّا حَضَرَ الْبَأْسُ يَوْمَ بَدْرٍ، اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ ﷺ وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ، مَا كَانَ أَحَدٌ أَقْرَبَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ مِنْهُ ". / [65]
أخلاق النبي ﷺ مع الخدم: ـ
ومع هذه الشجاعة العظيمة كان لطيفا رحيماً فلم يكن فاحشاً ولا متفحشا ولا صخاباً في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح. عن أنس رضي الله عنه قال" خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، والله ما قال أف قط، ولا قال لشيء لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا" / [66]
عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما له ولا امرأة ولا ضرب بيده شيئا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله. وفي رواية ما ضرب رسول الله شيئًا قط بيده ولا امرأة ولا خادمًا إلا أن يجاهد في سبيل الله . / [67]
عن عائشة رضي الله عنها قالت ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه وما انتقم صلى الله عليه وسلم لنفسه قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم . / [68]
وفي رواية ما ضرب رسول الله شيئًا قط بيده ولا امرأة ولا خادمًا إلا أن يجاهد في سبيل الله " / [69]
عفو النبي ﷺ :
عن أنس رضي الله عنه قال "كان النبي صلى الله عليه وسلم من احسن الناس خلقًا، فأرسلني يومًا لحاجة، فقلت له والله لا أذهب وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به صلى الله عليه وسلم ، فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفاي
من ورائي، فنظرت إليه وهو يضحك فقال يا أنس أذهبت حيث أمرتك؟ قلت نعم، أنا أذهب يا رسول الله – فذهبت" / [70]
تواضعه ﷺ : ـ
ـ كان صلى الله عليه وسلم يجيب دعوتهم دعوة الحر والعبد والغني والفقير ويعود المرضى في أقصى المدينة ويقبل عذر المعتذر. فكان أبعد الناس عن الكبر ، كيف لا وهو الذي يقول صلى الله عليه وسلم : (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبدٌ فقولوا عبد الله ورسوله) / [71]
ـ كان ﷺ يجيب الدعوة ولو إلى خبز الشعير: ـ
عن انس رضي الله عنه قال كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ
يُدْعَى إلى خُبْزِ الشَّعِيرِ والإِهالَةِ السَّنِخَةِ فَيُجِيبُ . / [72]
كان ﷺ يركب الحمار : ـ
- عن أنس رضي الله عنه قال : " كان يعود المريضَ، ويتبع الجنازةَ، ويجيب دعوةِ المملوكِ، ويركب الحمارَ ؛ لقد رأيتُه يومَ خيبرَ على حمارٍ خِطامُه ليفٌ . " / [73]
ـ كان ﷺ لا يدفع عنه الناس : ـ
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان صلى الله عليه وسلم لا يدفع عنه الناس ولا يضربوا عنه " / [74]
وذلك لشدة تواضعه ﷺ وبرأته من الكبر والتعاظم .
وعن الحسن قال والله ما كانت تغلق دونه الأبواب، ولا تقوم دونه الحجاب، ولا يغدى عليه بالجفان، ولا يراح عليه بها، ولكنه كان باروزًا، من أراد أن يلقى نبي الله لقيه "
(عن ابن أبي أوفى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يأنف ولا يستكبر أن يمشي مع الأرملة والمسكين والعبد حتى يقضي له حاجته " / [75] / [76]
مجلسه ﷺ : ـ
كان يجلِس على الأرض، وعلى الحصير، والبِساط، عن أنس رضي الله عنه قال "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل ينزع يده، ولا يصرف وجهه من وجهه حتى يكون الرجل هو يصرفه، ولم ير مقدمًا ركبتيه بين يدي جليس له" / [77]
ـ من مكارم أخلاقه ﷺ في المصافحة والمحادثة والمجالسة : ـ
عن أنس رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل ينزع يده، ولا يصرف وجهه من وجهه حتى يكون الرجل هو يصرفه، ولم ير مقدمًا ركبتيه بين يدي جليس له) / [78]
وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال:
(كان صلى الله عليه وسلم يقبل بوجهه وحديثه على أشر القوم يتألفهم بذلك) / [79]
ـ تيسير النبي ﷺ وحسن تعامله ورفقه بالناس : ـ
قال صلى الله عليه وسلم : " يسروا ولا تعسروا، وسكنوا ولا تنفروا " / [80]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه " أن أعرابيًا بال في المسجد، فثار إليه الناس ليقعوا به، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوه، وأهرقوا على بوله ذنوبًا من ماء، أو سجلاً من ماء، فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين " / [81]
وقال صلى الله عليه وسلم : " في الرفق من يحرم الرفق يحرم الخير " / [82]
وقال صلى الله عليه وسلم : " إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على سواه " /[83]
وقال صلى الله عليه وسلم : " وإن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه " / [84]
ـ حسن التعامل والرفق واللطف : ـ
ـ وعن أنس رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم لا يواجه أحدًا بشيء يكرهه " / [85]
