المصاحف 9.مصاحف

  مصاحف روابط 9 مصاحف
// // //** ب نوشيرك 8.

 الثانوية العامة ٣ثانوي. /عقوبة من قتل نفسه؟وصف الجنة والحور العين /المدونة التعليمبة الثانية أسماء صلاح ٣.ثانوي عام /الفتن ونهاية العالم /المقحمات ا. /قانون الحق الإلهي اا /القرانيون الفئة الضالة اوه /قواعد وثوابت قرانية /مسائل صحيح مسلم وشروح النووي الخاطئة عليها اوهو /المسائل الفقهية في النكاح والطلاق والمتعة والرجعة /مدونة  /الصفحات المقتوحة /الخوف من الله الواحد؟ /قانون ثبات سنة الله في الخلق /اللهم ارحم أبي وأمي والصالحين /السيرة النبوية /مدونة {استكمال} مدونة قانون الحق الإلهي /مدونة الحائرين الملتاعين. /الجنة ومتاعها والنار وسوء جحيمها /عياذا بالله الواحد./  لابثين فيها أحقابا /المدونة المفتوحة /نفحات من سورة الزمر/  /أمَاهُ عافاكِ الله ووالدي ورضي عنكما ورحمكما /ترجمة معان القران /مصنفات اللغة العربية /كتاب الفتن علامات القيامة لابن كثير /قانون العدل الإلهي /الفهرست /جامعة المصاحف /قانون الحق الإلهي /تخريجات أحاديث الطلاق متنا وسندا /تعلم للتفوق بالثانوية العامة /مدونات لاشين /الرافضة /قانون الحق الألهي ٣ /قانون الحق الإلهي٤. /حدود التعاملات /العقائدية بين المسلمين /المقحمات اا. /منصة الصلاة اا /مدونة تخفيف

الأربعاء، 13 أكتوبر 2021

8. ذكر بعثة رسول الله الرسل بكتبه إلى الملوك


كتاب: الطبقات الكبرى **
صفحة البدايةالفهرس<< السابق 8 من 110 التالى >>
   ذكر بعثة رسول الله الرسل بكتبه إلى الملوك
يدعوهم إلى الإسلام وما كتب به رسول الله صلى الله عليه وسلم لناس من العرب وغيرهم
قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال حدثني معمر بن راشد ومحمد بن عبد الله عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن بن عباس قال وحدثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن المسور بن رفاعة قال وحدثنا عبد الحميد بن جعفر عن أبيه قال وحدثنا عمر بن سليمان بن أبي حثمة عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة عن جدته الشفاء قال وحدثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن محمد بن يوسف عن السائب بن يزيد عن العلاء بن الحضرمي قال وحدثنا معاذ بن محمد الأنصاري عن جعفر بن عمرو بن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري عن أهله عن عمرو بن أمية الضمري دخل حديث بعضهم في حديث بعض قالوا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رجع من الحديبية في ذي الحجة سنة ست أرسل الرسل إلى الملوك يدعوهم إلى الإسلام وكتب إليهم كتبا فقيل يا رسول الله إن الملوك لا يقرأون كتابا إلا مختوما فاتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ خاتما من فضة فصه منه نقشه ثلاثة أسطر محمد رسول الله وختم به الكتب فخرج ستة نفر منهم في يوم واحد وذلك في المحرم سنة سبع وأصبح كل رجل منهم يتكلم بلسان القوم الذين بعثه إليهم فكان أول رسول بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي وكتب إليه كتابين يدعوه في أحدهما إلى الإسلام ويتلو عليه القرآن فأخذ كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه على عينيه ونزل من سريره فجلس على الأرض تواضعا ثم أسلم وشهد شهادة الحق وقال لو كنت أستطيع أن آتيه لأتيته وكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بإجابته وتصديقه وإسلامه على يدي جعفر بن أبي طالب لله رب العالمين وفي الكتاب الآخر يأمره أن يزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب وكانت قد هاجرت إلى أرض الحبشة مع زوجها عبيد الله بن جحش الأسدي فتنصر هناك ومات وأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكتاب أن يبعث إليه بمن قبله من أصحابه ويحملهم ففعل فزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان وأصدق عنه أربعمائة دينار وأمر بجهاز المسلمين وما يصلحهم وحملهم في سفينتين مع عمرو بن أمية الضمري ودعا بحق من عاج فجعل فيه كتابي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لن تزال الحبشة بخير ما كان هذان الكتابان بين أظهرها قالوا وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم دحية بن خليفة الكلبي وهو أحد الستة إلى قيصر يدعوه إلى الإسلام وكتب معه كتابا وأمره أن يدفعه إلى عظيم بصرى ليدفعه إلى قيصر فدفعه عظيم بصرى إليه وهو يومئذ بحمص وقيصر يومئذ ماش في نذر كان عليه ان ظهرت الروم على فارس أن يمشي حافيا من قسطنطينية إلى إيلياء فقرأ الكتاب وأذن لعظماء الروم في دسكرة له بحمص فقال يا معشر الروم هل لكم في الفلاح والرشد وأن يثبت لكم ملككم وتتبعون ما قال عيسى بن مريم قالت الروم وما ذاك أيها الملك قال تتبعون هذا النبي العربي قال فحاصوا حيصة حمر الوحش وتناحزوا ورفعوا الصليب فلما رأى هرقل ذلك منهم يئس من إسلامهم وخافهم على نفسه وملكه فسكنهم ثم قال إنما قلت لكم ما قلت أختبركم لأنظر كيف صلابتكم في دينكم فقد رأيت منكم الذي أحب فسجدوا له قالوا وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن حذافة السهمي وهو أحد الستة إلى كسرى يدعوه إلى الإسلام وكتب معه كتابا قال عبد الله فدفعت إليه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقريء عليه ثم أخذه فمزقه فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم مزق ملكه وكتب كسرى إلى باذان عامله علىاليمن أن ابعث من عندك رجلين جلدين إلى هذا الرجل الذي بالحجاز فليأتياني بخبره فبعث باذان قهرمانه ورجلا آخر وكتب معهما كتابا فقدما المدينة فدفعا كتاب باذان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعاهما إلى الإسلام وفرائصهما ترعد وقال ارجعا عني يومكما هذا حتى تأتياني الغد فأخبركما بما أريد فجاءاه من الغد فقال لهما أبلغا صاحبكما أن ربي قد قتل ربه كسرى في هذه الليلة لسبع ساعات مضت منها وهي ليلة الثلاثاء لعشر ليال مضين من جمادى الأولى سنة سبع وأن الله تبارك وتعالى سلط عليه ابنه شيرويه فقتله فرجعا إلى باذان بذلك فأسلم هو والأبناء الذين باليمن قالوا وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطب بن أبي بلتعة اللخمي وهو أحد الستة إلى المقوقس صاحب الإسكندرية عظيم القبط يدعوه إلى الإسلام وكتب معه كتابا فأوصل إليه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأه وقال له خيرا وأخذ الكتاب فجعله في حق من عاج وختم عليه ودفعه إلى جاريته وكتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم قد علمت أن نبيا قد بقي وكنت أظن أنه يخرج بالشام وقد أكرمت رسولك وبعثت إليك بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم وقد أهديت لك كسوة وبغلة تركبها ولم يزد على هذا ولم يسلم فقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم هديته وأخذ الجاريتين مارية أم إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأختها سيرين وبغلة بيضاء لم يكن في العرب يومئذ غيرها وهي دلدل وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ضن الخبيث بملكه ولا بقاء لملكه قال حاطب كان لي مكرما في الضيافة وقلة اللبث ببابه ما أقمت عنده إلا خمسة أيام قالوا وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم شجاع بن وهب الأسدي وهو أحد الستة إلى الحارث بن أبي شمر الغساني يدعوه إلى الإسلام وكتب معه كتابا قال شجاع فأتيت إليه وهو بغوطة دمشق وهو مشغول بتهيئة الإنزال والألطاف لقيصر وهو جاء من حمص إلى إيلياء فأقمت على بابه يومين أو ثلاثة فقلت لحاجبه إني رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه فقال لا تصل إليه حتى يخرج يوم كذا وكذا وجعل حاجبه وكان روميا أسمه مرى يسألني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت أحدثه عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يدعو إليه فيرق حتى يغلبه البكاء ويقول إني قد قرأت الإنجيل فأجد صفة هذا النبي صلى الله عليه وسلم بعينه فأنا أومن به وأصدقه وأخاف من الحارث أن يقتلني وكان يكرمني ويحسن ضيافتي وخرج الحارث يوما فجلس ووضع التاج على رأسه فأذن لي عليه فدفعت إليه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأه ثم رمى به وقال من ينتزع مني ملكي أنا سائر إليه ولو كان باليمن جئته علي بالناس فلم يزل يفرض حتى قام وأمر بالخيول تنعل ثم قال أخبر صاحبك ما ترى وكتب إلى قيصر يخبره خبري وما عزم عليه فكتب إليه قيصر ألا تسير إليه واله عنه ووافني بايلياء فلما جاءه جواب كتابه دعاني فقال متى تريد أن تخرج إلى صاحبك فقلت غدا فأمر لي بمائة مثقال ذهب ووصلني مرى وأمر لي بنفقة وكسوة وقال أقريء رسول الله صلى الله عليه وسلم مني السلام فقدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال باد ملكه وأقرأته من مرى السلام وأخبرته بما قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق ومات الحارث بن أبي شمر عام الفتح قالوا وكان فروة بن عمرو الجذامي عاملا لقيصر على عمان من أرض البلقاء فلم يكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم فروة وكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامه وأهدى له وبعث من عنده رسولا من قومه يقال له مسعود بن سعد فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابه وقبل هديته وكتب إليه جواب كتابه وأجاز مسعودا بأثنتي عشرة أوقية ونش وذلك خمسمائة درهم قالوا وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سليط بن عمرو العامري وهو أحد الستة إلى هوذة بن علي الحنفي يدعوه إلى الإسلام وكتب معه كتابا فقدم عليه وأنزله وحباه وقرأ كتاب النبي صلى الله عليه وسلم ورد ردا دون رد وكتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما أحسن ما تدعو إليه وأجمله وأنا شاعر قومي وخطيبهم والعرب تهاب مكاني فاجعل لي بعض الأمر أتبعك وأجاز سليط بن عمرو بجائزة وكساه أثوابا من نسج هجر فقدم بذلك كله على النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره عنه بما قال وقرأ كتابه وقال لو سألني سيابة من الأرض ما فعلت باد وباد ما في يديه فلما انصرف من عام الفتح جاءه جبريل فأخبره أنه قد مات قالوا وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص في ذي القعدة سنة ثمان إلى جيفر وعبد ابني الجلندى وهما من الأزد والملك منهما جيفر يدعوهما إلى الإسلام وكتب معه إليهما كتابا وختم الكتاب قال عمرو فلما قدمت عمان عمدت إلى عبد وكان أحلم الرجلين وأسهلهما خلقا فقلت إني رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليك وإلى أخيك فقال أخي المقدم علي بالسن والملك وأنا أوصلك إليه حتى يقرأ كتابك فمكثت أياما ببابه ثم انه دعاني فدخلت عليه فدفعت إليه الكتاب مختوما ففض خاتمه وقرأه حتى انتهى إلى آخره ثم دفعه إلى أخيه فقرأه مثل قراءته إلا أني رأيت أخاه أرق منه فقال دعني يومي هذا وارجع الي غدا فلما كان الغد رجعت إليه قال إني فكرت فيما دعوتني إليه فإذا أنا أضعف العرب إذا ملكت رجلا ما في يدي قلت فإني خارج غدا فلما أيقن بمخرجي أصبح فأرسل إلي فدخلت عليه فأجاب إلى الإسلام هو وأخوه جميعا وصدقا بالنبي صلى الله عليه وسلم وخليا بيني وبين الصدقة وبين الحكم فيما بينهم وكانا لي عونا على من خالفني فأخذت الصدقة من أغنيائهم فرددتها في فقرائهم فلم أزل مقيما فيهم حتى بلغنا وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم منصرفه من الجعرانة العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوي العبدي وهو بالبحرين يدعوه إلى الإسلام وكتب إليه كتابا فكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامه وتصديقه وإني قد قرأت كتابك على أهل هجر فمنهم من أحب الإسلام وأعجبه ودخل فيه ومنهم من كرهه وبأرضي مجوس ويهود فأحدث إلي في ذلك أمرك فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك مهما تصلح فلن نعزلك عن عملك ومن أقام على يهودية أو مجوسية فعليه الجزية وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مجوس هجر يعرض عليهم الإسلام فإن أبوا أخذت منهم الجزية وبأن لا تنكح نساؤهم ولا تؤكل ذبائحهم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا هريرة مع العلاء بن الحضرمي وأوصاه به خيرا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم للعلاء فرائض الإبل والبقر والغنم والثمار والأموال فقرأ كتابه على الناس وأخذ صدقاتهم قال أخبرنا الهيثم بن عدي الطائي قال أنبأنا مجالد بن سعيد وزكرياء بن أبي زائدة عن الشعبي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتب كما تكتب قريش باسمك اللهم حتى نزلت عليه اركبوا فيها باسم الله مجراها ومرساها فكتب بسم الله حتى نزلت عليه قل ادعوا الله أو أدعوا الرحمن فكتب بسم الله الرحمن حتى نزلت عليه إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم فكتب بسم الله الرحمن الرحيم قال أخبرنا الهيثم بن عدي قال أخبرنا دلهم بن صالح وأبو بكر الهذلي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه بريدة بن الحصيب الأسلمي قال حدثنا محمد بن إسحاق عن يزيد بن رومان والزهري قال وحدثنا الحسن بن عمارة عن فراس عن الشعبي دخل حديث بعضهم في حديث بعض أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه وافوني بأجمعكم بالغداة وكان صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر حبس في مصلاه قليلا يسبح ويدعو ثم التفت إليهم فبعث عدة إلى عدة وقال لهم انصحوا لله في عباده فإنه من أسترعي شيئا من أمور الناس ثم لم ينصح لهم حرم الله عليه الجنة انطلقوا ولا تصنعوا كما صنعت رسل عيسى بن مريم فإنهم أتوا القريب وتركوا البعيد فأصبحوا يعني الرسل وكل رجل منهم يتكلم بلسان القوم الذين أرسل إليهم فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال هذا أعظم ما كان من حق الله عليهم في أمر عباده قال وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن كتابا يخبرهم فيه بشرائع الإسلام وفرائض الصدقة في المواشي والأموال ويوصيهم بأصحابه ورسله خيرا وكان رسوله إليهم معاذ بن جبل ومالك بن مرارة ويخبرهم بوصول رسولهم إليه وما بلغ عنهم قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عدة من أهل اليمن سماهم منهم الحارث بن عبد كلال وشريح بن عبد كلال ونعيم بن عبد كلال ونعمان قيل ذي يزن ومعافر وهمدان وزرعة ذي رعين وكان قد أسلم من أول حمير وأمرهم أن يجمعوا الصدقة والجزية فيدفعوهما إلى معاذ بن جبل ومالك بن مرارة وأمرهم بهما خيرا وكان مالك بن مرارة رسول أهل اليمن إلى النبي صلى الله عليه وسلم بإسلامهم وطاعتهم فكتب إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مالك بن مرارة قد بلغ الخبر وحفظ الغيب قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني معاوية من كندة بمثل ذلك قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني عمرو من حمير يدعوهم إلى الإسلام وفي الكتاب وكتب خالد بن سعيد بن العاص قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبلة بن الأيهم ملك غسان يدعوه إلى الإسلام فأسلم وكتب بإسلامه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم واهدى له هدية ولم يزل مسلما حتى كان في زمان عمر بن الخطاب فبينما هو في سوق دمشق إذ وطيء رجلا من مزينة فوثب المزني فلطمه فأخذ وانطلق به إلى أبي عبيدة بن الجراح فقالوا هذا لطم جبلة قال فليلطمه قالوا وما يقتل قال لا قالوا فما تقطع يده قال لا إنما أمر الله تبارك وتعالى بالقود قال جبلة أو ترون أني جاعل وجهي ندا لوجه جدي جاء من عمق بئس الدين هذا ثم ارتد نصرانيا وترحل بقومه حتى دخل أرض الروم فبلغ ذلك عمر فشق عليه وقال لحسان بن ثابت أبا الوليد أما علمت أن صديقك جبلة بن الأيهم أرتد نصرانيا قال إنا لله وإنا إليه راجعون ولم قال لطمه رجل من مزينة قال وحق له فقام إليه عمر بالدرة فضربه بها قالوا وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جرير بن عبد الله البجلي إلى ذي الكلاع بن ناكور بن حبيب بن مالك بن حسان بن تبع وإلى ذي عمرو يدعوهما إلى الإسلام فأسلما وأسلمت ضريبة بنت أبرهة بن الصباح امرأة ذي الكلاع وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وجرير عندهم فأخبره ذو عمرو بوفاته صلى الله عليه وسلم فخرج جرير إلى المدينة قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعدي كرب بن أبرهة أن له ما أسلم عليه من أرض خولان قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأسقف بني الحارث بن كعب وأساقفة نجران وكهنتهم ومن تبعهم ورهبانهم أن لهم على ما تحت أيديهم من قليل وكثير من بيعهم وصلواتهم ورهبانيتهم وجوار الله ورسوله لا يغير أسقف عن أسقفيته ولا راهب عن رهبانيته ولا كاهن عن كهانته ولا يغير حق من حقوقهم ولا سلطانهم ولا شيء مما كانوا عليه ما نصحوا وأصلحوا فيما عليهم غير مثقلين بظلم ولا ظالمين وكتب المغيرة قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لربيعة بن ذي مرحب الحضرمي وإخوته وأعمامه أن لهم أموالهم ونحلهم ورقيقهم وآبارهم وشجرهم ومياههم وسواقيهم ونبتهم وشراجعهم بحضرموت وكل مال لآل ذي مرحب وأن كل رهن بأرضهم يحسب ثمره وسدره وقضبه من رهنه الذي هو فيه وأن كل ما كان في ثمارهم من خير فإنه لا يسأله أحد عنه وأن الله ورسوله براء منه وأن نصر آل ذي مرحب على جماعة المسلمين وأن أرضهم بريئة من الجور وأن أموالهم وأنفسهم وزافر حائط الملك الذي كان يسيل إلى آل قيس وأن الله ورسوله جار على ذلك