ـ وعنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عنده رجل به أثر صفرة، وكان صلى الله عليه وسلم لا يكاد يواجه أحدًا بشيء يكرهه، فلما قام الرجل، قال النبي صلى الله عليه وسلم للقوم لو قلتم له يدع هذه الصفرة " / [86]
وذلك لأن الصفرة من أثر طيب النساء، ويكره للرجل أن يتطيب بما له لون، بل يتطيب بما له رائحة فقط
ـ وقالت عائشة رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بلغه عن رجل شيء لم يقل له قلت كذا وكذا، قال ما بال أقوام يقولون كذا وكذا " / [87]
ـ أما الحق فلم يكن الرسول يستحي صلى الله عليه وسلم منه؛ لأن ذلك من التفقه في الدين وروت أم سلمة رضي الله عنها أن أم سليم جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله، إن الله لا يستحي من الحق، فهل على المرأة غسل إذا احتلمت؟ فقال : نعم، إذا رأت الماء " / [88]
ـ دفعه ﷺ السيئة بالحسنة : ـ
لما أراد الله هدي زيد بن سعية، قال زيد لم يبق شيء من علامات النبوة إلا وقد عرفتها في وجه محمد صلى الله عليه وسلم إلا اثنتين يسبق حلمه جهله، ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلمًا
قال زيد فقلت يا محمد، هل لك أن تبيعني ثمرًا_ معلومًا لي _ فباعني فأعطيته ثمانين مثقالاً من ذهب، فلما حل الأجل أتيته فأخذت بمجامع قميصه وردائه وهو في جنازة مع أصحابه ونظرت إليه بوجه غليظ وقلت له يا محمد ألا تقضيني حقي؟ فوالله ما علمتكم بني عبد المطلب إلا مطلاً .
ونظرت إلى عمر وعيناه تدوران في وجهه ثم رماني ببصره فقال يا عدو الله أتقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما أسمع وتصنع به ما أرى؟ فلولا ما أحاذر لومه لضربت بسيفي رأسك .
ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلى عمر في سكون وتؤدة، وقال أنا وهو كنا أحوج إلى غير ذلك منك يا عمر، أن تأمرني بحسن الأداء وتأمره بحسن التباعة، اذهب به يا عمر فاقضه حقه وزد عشرين صاعًا من تمر مكان ما روّعته .
فذهب بي عمر فأعطاني حقي وزادني عشرين صاعًا، وقال لي ما دعاك إلى أن فعلت ما فعلت وقلت ما قلت؟ قلت يا عمر لم يكن من علامات النبوة شيء إلا عرفته في وجه النبي صلى الله عليه وسلم حين نظرت إليه إلا اثنتين لم أخبرهما منه يسبق حلمه جهله، ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلمًا، وقد خبرتهما، فأشهدك يا عمر أني قد رضيت بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد نبيًا، وأشهدك أن شطر مالي صدقة على أمة محمد ثم توفي في غزوة تبوك مقبلاً غير مدبرًا " / [89]
حياء النبي ﷺ : ـ
قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ))
ـ وقال صلى الله عليه وسلم : " الحياء لا يأتي إلا بخير " / [90]
ـ وقال صلى الله عليه وسلم :
" إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت " / [91]
ـ وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم " أشد حياء من العذراء في خدرها، وكان إذا كره شيئًا عرفناه في وجهه " / [92]
وصيته ﷺ بالجار : ـ
قال صلى الله عليه وسلم : " ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه " / [93]
وقال صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه يا أبا ذر، إذا طبخت مرقة، فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك " وفي رواية " ثم انظر أهل بيت من جيرانك فأصبهم منها بمعروف " / [94]
وقال صلى الله عليه وسلم " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره " / [95]
زهده ﷺ : ـ
قال أنس بن مالك رضي الله عنه : ( دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو على سرير مرمول بالشريط وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف ودخل عمر وناس من الصحابة فانحرف النبي صلى الله عليه وسلم فرأى عمر أثر الشريط في جنبه فبكى فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما يبكيك يا عمر قال: ومالي لا أبكي وكسرى وقيصر يعيشان فيما يعيشان فيه من الدنيا وأنت على الحال الذي أرى فقال يا عمر: أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة قال : بلى قال: هو كذلك ) / [96]
مزاح النبي ﷺ: ـ
وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يمازح العجوز، " أتتْ عجوزٌ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالتْ يا رسولَ اللهِ ادعُ اللهَ أن يُدخلَني الجنَّةَ فقال يا أمَّ فلانٍ إنَّ الجنَّةَ لا تدخُلها عجوزٌ قال فولَّتْ تَبكي فقال أخبِروها أنها لا تدخلُها وهي عجوزٌ إنَّ اللهَ تعالى يقول " إِنّآ أَنشَأْنَاهُنّ إِنشَآءً * فَجَعَلْنَاهُنّ أَبْكَاراً * عُرُباً أَتْرَاباً " [ الواقعة 35 – 37 ] / [97]
كرم النبي ﷺ: ـ
كان النبي " صلى الله عليه وسلم " من أكرم الناس فلم يكن يرد سائلاً جاءه رجل يطلب البردة التي هي عليه فأعطاه إياها صلى الله عليه وسلم .
كان " صلى الله عليه وسلم " أكرم من خلق الله وأسرع بالخير من الريح المرسلة كان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر وكان يقول: " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ "
فهذا جانب بسيط من أخلاقه صلى الله عليه وسلم .
وروى مسلم (وما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم قط فقال لا )
صبر النبي ﷺ : ـ
ـ كان النبي صلى الله عليه وسلم يصبر على الأذى فيما يتعلق بحق نفسه وأما إذا كان لله تعالى فإنه يمتثل فيه أمر الله من الشدة.. وهذه الشدة مع الكفار والمنتهكين لحدود الله خير رادع لهم وفيها تحقيق للأمن والأمان..
ـ ومن صبر النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه عندما اشتد الأذى به جاءه ملك الجبال يقول: يا محمد إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا، والأخشبان: جبلا مكة أبو قبيس وقعيقعان ..
ـ فلا يعلم أحداً مر به من المصائب والمصاعب والمشاق والأزمات كما مر نبينا وهو صابر محتسب .
قال تعالى : " وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ "
صدق النبي ﷺ : ـ
. صدقه صلى الله عليه وسلم : فهو أصدق من تكلم فلم يعرف الكذب في حياته جاداً أو مازحاً ..
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مثالاً قدوة في صفة الصدق؛ فقَبْل بعثته لُقِّب من قِبَل قريش بالصادق الأمين؛ فقد كانوا يستودعون رسول الله صلى الله عليه وسلم حوائجهم، ويأتمنونه على أشيائهم وأسرارهم، وحينما بُعِث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأظهر له بنو جلدته وعشيرته العداوة والبغض والكره والحرب؛ ظلَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على حُسْنِ خُلُقه، وظهر ذلك في ردِّ الأمانات إلى قوم جعلوا أنفسهم أعدى أعدائه . / [98]
ـ وعندما أمره الله عز وجل بإنذار عشيرته الأقربين صعِد على جبل الصفا، وقال: "أَرَأَيْتكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلاً بِالْوَادِي تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ، أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟" قَالُوا: نَعَمْ، مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إِلاَّ صِدْقًا... " / [99]
ـ كما شهد بصدقه أكثر الناس عداء له وهو النضر بن الحارث الذي قام خطيبًا في سادة قريش قائلاً لهم: "يا معشر قريشٍ، إنه والله قد نَزَلَ بكم أمرٌ ما أَتَيْتُم له بحيلة بَعْدُ، قد كان محمدٌ فيكم غلامًا حدثًا، أرضاكم فيكم، وأصدقكم حديثًا، وأعظمكم أمانةً، حتى إذا رأيتم في صُدْغَيْهِ الشيب وجاءكم بما جاءكم به، قلتم: ساحر. لا والله ما هو بساحر؛ لقد رأينا السَّحَرَة ونَفْثَهُم وعقدهم، وقلتم: كاهن. لا والله ما هو بكاهن؛ قد رأينا الكهنة وتَخَالجُهم، وسمعنا سجعهم، وقلتم: شاعر. لا والله ما هو بشاعر؛ قد رأينا الشعر، وسمعنا أصنافه كلها؛ هزجه ورجزه، وقلتم: مجنون. لا والله ما هو بمجنون... فانظروا في شأنكم فإنه والله لقد نزل بكم أمرٌ عظيمٌ" . / [100]
عبادته ﷺ : ـ
كان عليه الصلاة والسلام أعبد الناس ، و من كريم أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنه كان عبداً لله شكوراً. فعن عبدالله بن الشخير ـ رضي الله عنه ـ قال: " رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يُصلي وفي صدرهِ أزيزٌ كأزيزِ الرحَى مِنَ البكاءِ " / [101]