وكتب معاوية قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن أسلم من حدس من لخم وأقام الصلاة وآتى الزكاة وأعطى حظ الله وحظ رسوله وفارق المشركين فإنه آمن بذمة الله وذمة رسوله محمد ومن رجع عن دينه فإن ذمة الله وذمة محمد رسوله منه بريئة ومن شهد له مسلم بإسلامه فإنه آمن بذمة محمد وإنه من المسلمين وكتب عبد الله بن زيد قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لخالد بن ضماد الأزدي أن له ما أسلم عليه من أرضه على أن يؤمن بالله لا يشرك به شيئا ويشهد أن محمدا عبده ورسوله وعلى أن يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويصوم شهر رمضان ويحج البيت ولا يأوي محدثا ولا يرتاب وعلى أن ينصح لله ولرسوله وعلى أن يحب أحباء الله ويبغض أعداء الله وعلى محمد النبي أن يمنعه مما يمنع منه نفسه وماله وأهله وأن لخالد الأزدي ذمة الله وذمة محمد النبي إن وفى بهذا وكتب أبي قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم حيث بعثه إلى اليمن عهدا يعلمه فيه شرائع الإسلام وفرائضه وحدوده وكتب أبي قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لنعيم بن أوس أخي تميم الداري أن له حبري وعينون بالشام قريتها كلها سهلها وجبلها وماءها وحرثها وأنباطها وبقرها ولعقبه من بعده لا يحاقه فيها أحد ولا يلجه عليهم بظلم ومن ظلمهم وأخذ منهم شيئا فإن عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين وكتب علي قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم للحصين بن أوس الأسلمي أنه أعطاه الفرغين وذات أعشاش لا يحاقه فيها أحد وكتب علي قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني قرة بن عبد الله بن أبي نجيح النبهانيين أنه أعطاهم المظلة كلها أرضها وماءها وسهلها وجبلها حمى يرعون فيه مواشيهم وكتب معاوية قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني الضباب من بني الحارث بن كعب أن لهم سارية ورافعها لا يحاقهم فيها أحد ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطاعوا الله ورسوله وفارقوا المشركين وكتب المغيرة قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليزيد بن الطفيل الحارثي أن له المضة كلها لا يحاقه فيها أحد ما أقام الصلاة وآتى الزكاة وحارب المشركين وكتب جهيم بن الصلت قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني قنان بن ثعلبة من بني الحارث أن لهم مجسا وأنهم آمنون على أموالهم وأنفسهم وكتب المغيرة قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبديغوث بن وعلة الحارثي أن له ما أسلم عليه من أرضها وأشيائها يعني نخلها ما أقام الصلاة وآتى الزكاة وأعطى خمس المغانم في الغزو ولا عشر ولا حشر ومن تبعه من قومه وكتب الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني زياد بن الحارث الحارثيين أن لهم جماء وأذنبة وانهم آمنون ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وحاربوا المشركين وكتب علي قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليزيد بن المحجل الحارثي أن لهم نمرة ومساقيها ووادي الرحمن من بين غابتها وأنه على قومه من بني مالك وعقبة لا يغزون ولا يحشرون وكتب المغيرة بن شعبة قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لقيس بن الحصين ذي الغصة أمانة لبني أبيه بني الحارث ولبني نهد أن لهم ذمة الله وذمة رسوله لا يحشرون ولا يعشرون ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وفارقوا المشركين وأشهدوا على إسلامهم وأن في أموالهم حقا للمسلمين قال وكان بنو نهد خلفاء بني الحارث قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني قنان بن يزيد الحارثيين أن لهم مذودا وسواقيه ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وفارقوا المشركين وأمنوا السبيل وأشهدوا على إسلامهم قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعاصم بن الحارث الحارثي أن له نجمة من راكس لا يحاقه فيها أحد وكتب الأرقم قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني معاوية بن جرول الطائيين لمن أسلم منهم وأقام الصلاة وآتى الزكاة وأطاع الله ورسوله وأعطى من المغانم خمس الله وسهم النبي صلى الله عليه وسلم وفارق المشركين وأشهد على إسلامه أنه آمن بأمان الله ورسوله وأن لهم ما أسلموا عليه والغنم مبيتة وكتب الزبير بن العوام قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعامر بن الأسود بن عامر بن جوين الطائي أن له ولقومه طيء ما أسلموا عليه من بلادهم ومياههم ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وفارقوا المشركين وكتب المغيرة قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني جوين الطائيين لمن آمن منهم بالله وأقام الصلاة وآتى الزكاة وفارق المشركين وأطاع الله ورسوله وأعطى من المغانم خمس الله وسهم النبي وأشهد على إسلامه فإن له أمان الله ومحمد بن عبد الله وأن لهم أرضهم ومياههم وما أسلموا عليه وغدوة الغنم من ورائها مبيتة وكتب المغيرة قال يعني بغدوة الغنم قال تغدو الغنم بالغداة فتمشي إلى الليل فما خلفت من الأرض وراءها فهو لهم وقوله مبيتة يقول حيث باتت قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني معن الطائي أن لهم ما أسلموا عليه من بلادهم ومياههم وغدوة الغنم من ورائها مبيتة ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطاعوا الله ورسوله وفارقوا المشركين وأشهدوا على إسلامهم وأمنوا السبيل وكتب العلاء وشهد قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم من محمد النبي إلى بني أسد سلام عليكم فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فلا تقربن مياه طيء وأرضهم فإنه لا تحل لكم مياههم ولا يلجن أرضهم إلا من أولجوا وذمة محمد بريئة ممن عصاه وليقم قضاعي بن عمرو وكتب خالد بن سعيد قال وقضاعي بن عمرو من بني عذرة وكان عاملا عليهم قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا لجنادة الأزدي وقومه ومن تبعه ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطاعوا الله ورسوله وأعطوا من المغانم خمس الله وسهم النبي صلى الله عليه وسلم وفارقوا المشركين فإن لهم ذمة الله وذمة محمد بن عبد الله وكتب أبي قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد هذيم من قضاعة وإلى جذام كتابا واحدا يعلمهم فيه فرائض الصدقة وأمرهم أن يدفعوا الصدقة والخمس إلى رسوليه أبي وعنبسة أو من أرسلاه قال ولم ينسبا لنا قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني زرعة وبني الربعة من جهينة أنهم آمنون على أنفسهم وأموالهم وأن لهم النصر على من ظلمهم أو حاربهم إلا في الدين والأهل ولأهل باديتهم من بر منهم واتقى ما لحاضرتهم والله المستعان قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني جعيل من بلي أنهم رهط من قريش ثم من بني عبد مناف لهم مثل الذي لهم وعليهم مثل الذي عليهم وأنهم لا يحشرون ولا يعشرون وأن لهم ما أسلموا عليه من أموالهم وأن لهم سعاية نصر وسعد بن بكر وثمالة وهذيل وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك عاصم بن أبي صيفي وعمرو بن أبي صيفي والأعجم بن سفيان وعلي بن سعد وشهد على ذلك العباس بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وأبو سفيان بن حرب قال وإنما جعل الشهود من بني عبد مناف لهذا الحديث لأنهم حلفاء بني عبد مناف ويعني لايحشرون من ماء إلى ماء في الصدقة ولايعشرون يقول في السنة إلا مرة وقوله إن لهم سعاية يعني الصدقة قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأسلم من خزاعة لمن آمن منهم وأقام الصلاة وآتى الزكاة وناصح في دين الله أن لهم النصر على من دهمهم بظلم وعليهم نصر النبي صلى الله عليه وسلم إذا دعاهم ولأهل باديتهم ما لأهل حاضرتهم وانهم مهاجرون حيث كانوا وكتب العلاء بن الحضرمي وشهد قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعوسجة بن حرملة الجهني بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أعطى الرسول عوسجة بن حرملة الجهني من ذي المروة أعطاه ما بين بلكشة إلى المصنعة إلى الجفلات إلى الجد جبل القبلة لا يحاقه أحد ومن حاقه فلا حق له وحقه حق وكتب عقبة وشهد قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني شنخ من جهينة بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أعطى محمد النبي بني شنخ من جهينة أعطاهم ما خطوا من صفينة وما حرثوا ومن حاقهم فلا حق له وحقهم حق كتب العلاء بن عقبة وشهد قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني الجرمز بن ربيعة وهم من جهينة أنهم آمنون ببلادهم ولهم ما أسلموا عليه وكتب المغيرة قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن معبد الجهني وبني الحرقة من جهينة وبني الجرمز من أسلم منهم وأقام الصلاة وآتى الزكاة وأطاع الله ورسوله وأعطى من الغنائم الخمس وسهم النبي الصفي ومن أشهد على إسلامه وفارق المشركين فإنه آمن بأمان الله وأمان محمد وما كان من الدين مدونة لأحد من المسلمين قضي عليه برأس المال وبطل الربا في الرهن وأن الصدقة في الثمار العشر ومن لحق بهم فإن له مثل ما لهم قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال بن الحارث المزني أن له النخل وجزعة شطره ذا المزارع والنخل وأن له ما أصلح به الزرع من قدس وأن له المضة والجزع والغيلة إن كان صادقا وكتب معاوية فأما قوله جزعة فإنه يعني قرية وأما شطره فإنه يعني تجاهه وهو في كتاب الله عز وجل فول وجهك شطر المسجد الحرام يعني تجاه المسجد الحرام وأما قوله من قدس فالقدس الخرج وما أشبهه من آلة السفر وأما المضة فاسم الأرض قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بديل وبسر وسروات بني عمرو أما بعد فإني لم آثم مالكم ولم أضع في جنبكم وان أكرم أهل تهامة علي وأقربهم رحما مني أنتم ومن تبعكم من المطيبين أما بعد فإني قد أخذت لمن هاجر منكم مثل ما أخذت لنفسي ولو هاجر بأرضه إلا ساكن مكة إلا معتمرا أو حاجا فإني لم أضع فيكم منذ سالمت وأنكم غير خائفين من قبلي ولا محصرين أما بعد فإنه قد اسلم علقمة بن علاثة وابنا هوذة وهاجرا وبايعا على من تبعهم من عكرمة وأن بعضنا من بعض في الحلال والحرام وأني والله ما كذبتكم وليحبنكم ربكم قال ولم يكتب فيها السلام لأنه كتب بها إليهم قبل أن ينزل عليه السلام وأما علقمة بن علاثة فهو علقمة بن علاثة بن عوف بن الأحوص بن جعفر بن كلاب وابنا هوذة العداء وعمرو ابنا خالد بن هوذة من بني عمرو بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ومن تبعهم من عكرمة فإنه عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان ومن تبعكم من المطيبين فهم بنو هاشم وبنو زهرة وبنو الحارث بن فهر وتيم بن مرة وأسد بن عبد العزى قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم للعداء بن خالد بن هوذة ومن تبعه من عامر بن عكرمة أنه أعطاهم ما بين المصباعة إلى الزح ولوابة يعني لوابة الخرار وكتب خالد بن سعيد قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مسيلمة الكذاب لعنه الله يدعوه إلى الإسلام وبعث به مع عمرو بن أمية الضمري فكتب إليه مسيلمة جواب كتابه ويذكر فيه أنه نبي مثله ويسأله أن يقاسمه الأرض ويذكر أن قريشا قوم لا يعدلون فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال العنوه لعنه الله وكتب إليه بلغني كتابك الكذب والافتراء على الله وان الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين والسلام على من أتبع الهدى قال وبعث به مع السائب بن العوام أخي الزبير بن العوام قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لسلمة بن مالك بن أبي عامر السلمي من بني حارثة أنه أعطاه مدفوا لا يحاقه فيه أحد ومن حاقه فلا حق له وحقه حق قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس بن مرداس السلمي أنه أعطاه مدفوا فمن حاقه فلا حق له وكتب العلاء بن عقبة وشهد قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لهوذة بن نبيشة السلمي ثم من بني عصية أنه أعطاه ما حوى الجفر كله قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم للأجب رجل من بني سليم أنه أعطاه فالسا وكتب الأرقم قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لراشد بن عبد السلمي أنه أعطاه غلوتين بسهم وغلوة بحجر برهاط لا يحاقه فيها أحد ومن حاقه فلا حق له وحقه حق وكتب خالد بن سعيد قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لحرام بن عبد عوف من بني سليم أنه أعطاه إذا ما وما كان له من شواق لا يحل لأحد أن يظلمهم ولا يظلمون أحدا وكتب خالد بن سعيد قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما حالف عليه نعيم بن مسعود بن رخيلة الأشجعي حالفه على النصر والنصيحة ما كان أحد مكانه ما بل بحر صوفة وكتب علي قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد رسول الله للزبير بن العوام أني أعطيته شواق أعلاه وأسفله لا يحاقه فيه أحد وكتب علي قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لجميل بن رزام العدوي أنه أعطاه الرمداء لا يحاقه فيها أحد وكتب علي قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لحصين بن نضلة الأسدي أن له أراما وكسة لا يحاقه فيها أحد وكتب المغيرة بن شعبة قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني غفار أنهم من المسلمين لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين وأن النبي عقد لهم ذمة الله ذمة رسوله على أموالهم وأنفسهم ولهم النصر على من بدأهم بالظلم وأن النبي إذا دعاهم لينصروه أجابوه وعليهم نصره إلا من حارب في الدين ما بل بحر صوفة وأن هذا الكتاب لا يحول دون إثم قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة أنهم آمنون على أموالهم وأنفسهم وأن لهم النصر على من دهمهم بظلم وعليهم نصر النبي صلى الله عليه وسلم ما بل بحر صوفة إلا أن يحاربوا في دين الله وأن النبي إذا دعاهم أجابوه عليهم بذلك ذمة الله ورسوله ولهم النصر على من بر منهم واتقى قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الهلال صاحب البحرينسلم أنت فإني أحمد إليلك الله الذي لا إله إلا هو لا شريك له وأدعوك إلى الله وحده تؤمن بالله وتطيع وتدخل في الجماعة فإنه خير لك والسلام على من اتبع الهدى قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أسيبخت بن عبد الله صاحب هجرانه قد جاءني الأقرع بكتابك وشفاعتك لقومك واني قد شفعتك وصدقت رسولك الأقرع في قومك فأبشر فيما سألتني وطلبتني بالذي تحب ولكني نظرت أن أعلمه وتلقاني فإن تجئنا أكرمك وإن تقعد أكرمك أما بعد فإني لا أستهدي أحدا وان تهد إلي أقبل هديتك وقد حمد عمالي مكانك وأوصيك بأحسن الذي أنت عليه من الصلاة والزكاة وقرابة المؤمنين وإني قد سميت قومك بني عبد الله فمرهم بالصلاة وبأحسن العمل وأبشر والسلام عليك وعلى قومك المؤمنين قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل هجرأما بعد فإني أوصيكم بالله وبأنفسكم ألا تضلوا بعد أن هديتم ولا تغووا بعد أن رشدتم أما بعد فإنه قد جاؤني وفدكم فلم آت إليهم إلا ما سرهم ولو أني اجتهدت فيكم جهدي كله أخرجتكم من هجر فشفعت غائبكم وأفضلت على شاهدكم فاذكروا نعمة الله عليكم أما بعد فإنه قد أتاني الذي صنعتم وانه من يحسن منكم لاأحمل عليه ذنب المسيء فإذا جاءكم أمرائي فأطيعوهم وانصروهم على أمر الله وفي سبيله وانه من يعمل منكم صالحة فلن تضل عند الله ولا عندي قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المنذر بن ساوى أما بعد فإن رسلي قد حمدوك وانك مهما تصلح أصلح إليك وأثبك على عملك وتنصح لله ولرسوله والسلام عليك وبعث بها مع العلاء بن الحضرمي قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المنذر بن ساوى كتابا آخرأما بعد فإني قد بعثت إليك قدامة وأبا هريرة فادفع إليهما ما اجتمع عندك من جزية أرضك والسلام وكتب أبي قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى العلاء بن الحضرمي أما بعد فإني قد بعثت إلى المنذر بن ساوى من يقبض منه ما اجتمع عنده من الجزية فعجله بها وابعث معها ما اجتمع عندك من الصدقة والعثور والسلام وكتب أبي قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ضغاطر الأسقف سلام على من آمن أما على أثر ذلك فإن عيسى بن مريم روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم الزكية وإني أومن بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إالى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون والسلام على من اتبع الهدى قال وبعث به مع دحية بن خليفة الكلبي قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني جنبة وهم يهود بمقنا وإلى أهل مقنى ومقنا قريب من أيلة أما بعد فقد نزل علي أيتكم راجعين إلى قريتكم فإذا جاءكم كتابي هذا فإنكم آمنون لكم ذمة الله وذمة رسوله وان رسول الله غافر لكم سيئاتكم وكل ذنوبكم وان لكم ذمة الله وذمة رسوله لا ظلم عليكم ولا عدى وان رسول الله جاركم مما منع منه نفسه فإن لرسول الله بزكم وكل رقيق فيكم والكراع والحلقة إلا ما عفا عنه رسول الله أو رسول رسول الله وان عليكم بعد ذلك ربع ما أخرجت نخلكم وربع ما صادت عروككم وربع ما اغتزل نساؤكم وانكم برئتم بعد من كل جزية أو سخرة فإن سمعتم وأطعتم فإن على رسول الله أن يكرم كريمكم ويعفو عن مسيئكم أما بعد فإلى المؤمنين والمسلمين من أطلع أهل مقنا بخير فهو خير له ومن أطلعهم بشر فهو شر له وأن ليس عليكم أمير إلا من أنفسكم أو من أهل رسول الله والسلام أما قوله أيتكم يعني رسلهم ولرسول الله بزكم يعني بزهم الذي يصالحون عليه في صلحهم ورقيقهم والحلقة ما جمعت الدار من سلاح أو مال وأما عروككم فالعروك خشب تلقى في البحر يركبون عليها فيلقون شباكهم يصيدون السمك قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يحنة بن روبة وسروات أهل أيلة سلم أنتم فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو فإني لم أكن لأقاتلكم حتى أكتب إليكم فأسلم أو أعط الجزية وأطع الله ورسوله ورسل رسوله وأكرمهم وأكسهم كسوة حسنة غير كسوة الغزاء واكس زيدا كسوة حسنة فمهما رضيت رسلي فإني قد رضيت وقد علم الجزية فإن أردتم أن يأمن البر والبحر فأطع الله ورسوله ويمنع عنكم كل حق كان للعرب والعجم إلا حق الله وحق رسوله وإنك ان رددتهم ولم ترضهم لا آخذ منكم شيئا حتى أقاتلكم فأسبي الصغير وأقتل الكبير فإني رسول الله بالحق أومن بالله وكتبه ورسله وبالمسيح بن مريم أنه كلمة الله واني أومن به أنه رسول الله وأت قبل أن يمسكم الشر فإني قد أوصيت رسلي بكم وأعط حرملة ثلاثة أوسق شعيرا وان حرملة شفع لكم واني لولا الله وذلك لم أراسلكم شيئا حتى ترى الجيش وانكم إن أطعتم رسلي فإن الله لكم جار ومحمد ومن يكون منه وان رسلي شرحبيل وأبي وحرملة وحريث بن زيد الطائي فإنهم مهما قاضوك عليه فقد رضيته وان لكم ذمة الله وذمة محمد رسول الله والسلام عليكم إن أطعتم وجهزوا أهل مقنا إلى أرضهم قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لجماع كانوا في جبل تهامة قد غصبوا المارة من كنانة ومزينة والحكم والقارة ومن اتبعهم من العبيد فلما ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد منهم وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فكتب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد النبي رسول الله لعباد الله العتقاء انهم إن آمنوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فعبدهم حر ومولاهم محمد ومن كان منهم من قبيلة لم يرد إليها وما كان فيهم من دم أصابوه أو مال أخذوه فهو لهم وما كان لهم من دين في الناس رد إليهم ولا ظلم عليهم ولا عدوان وان لهم على ذلك ذمة الله وذمة محمد والسلام عليكم وكتب أبي بن كعب قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد رسول الله لبني غاديا أن لهم الذمة وعليهم الجزية ولا عداء ولا جلاء الليل مد والنهار شد وكتب خالد بن سعيد قالوا وهم قوم من يهود وقوله مد يقول يمده الليل ويشده النهار لا ينقضه شيء قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد رسول الله لبني عريض طعمة من رسول الله عشرة أوسق قمحا وعشرة أوسق شعيرا في كل حصاد وخمسين وسقا تمرا يوفون في كل عام لحينه لا يظلمون شيئا وكتب خالد بن سعيد قال وبني عريض قوم من يهود أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي بن علية عن الجريري عن أبي العلاء قال كنت مع مطرف في سوق الإبل فجاء أعرابي بقطعة أديم أو جراب فقال من يقرأ أو قال أفيكم من يقرأ فقلت نعم أنا أقرأ فقال دونك هذا فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتبه لي فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد النبي لبني زهير بن أقيش حي من عكل أنهم إن شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وفارقوا المشركين وأقروا بالخمس في غنائمهم وسهم النبي وصفيه فإنهم آمنون بأمان الله ورسوله فقال له القوم أو بعضهم أسمعت من رسول الله شيئا تحدثناه قال نعم قالوا فحدثنا رحمك الله قال سمعته يقول من سره أن يذهب كثير من وحر الصدر فليصم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر فقال له القوم أو بعضهم أسمعت هذا من رسول الله قال أراكم تخافون أن أكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لا أحدثكم حديثا اليوم قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي أخبرنا لوط بن يحيى الأزدي قال كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي ظبيان الأزدي من غامد يدعوه ويدعو قومه إلى الإسلام فأجابه في نفر من قومه بمكة منهم مخنف وعبد الله وزهير بنو سليم وعبد شمس بن عفيف بن زهير هؤلاء بمكة وقدم عليه بالمدينة الجحن بن المرقع وجندب بن زهير وجندب بن كعب ثم قدم بعد مع الأربعين الحكم من مغفل فأتاه بمكة أربعون رجلا وكتب النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ظبيان كتابا وكانت له صحبة وأدرك عمر بن الخطاب أخبرنا هشام بن محمد بن السائب قال حدثني جميل بن مرثد قال وفد رجل من الأجئيين يقال له حبيب بن عمرو على النبي صلى الله عليه وسلم فكتب له كتابا هذا كتاب من محمد رسول الله لحبيب بن عمرو أخي بني أجإ ولمن أسلم من قومه وأقام الصلاة وآتى الزكاة أن له ماله وماءه ما عليه حاضره وباديه على ذلك عهد الله وذمة رسوله قال أخبرنا هشام بن محمد قال حدثني رجل من بني بحتر من طيء قال وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوليد بن جابر بن ظالم بن حارثة بن عتاب بن أبي حارثة بن جدي بن تدول بن بحتر فأسلم وكتب له كتابا هو عند أهله بالجبلين قال أخبرنا علي بن محمد القرشي عن أبي معشر عن يزيد بن رومان ومحمد بن كعب وعن يزيد بن عياض بن جعدبة الليثي عن الزهري وعن غيرهم قالوا كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سمعان بن عمرو بن قريط بن عبيد بن بي بكر بن كلاب مع عبد الله بن عوسجة العرني فرقع بكتابه دلوه فقيل لهم بنو الراقع ثم أسلم سمعان وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أقلني كما أمنت وردا ولم أكن بأسوأ ذنبا إذ أتيتك من ورد قال أخبرنا علي بن محمد عن حماد بن سلمة عن الحجاج بن أرطأة عن أبي إسحاق الهمداني أن العرني أتاه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقع به دلوه فقالت له ابنته ماأراك إلا ستصيبك قارعة أتاك كتاب سيد العرب فرقعت به دلوك فمر به جيش لرسول الله صلى الله عليه وسلم فاستباحوا كل شيء له فأسلم وأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أصبت من مال قبل أن يقسمه المسلمون فأنت أحق به قال أخبرنا علي بن محمد عن عمرو بن عبد الرحمن الزهري عن زامل بن عمرو الجذامي قال كان فروة بن عمرو الجذامي عاملا للروم على عمان من أرض البلقاء أو على معان فأسلم وكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامه وبعث به مع رجل من قومه يقال له مسعود بن سعد وبعث إليه ببغلة بيضاء وفرس وحمار وأثواب لين وقباء سندس مخوص بالذهب فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من محمد رسول الله إلى فروة بن عمرو أما بعد فقد قدم علينا رسولك وبلغ ما أرسلت به وخبر عما قبلكم وأتانا بإسلامك وأن الله هداك بهداه إن أصلحت وأطعت الله ورسوله وأقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمر بلالا فأعطى رسوله مسعود بن سعد أثنتي عشرة أوقية ونشأ قال وبلغ ملك الروم إسلام فروة فدعاه فقال له رجع عن دينك نملكك قال لا أفارق دين محمد وانك تعلم أن عيسى قد بشر به ولكنك تضن بملكك فحبسه ثم أخرجه فقتله وصلبه قال أخبرنا علي بن محمد عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن رجل من بني سدوس قال كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بكر بن وائل أما بعد فأسلموا تسلموا قال قتادة فما وجدوا رجلا يقرؤه حتى جاءهم رجل من بني ضبيعة بن ربيعة فقرأه فهم يسمون بني الكاتب وكان الذي أتاهم بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ظبيان بن مرئد السدوسي قال أخبرنا علي بن محمد عن معتمر عن رجل من أصحابه يقال له عطاء عن عبد الله بن يحيى بن سلمان قال أراني بن لسعير بن عداء كتابا من رسول الله صلى الله عليه وسلم من محمد رسول الله إلى السعير بن عداء أني قد أخفرتك الرحيح وجعلت لك فضل بني السبيل قال أخبرنا علي بن محمد عن يزيد بن عياض عن الزهري قال كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحارث ومسروح ونعيم بن عبد كلال من حمير سلم أنتم ما آمنتم بالله ورسوله وأن الله وحده لا شريك له بعث موسى بآياته وخلق عيسى بكلماته قالت اليهود عزير بن الله وقالت النصارى الله ثالث ثلاثة عيسى بن الله قال وبعث بالكتاب مع عياش بن أبي ربيعة المخزومي وقال إذا جئت أرضهم فلا تدخلن ليلا حتى تصبح ثم تطهر فأحسن طهورك وصل ركعتين وسل الله النجاح والقبول واستعذ بالله وخذ كتابي بيمينك وأدفعه بيمينك في أيمانهم فإنهم قابلون واقرأ عليهم لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين فإذا فرغت منها فقل آمن محمد وأنا أول المؤمنين فلن تأتيك حجة إلا دحضت ولا كتاب زخرف إلا ذهب نوره وهم قارئون عليك فإذا رطنوا