كان نبينا القدوة المثلى في عبادته لله تعالى فكان يقوم زمن راحته ووقت خلوته تقول عائشة رضي الله عنها " أنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ، فَقالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ تَصْنَعُ هذا يا رَسولَ اللَّهِ، وقدْ غَفَرَ اللَّهُ لكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ؟ قالَ: أفلا أُحِبُّ أنْ أكُونَ عَبْدًا شَكُورًا فَلَمَّا كَثُرَ لَحْمُهُ صَلَّى جَالِسًا، فَإِذَا أرَادَ أنْ يَرْكَعَ قَامَ فَقَرَأَ ثُمَّ رَكَعَ. " / [102]
وكان أكثر الناس ذكراً لربه ومولاه، تنام عينه ولا ينام قلبه وكان يحث على هذا فيقول:
((سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ قَالُوا وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ))
فمن أقتدى بالنبي صلى الله عليه وسلم نال رضاه ورضى الله جلّ في علاه إن من أطاع الرسول فقد أطاع الله ومن أطاع الله حصلت له الهداية التامة قال تعالى:
" مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا"
" حوض النبي ﷺ: ـ
ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أوصافا متعددة لحوضه، ترغيبا للأمة في بذل الأسباب الموجبة لوروده والشرب منه، فذكر من أوصافه: أن ماءه أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، وأن طوله وعرضه سواء، وأن سعته كما بين أيلة وصنعاء، وأن
عدد كؤوسه كعدد نجوم السماء، وأن من شرب منه لا يظمأ أبدا، وهذه الأوصاف ذكرها النبي – صلى الله عليه وسلم – في أحاديث،
منها:عن حذيفة قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ((إِنَّ حوضي لأبعد من أيلة إلى عدنٍ، والذي نفسي بيده لآنيته أكثر من عدد النجوم، ولهو أشدُّ بياضاً من اللبن وأحلى من العسل، والذي نفسي بيده إِنِّي لأذود عنه الرجال كما يذود الرجل الإبل الغريبة عن حوضه. قيل: يا رسول الله أتعرفنا؟ قال: نعم تردون عليَّ غُرّاً محجَّلين من أَثر الوضوء، ليست لأحدٍغيركم)) / [103]
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " خرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى المَقبَرةِ، فسلَّمَ على أهْلِها، قال: سَلامٌ عليكم دارَ قَومٍ مُؤمنينَ، وإنَّا إنْ شاءَ اللهُ بكم لاحِقونَ، ودِدتُ أنَّا قد رأَيْنا إخوانَنا. قالوا: أوَلسنا بإخْوانِكَ يا رسولَ اللهِ؟ قال: بل أنتم أصحابي، وإخواني الَّذين لم يَأْتوا بَعدُ، وأنا فَرَطُهم على الحَوضِ. قالوا: وكيف تَعرِفُ مَن لم يَأْتِ بَعدُ مِن أُمَّتِكَ يا رسولَ اللهِ؟ قال: أرأَيتَ لو أنَّ رَجُلًا له خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلةٌ بَينَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ، ألَا يَعرِفُ خَيْلَه؟ قالوا: بلى يا رسولَ اللهِ. قال: فإنَّهم يأتون غُرًّا مُحَجَّلينَ مِن الوُضوءِ -يَقولُها ثلاثًا- وأنا فَرَطُهم على الحَوْضِ، ألَا ليُذادَنَّ رِجالٌ عن حَوْضي كما يُذادُ البَعيرُ الضَّالُّ، أُناديهم: ألَا هَلُمَّ. فيُقالُ: إنَّهم قد بَدَّلوا بَعدَكَ، فأقولُ: سُحْقًا سُحْقًا. " / [104]
ما يجب علينا تجاه النبي ﷺ : ـ
ـ أول هذه الواجبات أن نؤمن برسول الله - صلى الله عليه وسلم - إيمانًا يكون له أثرُه في القلب؛ بالحب والتوقير والتعظيم قال تعالى: ﴿ يَا َيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾
ـ الطاعة والاتِّباع له، والتحاكُم إليه، والانقياد لحُكمه برضًا وتسليم قال تعالى : ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴾
ـ محبته ـ أن يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحبَّ للمؤمن من نفسه وولده وجميع الخلق ومحبة صحابته وأهل بيته ..
ـ قال عبد الله بن هشام كُنَّا مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو آخِذٌ بيَدِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، فَقالَ له عُمَرُ: يا رَسولَ اللَّهِ، لَأَنْتَ أحَبُّ إلَيَّ مِن كُلِّ شيءٍ إلَّا مِن نَفْسِي، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لَا، والذي نَفْسِي بيَدِهِ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْكَ مِن نَفْسِكَ فَقالَ له عُمَرُ: فإنَّه الآنَ، واللَّهِ، لَأَنْتَ أحَبُّ إلَيَّ مِن نَفْسِي، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: الآنَ يا عُمَرُ" / [105]
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله ﷺ " لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِين " / [106]
ـ الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - والتسليم عليه، وسؤال الوسيلة له؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾
ـ التمسُّك بسُنته، وترْك الابتداع في دينه؛ ففي حديث العرباض بن سارية، قال - صلى الله عليه وسلم -:((فعليكم بسُنتي وسُنة الخلفاء الراشدين المهديين، عَضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومُحدثاتِ الأمور؛ فإن كل بدعة ضلالة)).
الاقتداء بالرسول ﷺ بالمشروع من العبادات والأعمال التي لا تعرف إلا من طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي أمره الله أن يبين للناس ما نزل إليهم من ربهم، فقال تعالى: " وَأَنْـزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُـزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ "
ـ الاستجابة له في العمل بشريعته وتطبيقها في مناحي الحياة، وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾
ختاماَ فهذه بعض الوقفات أمام مسؤوليتنا تجاه تطبيق الأدب النبوي :-
الوقفة الأولى :-
غرس محبة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في نفوس الناشئة فمما لاشك فيه أن الجيل يواجه تحديات , وتتنازعه أطراف متعددة , متباينة الأهداف والاتجاهات .
ـ الغزو الفكري بجميع صوره وأشكاله بما يحمله من محاربة الإسلام وتشويه صورته , ونشر الشبهات ..
والفراغ الذي يعانيه النشء , ورفقاء السوء ودعاة الرذيلة وعبيد الفكر الغربي وغير ذلك من التحديات المعاصرة .لذا كان لزاماً علينا غرس هذه المحبة الإيمانية ليتشربها الجيل فتكون حصناً منيعاً له يحول بينه وبين مخالفة الحبيب ... كما تجلى ذلك في نفوس الصحابة رضوان الله تعالى عليهم فحينئذ فدوه بالنفس والمال والولد . كما حرصوا على تتبع أفعاله وصفاته وأقواله .. والسير من حيث سار والصلاة في المكان الذي صلى فيه اجتهاداً منهم لشدة حبهم له صلى الله عليه وسلم , حتى كان الواحد منهم يعبر عن الوصية بقوله ( أوصاني خليلي رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا ...
الوقفة الثانية : ـ
دراسة سيرته صلى الله عليه وسلم وتعميقها في نفوس الجيل سواء دراسة منهجية صفية ولا منهجية . ووضع الحوافز المادية والمعنوية للنهل من معينها الفياض بإقامة مسابقات وأبحاث و برامج ومشاريع علمية وتكون على مستوى محلي أو إقليمي .
وإيجاد وسائل لتبسيط الأدب النبوي للناشئة بأسلوب مشوق وعرض مميز يدفع القارئ للتأسي والاقتداء .
الوقفة الثالثة : ـ
نشر الصحيح من الأحاديث وتمييزها عن الأحاديث الضعيفة والواهية ، وإحياء السنن المندثرة وكم هو جميل أن يسعى طلبة العلم وملاك دور النشر و رجال الأعمال لتبني مشروعات ضخمة.. تهتم بهذا الشأن .
الوقفة الرابعة : ـ
بذل الجهد في التحليل والاستنباط للمواقف التربوية في الأدب النبوي لوضع طرائق تدريس جديدة , ومناهج تعليمية تقوم على أسس هذا الهدي النبوي .
ومن الأمثلة لهذه المواقف :-
حديث أبي رفاعة قال : انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب قال : فقلت ثم يا رسول الله رجل غريب جاء يسأل عن دينه لا يدري ما دينه قال : فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك خطبته حتى انتهى إلي فأتى بكرسي حسبت قوائمه حديداً قال : فقعد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل يعلمني مما علمه الله ثم أتى خطبته لأتم آخرها )... تأمل في هذه المعاني العظيمة التي اشتمل عليها هذا الموقف من التواضع والرفق والشفقة على المتعلم , وخفض بالجناح , واللطف في التعامل , والصبر على تعليم جاهل .وهذا أدب نبوي عظيم كم نحن بحاجة إلى تفعيله في برامجنا وفي المحاضن التربوية عموماً.