فقل ترجموا وقل حسبي الله آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير فإذا أسلموا فسلهم قضبهم الثلاثة التي إذا حضروا بها سجدوا وهي من الأثل قضيب ملمع ببياض وصفرة وقضيب ذو عجر كأنه خيزران والأسود البهيم كأنه من ساسم ثم أخرجها فحرقها بسوقهم قال عياش فخرجت أفعل ما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا دخلت إذا الناس قد لبسوا زينتهم قال فمررت لأنظر إليهم حتى انتهيت إلى ستور عظام على أبواب دور ثلاثة فكشفت الستر ودخلت الباب الأوسط فانتهيت إلى قوم في قاعة الدار فقلت أنا رسول رسول الله وفعلت ما أمرني فقبلوا وكان كما قال صلى الله عليه وسلم قالوا بالإسناد الأول وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبد القيس من محمد رسول الله إلى الأكبر بن عبد القيس أنهم آمنون بأمان الله وأمان رسوله على ما أحدثوا في الجاهلية من القحم وعليهم الوفاء بما عاهدوا ولهم أن لا يحبسوا عن طريق الميرة ولا يمنعوا صوب القطر ولا يحرموا حريم الثمار عند بلوغه والعلاء بن الحضرمي أمين رسول الله على برها وبحرها وحاضرها وسراياها وما خرج منها وأهل البحرين خفراؤه من الضيم وأعوانه على الظالم وأنصاره في الملاحم عليهم بذلك عهد الله وميثاقه لا يبدلوا قولا ولا يريدوا فرقة ولهم على جند المسلمين الشركة في الفيء والعدل في الحكم والقصد في السيرة حكم لا تبديل له في الفريقين كليهما والله ورسوله يشهد عليهم قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أقيال حضرموت وعظمائه كتب إلى زرعة وقهد والبسي والبحيري وعبد كلال وربيعة وحجر وقد مدح الشاعر بعض أقيالهم فقال ألا ان خير الناس كلهم قهد وعبد كلال خير سائرهم بعد وقال آخر يمدح زرعة‏:‏
ألا ان خير الناس بعد محمد لزرعة ان كان البحيري أسلما
قالوا وكتب رسول الله صص إلى نفاثة بن فروة الدئلي ملك السماوة قالوا وكتب إلى عذرة في عسيب وبعث به مع رجل من بني عذرة فعدا عليه ورد بن مرداس أحد بني سعد هذيم فكسر العسيب وأسلم واستشهد مع زيد بن حارثة في غزوة وادي القرى أو غزوة القردة قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لمطرف بن الكاهن الباهلي هذا كتاب من محمد رسول الله لمطرف بن الكاهن ولمن سكن بيشة من باهلة أن من أحيا أرضا مواتا بيضاء فيها مناخ الأنعام ومراح فهي له وعليهم في كل ثلاثين من البقر فارض وفي كل أربعين من الغنم عتود وفي كل خمسين من الإبل ثاغية مسنة وليس للمصدق أن يصدقها إلا في مراعيها وهم آمنون بأمان الله قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لنهشل بن مالك الوائلي نه باهلة باسمك اللهم هذا كتاب من محمد رسول الله لنهشل بن مالك ومن معه من بني وائل لمن أسلم وأقام الصلاة وآتى الزكاة وأطاع الله ورسوله وأعطى من المغنم خمس الله وسهم النبي وأشهد على إسلامه وفارق المشركين فإنه آمن بأمان الله وبريء إليه محمد من الظلم كله وأن لهم أن لا يحشروا ولا يعشروا وعاملهم من أنفسهم وكتب عثمان بن عفان قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لثقيف كتابا أن لهم ذمة الله وذمة محمد بن عبد الله على ما كتب لهم وكتب خالد بن سعيد وشهد الحسن والحسين ودفع النبي صلى الله عليه وسلم الكتاب إلى نمير بن خرشة قالوا وسأل وفد ثقيف رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحرم لهم وجا فكتب لهم هذا كتاب من محمد رسول الله إلى المؤمنين ان عضاه وج وصيده لا يعضد فمن وجد يفعل ذلك فإنه يؤخذ فيبلغ النبي وهذا أمر النبي محمد بن عبد الله رسول الله وكتب خالد بن سعيد بأمر النبي محمد بن عبد الله فلا يتعدينه أحد فيظلم نفسه فيما أمر به محمد رسول الله قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعيد بن سفيان الرعلي هذا ما أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد بن سفيان الرعلي أعطاه نخل السوارقية وقصرها لا يحاقه فيها أحد ومن حاقه فلا حق له وحقه حق وكتب خالد بن سعيد قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعتبة بن فرقد هذا ما أعطى النبي صلى الله عليه وسلم عتبة بن فرقد أعطاه موضع دار بمكة يبنيها مما يلي المروة فلا يحاقه فيها أحد ومن حاقه فإنه لا حق له وحقه حق وكتب معاوية قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني جناب من كلب هذا كتاب من محمد النبي رسول الله لبني جناب وأحلافهم ومن ظاهرهم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والتمسك بالإيمان والوفاء بالعهد وعليهم في الهاملة الراعية في كل خمس شاة غير ذات عوار والحمولة المائرة لهم لاغية والسقي الرواء والعذي من الأرض يقيمه الأمين وظيفة لايزاد عليهم شهد سعد بن عبادة وعبد الله بن أنيس ودحية بن خليفة الكلبي قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا كتاب من محمد رسول الله لمهري بن الأبيض على من آمن من مهرة أنهم لا يؤكلون ولا يغار عليهم ولا يعركون وعليهم إقامة شرائع الإسلام فمن بدل فقد حارب الله ومن آمن به فله ذمة الله وذمة رسوله اللقطة مؤداة والسارحة منداة والتفث السيئة والرفث الفسوق وكتب محمد بن مسلمة الأنصاري قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لخثعم هذا كتاب من محمد رسول الله لخثعم من حاضر ببيشة وباديتها أن كل دم أصبتموه في الجاهلية فهو عنكم موضوع ومن أسلم منكم طوعا أو كرها في يده حرث من خبار أو عزاز تسقيه السماء أو يرويه اللثى فزكا عمارة في غير أزمة ولا حطمة فله نشره وأكله وعليهم في كل سيح العشر وفي كل غرب نصف العشر شهد جرير بن عبد الله ومن حضر قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لوفد ثمالة والحدان هذا كتاب من محمد رسول الله لبادية الأسياف ونازلة الأجواف مما حازت صحار ليس عليهم في النخل خراص ولا مكيال مطبق حتى يوضع في الفداء وعليهم في كل عشرة أوساق وسق وكاتب الصحيفة ثابت بن قيس بن شماس شهد سعد بن عبادة ومحمد بن مسلمة قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لبارق من الأزد هذا كتاب من محمد رسول الله لبارق أن لا تجد ثمارهم وأن لا ترعى بلادهم في مربع ولا مصيف إلا بمسألة من بارق ومن مر بهم من المسلمين في عرك أو جدب فله ضيافة ثلاثة أيام فإذا أينعت ثمارهم فلابن السبيل اللقاط يوسع بطنه من غير أن يقتثم شهد أبو عبيدة بن الجراح وحذيفة بن اليمان وكتب أبي بن كعب الجدب أن لا يكون مرعى والعرك أن تخلي إبلك في الحمض خاصة فتأكل منه حاجتها ويقتثم يحمل معه قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لوائل بن حجر لما أراد الشخوص إلى بلاده قال يا رسول الله أكتب لي إلى قومي كتابا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكتب له يا معاوية إلى الأقيال العباهلة ليقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة والصدقة على التيعة السائمة لصاحبها التيمة لا خلاط ولا وراط ولا شغار ولا جلب ولا جنب ولا شناق وعليهم العون لسرايا المسلمين وعلى كل عشرة ما تحمل العراب من أجبأ فقد أربى وقال وائل يا رسول الله أكتب لي بأرضي التي كانت في الجاهلية وشهد له أقيال حمير وأقيال حضرموت فكتب له هذا كتاب من محمد النبي لوائل بن حجر قيل حضرموت وذلك أنك أسلمت وجعلت لك ما في يديك من الأرضين والحصون وأنه يؤخذ منك من كل عشرة واحد ينظر في ذلك ذوا عدل وجعلت لك أن لا تظلم فيها ما قام الدين والنبي والمؤمنون عليه أنصار قالوا وكان الأشعث وغيره من كندة نازعوا وائل بن حجر في واد حضرموت فادعوه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب به رسول الله صلى الله عليه وسلم لوائل بن حجر قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل نجران هذا كتاب من محمد النبي رسول الله لأهل نجران أنه كان له عليهم حكمه في كل ثمرة صفراء أو بيضاء أو سوداء أو رقيق فأفضل عليهم وترك ذلك كله على ألفي حلة حلل الأواقي في كل رجب ألف حلة وفي كل صفر ألف حلة كل حلة أوقية فما زادت حلل الخراج أو نقصت على الأواقي فبالحساب وما قبضوا من دروع أو خيل أو ركاب أو عرض أخذ منهم فبالحساب وعلى نجران مثواة رسلي عشرين يوما فدون ذلك ولا تحبس رسلي فوق شهر وعليهم عارية ثلاثين درعا وثلاثين فرسا وثلاثين بعيرا إذا كان باليمن كيد وما هلك مما أعاروا رسلي من دروع أو خيل أو ركاب فهو ضمان على رسلي حتى يؤدوه إليهم ولنجران وحاشيتهم جوار الله وذمة محمد النبي رسول الله على أنفسهم وملتهم وأرضهم وأموالهم وغائبهم وشاهدهم وبيعهم وصلواتهم لا يغيروا أسقفا عن أسقفيته ولا راهبا عن رهبانيته ولا واقفا عن وقفانيته وكل ما تحت أيديهم من قليل أو كثير وليس ربا ولا دم جاهلية ومن سأل منهم حقا فبينهم النصف غير ظالمين ولا مظلومين لنجران ومن أكل ربا من ذي قبل فذمتي منه بريئة ولا يؤاخذ أحد منهم بظلم آخر وعلى ما في