ومن المواقف أيضاً:-
حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيح : أن أعرابياً بال في المسجد فثار إليه الناس ليقعوا به فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : دعوه و أريقوا على بوله ذنوباً من ماء أو سجلاً من ماء فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين )... فتأمل هذا الموقف وما اشتمل عليه من الرفق ومراعاة الحال, وحل المشكلات والرحمة وقاعدة التيسير وطريقة التعليم والتوجيه ,كما جاء في روايات أخرى للحديث أنه دعا الأعرابي فأجلسه إلى جواره , وقال :( إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر إنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن ) , فكان أثر ذلك أن أطلقها الأعرابي رافعاً بها صوته ( اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً " .
ومن المواقف قوله صلى الله عليه وسلم لأبي كعب : يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم قال : قلت الله ورسوله أعلم قال : قلت : الله لا إله إلا هو الحي القيوم قال : فضرب على صدري وقال : والله ليهنك العلم أبا المنذر . / [107]
وهذا نوع فريد من التعزيز والثناء على المميز , تجعلها ذكرى في أعماق القلب لا ينساها المتعلم طيلة حياته .إن كثيراً من المواهب تموت لأنها لم تجد من يرعاها ويقوم على ريها وتعهدها لتؤتي ثمارها.
إننا في الميدان التربوي نواجه الكثير من المواقف المشابهة , وهذا يدعونا لتعميق القيم الإسلامية في نفوس الجيل من خلال غرس الآداب النبوية , بحيث تكون قواعد نسير عليها لتتمثل فيها القدوة الحية , وبهذا يتم تعزيز الأدب النبوي في الوظائف الاجتماعية للبيئة المدرسية , فتصبح ميداناً للراحة والانسجام والسعادة التي تجعله يود ألا يخرج منها .
الوقفة الخامسة : ـ
التواصل والترابط بين المؤسسات التعليمية لتفعيل هذا الأدب النبوي , ومعنى ذلك التواصل بين المعلمين والمشرفين وإدارات التعليم لتفعيل الخطط وتنفيذها ومتابعتها , والتواصل بين التربويين في جميع مراحل التعليم العام والتعليم العالي والتواصل مع أولياء الأمور , بل تواصل المجتمع بكافة مؤسساته التعليمية لجعل هذا الهدي والأدب النبوي منهاج نسيرعليه في حياتنا كلها .
الوقفة السادسة :
التفاؤل وعدم اليأس والقنوط ليعلم أعداء الإسلام أن كيدهم واستهزاءهم بنبينا لا يضعفنا بل يقوينا , ولا يكسر عزيمتنا بل يشدها , ولا يحط هممنا بل يرفعها ويعليها , فكلما اشتد البلاء واحتشدت الجموع .. كان القلب متعلقاً بالله عازماً على الاستمرار والثبات على الدين ومؤملا للنصر .
وختاماً:
أسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعاً ممن نصر نبيه صلى الله عليه وسلم , واقتدى بسيرته واتبع منهاجه, ونسأله تعالى أن يوردنا حوضه ويسعدنا بشفاعته.. آمين
وصلى الله عليه وسلم .
الفقيرة الى عفو ربها القدير
قذلة بنت محمد القحطاني
يوم الخميس / 19 ربيع الأول 1442هـ
[1] / ( الأحزاب : ٢١ )
[2] / تفسير القرآن العظيم ) 6/ 391)
[3] / مجموع الفتاوى ( 10 / 610 )
[4] / "أخرجه أحمد (25813) واللفظ له، وأبو يعلى ) 4862)
[5] / زاد المعاد لابن القيم رحمه الله
[6] / رواه ابن ماجه برقم ( 3496 )
[7] / أخرجه البخاري في كتاب البيوع في الأسواق (2125)، وفي التفسير (4838)، وأخرجه أيضًا في كتاب "الأدب المفرد" (246) (247).
[8] / الخصائص الكبرى للسيوطي وخصائص المصطفى ﷺ بين الغلو الجفا .
[9] / المستدرك على الصحيحينكِتَابُ الْهِجْرَةِ حديث رقم 4237
[10] / رواه البخاري: الصحيح 4/148. ابن أبي شيبة: المصنف 7/432، الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد 4/401.
[11] / البداية والنهاية لابن كثير ( ج 4 ـ ص : 130 )
[12] / السيرة النبوية لابن هشام (ج1 /170 - 171)، أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير ( 2/ 230 )
[13] / أخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب كون الإسلام يهدم ما قبله وكذا الهجرة والحج، برقم ( 212 )
[14] / البداية والنهاية لابن كثير ( ج 1 / ص 684) طباعة دار ابن حزم عام 1430هـ
[15] / أخرجه البخاري (6203)، ومسلم ( 2150 )
[16] / أخرجه أحمد (25813) واللفظ له، وأبو يعلى (4862)، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (4435) مطولاً
[17] / رواه أحمد (2/381) (8939) بلفظ: ((صالح)) بدلا من ((مكارم))، والحاكم (2/670)، والبيهقي (10/191) (20571) واللفظ له. قال ابن رجب في ((لطائف المعارف)) (305): ذكره مالك في الموطأ بلاغا. وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (9/18): رجاله رجال الصحيح غير محمد بن رزق الله الكلوذاني وهو ثقة. وصححه الزرقاني في ((مختصر المقاصد)) (184)، وجود إسناده ابن باز في ((مجموع فتاوى ابن باز " 2/ 215 " ))
[18] / أخرجه البخاري (6203)، ومسلم ( 2150 )
[19] / رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن
[20] / أخرجه البخاري (6035)، ومسلم ) 2321 )
[21] / رواه مسلم رقم ( 4832 )
[22] / أخرجه البخاري (6361) مختصرا، ومسلم ) 2601) .
[23] / رواه البخاري برقم ( 2896 )
[24] / رواه مسلم في كتاب الإيمان برقم ( 202 )
[25] / أخرجه البخاري (6304)، وأحمد (8959) مختصراً، ومسلم (199)، والترمذي (3602)، وابن ماجه (4307) واللفظ له
[26] / مسند أحمد برقم( 5581) عن ابن عمر وسنن ابن ماجه برقم( 4453 ) عن أبي موسى وهو صحيح لغيره وفي مسند أحمد برقم ( 20145)
[27] / أخرجه أبو داود (1109)، والترمذي (3774) واللفظ له، والنسائي (1413)، وابن ماجه (3600)، وأحمد ) 22995 )
[28] / أخرجه البخاري، كتاب الدعوات، باب الدعاء للصبيان بالبركة ومسح رؤوسهم . ( 11/ 155 ) رقم ( 6355 )
[29] / رواه مسلم: (2316)، وأحمد (12123)، وابن حبان (6950)، وأبو يعلى (4192)، والبيهقي في شعب الإيمان ) 11011)
[30] / البخاري( 1303 )
[31] / رواه البخاري ( 1248 )
[32] / رواه البخاري ( 5655 )
[33] / رواه ابي داود ( 918 )
[34] / رواه البخاري (5651)، ومسلم: (2318)، وأبو داود (5218)، والترمذي (1911)، وأحمد ( 7121) .
[35] / رواه ابن حيان ( 5595 )
[36] / رواه البخاري: ( 6149 ) ( ، ومسلم: 6180 )
[37] / رواه البخاري: ( 6209 )
[38] / رواه البخاري ( 3085 )
[39] / رواه مسلم ( 2631 )
[40] / رواه مسلم ( 2629 )
[41] / رواه البخاري وابن ماجة .
[42] / أخرجه أبو داود (5217)، والترمذي (3872)، والنسائي في (السنن الكبرى ) (8369) باختلاف يسير
[43] / رواه البخاري ( 709 ) ( مسلم 470)
[44] / الجامع الصحيح (1475 )
[45] / رواه البخاري (5353 )، ومسلم ( 2982)
[46] / أخرجه ابن ماجه (3678)، وأحمد (9664)، والنسائي ( 9149 )
[47] / أخرجه البزار كما في ((مجمع الزوائد)) للهيثمي (1/221)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (7949)،
[48] / أخرجه البخاري (2320)، ومسلم (1553 )
[49] / أخرجه البخاري (6009) ومسلم ( 2244 )
[50] / أخرجه الترمذي (3895) واللفظ له، والدارمي (2260)، وابن أبي الدنيا في (مداراة الناس)( 154)
[51] / رواه البخاري رقم ( 4211 )
[52] / أخرجه البخاري (3818)، ومسلم (2435)، والترمذي (2017) واللفظ له، والنسائي في (السنن الكبرى ) (8361)، وابن ماجه (1997)، وأحمد ( 24310 )
[53] / - رواه البخاري برقم ( 2174 )
[54] / رواه البخاري (5186) ومسلم ( 1468 )
[55] / رواه البخاري ( 4928 )
[56] / أخرجه أبو داود (4682)، والترمذي (1162)، وأحمد (2/ 472) واللفظ له.