هذه الصحيفة جوار الله وذمة النبي أبدا حتى يأتي الله بأمره إن نصحوا وأصلحوا فيما عليهم غير مثقلين بظلم شهد أبو سفيان بن حرب وغيلان بن عمرو ومالك بن عوف النصري والأقرع بن حابس والمستورد بن عمرو أخو بلي والمغيرة بن شعبة وعامر مولى أبي بكر قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال حدثني شيخ من أهل دومة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب لأكيدر هذا الكتاب جاءني بالكتاب فقرأته وأخذت منه نسخته بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد رسول الله لأكيدر حين أجاب إلى الإسلام وخلع الأنداد والأصنام مع خالد بن الوليد سيف الله في دومة الجندل وأكنافها أن له الضاحية من الضحل والبور والمعامي وأغفال الأرض والحلقة والسلاح والحافر والحصن ولكم الضامنة من النخل والمعين من المعمور وبعد الخمس لا تعدل سارحتكم ولا تعد فاردتككم ولا يحظر عليكم النبات ولا يؤخذ منكم إلا عشر الثبات تقيمون الصلاة لوقتها وتؤتون الزكاة بحقها عليكم بذاك العهد والميثاق ولكم بذلك الصدق والوفاء شهد الله ومن حضر من المسلمين قال محمد بن عمر الضحل الماء القليل والمعامي الأعلام من الأرض ما لا حد له والضامنة ما حمل من النخل وقوله لا تعدل سارحتكم يقول لا تنحى عن الرعي والفاردة ما لاتجب فيه الصدقة والأغفال ما لا يقال على حده من الأرض والمعين الماء الجاري والثبات النخل القديم الذي قد ضرب عروقه في الأرض وثبت قال وكانت دومة وأيلة وتيماء قد خافوا النبي لما رأوا العرب قد أسلمت قال وقدم يحنة بن روبة على النبي صلى الله عليه وسلم وكان ملك أيلة وأشفق أن يبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما بعث إلى أكيدر وأقبل ومعه أهل الشام وأهل اليمن وأهل البحر ومن جربا وأذرح فأتوه فصالحهم وقطع عليهم جزية معلومة وكتب لهم كتابا بسم الله الرحمن الرحيم هذا أمنة من الله ومحمد النبي رسول الله ليحنة بن روبة وأهل أيلة لسفنهم وسيارتهم في البر والبحر لهم ذمة الله وذمة محمد رسول الله ولمن كان معهم من أهل الشام وأهل اليمن وأهل البحر ومن أحدث حدثا فإنه لا يحول ماله دون نفسه وأنه طيبة لمن أخذه من الناس وأنه لا يحل أن يمنعوا ماء يردونه ولا طريقا يريدونه من بر وبحر هذا كتاب جهيم بن الصلت وشرحبيل بن حسنة بإذن رسول الله أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني يعقوب بن محمد الظفري عن عاصم بن عمر بن قتادة عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه قال رأيت على يحنة بن روبة يوم أتى النبي صلى الله عليه وسلم صليبا من ذهب وهو معقود الناصية فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم كفر وأومأ برأسه فأومأ إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ارفع رأسك وصالحه يومئذ وكساه رسول الله صلى الله عليه وسلم برد يمنة وأمر بإنزاله عند بلال قال ورأيت أكيدر حين قدم به خالد وعليه صليب من ذهب وعليه الديباج ظاهرا قال ثم رجع الحديث إلى الأول قال محمد بن عمر ونسخت كتاب أهل أذرح فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد النبي لأهل أذرح أنهم آمنون بأمان الله ومحمد وأن عليهم مائة دينار في كل رجب وافية طيبة والله كفيل عليهم بالنصح والإحسان للمسلمين ومن لجأ إليهم من المسلمين من المخافة والتعزيز إذا خشوا على المسلمين وهم آمنون حتى يحدث إليهم محمد قبل خروجه يعني إذا أراد الخروج قال ووضع رسول الله صلى الله عليه وسلم الجزية على أهل أيلة ثلاثمائة دينار كل سنة وكانوا ثلاثمائة رجل قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل جربا وأذرح هذا كتاب من محمد النبي لأهل جربا وأذرح أنهم آمنون بأمان الله وأمان محمد وأن عليهم مائة دينار في كل رجب وافية طيبة والله كفيل عليهم قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل مقنا أنهم آمنون بأمان الله وأمان محمد وأن عليهم ربع غزولهم وربع ثمارهم قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا بن أبي ذئب قال أخبرنا صالح مولى التؤمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صالح أهل مقنا على أخذ ربع ثمارهم وربع غزولهم قال محمد بن عمر وأهل مقنا يهود على ساحل البحر وأهل جربا وأذرح يهود أيضا وقوله طيبة يعني من الخلاص أي ذهب خالص وقوله خروجه يعني إذا أراد الخروج ‏.‏

كتاب: الطبقات الكبرى


كتاب: الطبقات الكبرى *نداء الايمان*
صفحة البداية الفهرس << السابق 7 من 110 التالى >>
ذكر خروج رسول الله وأبي بكر إلى المدينة للهجرة
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قال وحدثني بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين بن أبي غطفان عن بن عباس قال وحدثني قدامة بن موسى عن عائشة بنت قدامة قال وحدثني عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي قال وحدثني معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن مالك بن جعشم عن سراقة بن جعشم دخل حديث بعضهم في حديث بعض قالوا لما رأى المشركون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حملوا الذراري والأطفال الى الأوس والخزرج عرفوا أنها دار منعة وقوم أهل حلقة وبأس فخافوا خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجتمعوا في دار الندوة ولم يتخلف أحد من أهل الرأي والحجى منهم ليتشاوروا في أمره وحضرهم إبليس في صورة شيخ كبير من أهل نجد مشتمل الصماء في بت فتذاكروا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار كل رجل منهم برأي كل ذلك يرده إبليس عليهم ولا يرضاه لهم إلى أن قال أبو جهل أرى أن نأخذ من كل قبيلة من قريش غلاما نهدا جليدا ثم نعطيه سيفا صارما فيضربونه ضربة رجل واحد فيتفرق دمه في القبائل فلا يدري بنو عبد مناف بعد ذلك ما تصنع قال فقال النجدي لله در الفتى هذا والله الرأي وإلا فلا فتفرقوا على ذلك وأجمعوا عليه وأتى جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره الخبر وأمره أن لا ينام في مضجعه تلك الليلة وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر فقال إن الله عز وجل قد أذن لي في الخروج فقال أبو بكر الصحابة يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم قال أبو بكر فخذ بأبي أنت وأمي إحدى راحلتي هاتين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بالثمن وكان أبو بكر اشتراهما بثمانمائة درهم من نعم بني قشير فأخذ إحداهما وهي القصواء وأمر عليا أن يبيت في مضجعه تلك الليلة فبات فيه علي وتغشى بردا أحمر حضرميا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام فيه واجتمع أولئك النفر من قريش يتطلعون من صير الباب ويرصدونه يريدون ثيابه ويأتمرون أيهم يحمل على المضطجع صاحب الفراش فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم وهم جلوس على الباب فأخذ حفنة من البطحاء فجعل يذرها على رؤوسهم ويتلو ‏{‏يس والقرآن الحكيم‏}‏ حتى بلغ ‏{‏سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمون‏}‏ ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قائل لهم ما تنتظرون قالوا محمدا قال خبتم وخسرتم قد والله مر بكم وذر على رؤوسكم التراب قالوا والله ما أبصرناه وقاموا ينفضون التراب عن رؤوسهم وهم أبو جهل والحكم بن أبي العاص وعقبة بن أبي معيط والنضر بن الحارث وأمية بن خلف وابن الغيطلة وزمعة بن الأسود وطعيمة بن عدي وأبو لهب وأبي بن خلف ونبيه ومنبه ابنا الحجاج فلما أصبحوا قام علي عن الفراش فسألوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا علم لي به وصار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منزل أبي بكر فكان فيه إلى الليل ثم خرج هو وأبو بكر فمضيا إلى غار ثور فدخلاه وضربت العنكبوت على بابه بعشاش بعضها على بعض وطلبت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد الطلب حتى انتهوا إلى باب الغار فقال بعضهم إن عليه العنكبوت قبل ميلاد محمد فانصرفوا أخبرنا مسلم بن إبراهيم أخبرنا عون بن عمرو القيسي أخو رياح القيسي أخبرنا أبو مصعب المكي قال أدركت زيد بن أرقم وأنس بن مالك والمغيرة بن شعبة فسمعتهم يتحدثون أن النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الغار أمر الله شجرة فنبتت في وجه النبي صلى الله عليه وسلم فسترته وأمر الله العنكبوت فنسجت على وجهه فسترته وأمر الله حمامتين وحشيتين فوقعتا بفم الغار وأقبل فتيان قريش من كل بطن رجل بأسيافهم وعصيهم وهراواتهم حتى إذا كانوا من النبي صلى الله عليه وسلم قدر أربعين ذراعا نظر أولهم فرأى الحمامتين وحشيتين بفم الغار فعرفت أن ليس فيه أحد قال فسمع النبي صلى الله عليه وسلم قوله فعرف أن الله قد درأ عنه بهما فسمت النبي صلى الله عليه وسلم عليهن وفرض جزاءهن وانحدرن في حرم الله رجع الحديث إلى الأول قالوا وكانت لأبي بكر منيحة غنم يرعاها عامر بن فهيرة وكان يأتيهم بها ليلا فيحتلبون فإذا كان سحر سرح مع الناس قالت عائشة وجهزناهما أحب الجهاز وصنعنا لهما سفرة في جراب فقطعت أسماء بنت أبي بكر قطعة من نطاقها فأوكت به الجراب وقطعت أخرى فصيرته عصاما لفم القربة فبذلك سميت ذات النطاقين ومكث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في الغار ثلاث ليال يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر واستأجر أبو بكر رجلا من بني الديل هاديا خريتا يقال له عبد الله بن أريقط وهو على دين الكفر ولكنهما أمناه فارتحلا ومعهما عامر بن فهيرة فأخذ بهم بن أريقط يرتجز فما شعرت قريش أين وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعوا صوتا من جني من أسفل مكة ولا يرى شخصه هما نزلا بالبر وارتحلا به فقد فاز من أمسى رفيق محمد أخبرنا الحارث قال حدثني غير واحد من أصحابنا منهم محمد بن المثنى البزاز وغيره قالوا أخبرنا محمد بن بشر بن محمد الواسطي ويكنى أبا أحمد السكري أخبرنا عبد الملك بن وهب المذحجي عن الحر بن الصياح عن أبي معبد الخزاعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر من مكة إلى المدينة هو وأبو بكر وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر ودليلهم عبد الله بن أريقط الليثي فمروا بخيمتي أم معبد الخزاعية وكانت امرأة جلدة برزة تحتبي وتقعد بفناء الخيمة ثم تسقي وتطعم فسألوها تمرا أو لحما يشترون فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك وإذا القوم مرملون مسنتون فقالت والله لو كان عندنا شيء ما أعوزكم القرى فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة في كسر الخيمة فقال ما هذه الشاة يا أم معبد قالت هذه شاة خلفها الجهد عن الغنم فقال هل بها من لبن قالت هي أجهد من ذلك قال أتأذنين لي أن أحلبها قالت نعم بأبي أنت وأمي إن رأيت بها حلبا فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشاة فمسح ضرعها وذكر اسم الله وقال اللهم بارك لها في شاتها قال فتفاجت ودرت واجترت فدعا بإناء لها يربض الرهط فحلب فيه ثجا حتى علبه الثمال فسقاها فشربت حتى رويت وسقى أصحابه حتى رووا وشرب صلى الله عليه وسلم آخرهم وقالساقي القوم آخرهم فشربوا جميعا عللا بعد نهل حتى أراضوا ثم حلب فيه ثانيا عودا على بدء فغادره عندها ثم ارتحلوا عنها فقلما لبثت أن جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزا حيلا عجافا هزلى ما تساوق مخهن قليل لا نقي بهن فلما رأى اللبن عجب وقال من أين لكم هذا والشاة عازبة ولا حلوبة في البيت قالت لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك كان من حديثه كيت وكيت قال والله إني لأراه صاحب قريش الذي يطلب صفيه لي يا أم معبد قالت رأيت رجلا ظاهر الوضاءة متبلج الوجه حسن الخلق لم تعبه ثجلة ولم تزر به صعلة وسيم قسيم في عينيه دعج وفي أشفاره وطف وفي صوته صحل أحور أكحل أزج أقرن شديد سواد الشعر في عنقه سطع وفي لحيته كثافة إذا صمت فعليه الوقار وإذا تكلم سما وعلاه البهاء وكأن منطقه خرزات نظم يتحدرن حلو المنطق فصل لا نزر ولا هذر أجهر الناس وأجمله من بعيد وأحلاه وأحسنه من قريب ربعة لا تشنوؤه من طول ولا تقتحمه عين من قصر غصن بين غصنين فهو أنضر الثلاثة منظرا وأحسنهم قدرا له رفقاء يحفون به إذا قال استمعوا لقوله وإذا أمر تبادروا إلى أمره محفود محشود لا عابث ولا مفند قال هذا والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر ولو كنت وافقته يا أم معبد لألتمست أن أصحبه ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا وأصبح صوت بمكة عاليا بين السماء والأرض يسمعونه ولا يرون من يقول وهو يقول‏:‏
هما نزلا بالبر وارتحلا به ** فأفلح من أمسى رفيق محمد
فيال قصي ما زوى الله عنكم ** به من فعال لا يجازي وسودد
سلوا أختكم عن شاتها وإنائها ** فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد
دعاها بشاة حائل فتحلبت ** له بصريح ضرة الشاة مزبد
فغادره رهنا لديها لحالب ** تدر بها في مصدر ثم مورد
وأصبح القوم قد فقدوا نبيهم وأخذوا على خيمتي أم معبد حتى لحقوا النبي صلى الله عليه وسلم قال فأجابه حسان بن ثابت فقال‏:‏
لقد خاب قوم غاب عنهم نبيهم ** وقدس من يسري إليهم ويغتدي
ترحل عن قوم فزالت عقولهم ** وحل على قوم بنور مجدد
وهل يستوي ضلال قوم تسلعوا ** عمى وهداة يهتدون بمهتد
نبي يرى ما لا يرى الناس حوله ** ويتلو كتاب الله في كل مشهد
فإن قال في يوم مقالة غائب ** فتصديقها في ضحوة اليوم أو غد
لتهن أبا بكر سعادة جده ** بصحبته من يسعد الله يسعد
قال عبد الملك فبلغنا أن أم معبد هاجرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأسلمت وكان خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغار ليلة الإثنين لأربع ليال خلون من شهر ربيع الأول فقال يوم الثلاثاء بقديد فلما راحوا منها عرض لهم سراقة بن مالك بن جعشم وهو على فرس له فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسخت قوائم فرسه فقال يا محمد أدع الله أن يطلق فرسي وأرجع عنك وأرد من ورائي ففعل فأطلق ورجع فوجد الناس يلتمسون رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ارجعوا فقد استبرأت لكم ما ههنا وقد عرفتم بصري بالأثر فرجعوا عنه أخبرنا عثمان بن عمر عن بن عون عن عمير بن إسحاق قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر فعرض لهما سراقة بن جعشم فساخت فرسه فقال يا هذان أدعوا لي الله ولكما ألا أعود فدعوا الله فعاد فساخت فقال أدعوا لي الله ولكما ألا أعود قال وعرض عليهما الزاد والحملان فقالا اكفنا نفسك فقال قد كفيتكماها ثم رجع الحديث إلى الأول قال وسلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخرار ثم جاز ثنية المرة ثم سلك لقفا ثم أجاز مدلجة لقف ثم استبطن مدلجة مجاج ثم سلك مرجح مجاج ثم بطن مرجح ثم بطن ذات كشد ثم على الحدائد ثم على الأذاخر ثم بطن ريغ فصلى به المغرب ثم ذا سلم ثم أعدا مدلجة ثم العثانية ثم جاز بطن القاحة ثم هبط العرج ثم سلك في الجدوات ثم في الغابر عن يمين ركوبة ثم هبط بطن العقيق حتى انتهى إلى الجثجاثة فقال من يدلنا على الطريق إلى بني عمرو بن عوف فلا يقرب المدينة فسلك على طريق الظبي حتى خرج على العصبة وكان المهاجرون قد استبطأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في القدوم عليهم فكانوا يغدون مع الأنصار إلى ظهر حرة العصبة فيتحينون قدومه في أول النهار فإذا أحرقتهم الشمس رجعوا إلى منازلهم فلما كان اليوم الذي قدم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوم الإثنين لليلتين خلتا من شهر ربيع الأول ويقال لإثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول جلسوا كما كانوا يجلسون فلما أحرقتهم الشمس رجعوا إلى بيوتهم فإذا رجل من اليهود يصيح على أطم بأعلى صوته يا بني قيلة هذا صاحبكم قد جاء فخرجوا فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الثلاثة فسمعت الرجة في بني عمرو بن عوف والتكبير وتلبس المسلمون السلاح فلما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قباء جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وقام أبو بكر يذكر الناس وجاء المسلمون يسلمون على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على كلثوم بن الهدم وهو الثبت عندنا ولكنه كان يتحدث مع أصحابه في منزل سعد بن خيثمة وكان يسمى منزل العزاب فلذلك قيل نزل على سعد بن خيثمة أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن أبا بكر الصديق كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم بين مكة والمدينة وكان أبو بكر يختلف إلى الشام فكان يعرف وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف فكانوا يقولون يا أبا بكر من هذا الغلام بين يديك فقال هذا يهديني السبيل فلما دنوا من المدينة نزلا الحرة وبعث إلى الأنصار فجاؤوا فقالوا قوما آمنين مطمئنين قال فشهدته يوم دخل المدينة علينا فما رأيت يوما قط كان أحسن ولا أضوأ من يوم دخل المدينة علينا وشهدته يوم مات فما رأيت قط يوما كان أقبح ولا أظلم من يوم مات أخبرنا هاشم بن القاسم الكناني أخبرنا أبو معشر عن أبي وهب مولى أبي هريرة قال ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم وراء أبي بكر ناقته قال فكلما لقيه إنسان قال من أنت قال باغ أبغي فقال من هذا وراءك قال هاد يهديني أخبرنا مسلم بن إبراهيم أخبرنا جعفر بن سليمان أخبرنا ثابت البناني عن أنس بن مالك قال لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء منها كل شيء أخبرنا وهب بن جرير بن حازم قال أخبرنا شعبة عن أبي إسحاق عن البراء قال جاء النبي صلى الله