[57] / - رواه مسلم برقم ( 994 )
[58] / صحيح أبي داود ( 2578 )
[59] / الادب المفرد ( 418 )
[60] / ابن حيان ( 5677 )
[61] / رواه النسائي ( 3966 ) وصححه الألباني
[62] / رواه البخاري ( 4304 )
[63] / رواه البخاري ( 6247 ) واللفظ له ومسلم.( 2168 )
[64] / أخرجه البخاري (3040 )، ومسلم ( 2307 )
[65] / مسند الامام أحمد، طبعة مؤسسة قرطبة 1/126، رقم الحديث (1042)، وصححه شعيب الأرناءوط
[66] / أخرجه البخاري (1973)، وأبو داود (4774) مختصراً باختلاف يسير، ومسلم (2330، 2309)، وأحمد (12048، 13373) مفرقاً باختلاف يسير، والترمذي (2015) باختلاف يسير، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (1/463) واللفظ له
[67] / أخرجه مسلم ( 2328 )
[68] / رواه البخاري (3560)، ومسلم) 2327) .
[69] / - أخرجه مسلم ( 2328 )
[70] / رواه مسلم ( 2310 )
[71] / رواه البخاري. ( 3445 )
[72] / أخرجه البخاري (2069)، والترمذي (1215) وفي ((الشمائل)) (334) واللفظ له، والنسائي (4610)، وأحمد ) 13497 )
[73] / أخرجه الترمذي (1017)، وابن ماجه (4178) باختلاف يسير
[74] / رواه الطبراني في الكبير وحسنه السيوطي وذلك لشدة تواضعه صلى الله عليه وسلم وبرأته من الكبر والتعاظم
[75] رواه النسائي ( 1413 ) الجامع الصحيح ( 5005)
[76] / ( انظر مجموع فتاوى ومقالات الجزء الرابع للشيخ ابن باز رحمه الله ـ كتاب زاد المعاد لابن القيم ـ شرح الأربعين النووية )
[77] / أخرجه الترمذي (2490)، وابن ماجه (3716) باختلاف يسير.
[78] / أخرجه الترمذي (2490)، وابن ماجه (3716) باختلاف يسير.
[79] / رواه والترمذي ( 339 )
[80] / أخرجه البخاري (6125)، ومسلم ( 1743 )
[81] / رواه البخاري برقم ( 6128 )
[82] / رواه مسلم برقم ( 2592 )
[83] / رواه مسلم برقم ( 2593 )
[84] / رواه مسلم برقم ( 2594 )
[85] / البداية والنهاية لابن كثير ( 6 / 40 )
[86] / أخرجه أبو داود (4182)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (10065)، وأحمد (12628) واللفظ له
[87] / رواه أبو داود (4788). وسكت عنه، وصححه الألباني في ((صحيح سنن أبي داود))، وقال الوادعي في ((الصحيح المسند)) (1612): صحيح على شرط الشيخين.
[88] / رواه البخاري برقم ( 130 )
[89] / - رواه الطبراني في (الكبير) ورجاله ثقات، ورواه أيضًا ابن حبان والحاكم والبيهقي ورواه أبو نعيم في الدلائل
[90] / : أخرجه البخاري (6117 )، ومسلم ( 37 )
[91] / رواه البخاري برقم (3483 )
[92] / رواه البخاري برقم ( 3562 )
[93] / : أخرجه أبو داود (5152)، والترمذي (1943)، وأحمد ) 6496 )
[94] / رواه مسلم برقم ( 2625 )
[95] / أخرجه البخاري (6018)، ومسلم ) 47 )
[96][96] / رواه البيهقي في دلائل النبوة ( 1 / 337 ) وشمائل الرسول تصنيف ابن كثير ( ص :123) تحقيق عبد القادر أرناؤوط
[97] / أخرجه الترمذي في ( الشمائل المحمدية ) (241) باختلاف يسير.
[98] / البيهقي: السنن الكبرى (12477)، وابن كثير: البداية والنهاية 3/218، 219، والطبري: تاريخ الأمم والملوك 1/569.)
[99] / البخاري عن عبد الله بن عباس: كتاب التفسير (4492)، ومسلم: كتاب الإيمان، باب في قوله تعالى: "وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ) 208 )
[100] / ابن هشام: السيرة النبوية 1/299، 300، والسهيلي: الروض الأنف 3/68، وابن سيد الناس: عيون الأثر 2/427.
[101] / أخرجه أبو داود (904) واللفظ له، والنسائي (1214)، وأحمد ) 16355).
[102] / رواه البخاري ( 4837 )
[103] / " ورواه مسلم / 248 " في الطهارة بهذا اللفظ وبهذا السند . " أيلة " بلدة بطرف بحر القلزم من طرف الشام
[104] / أخرجه مسلم (249)، والنسائي (150)، وابن ماجه (4306) باختلاف يسير، وأبو داود (3237) مختصراً، وأحمد (9292) واللفظ له
[105] / رواه البخاري برقم ( 6632)
[106] / رواه البخاري برقم ( 15 ) والجامع الصحيح برقم ( 7582)
[107] / ) رواه مسلم رقم 44 ( 1 / 556 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق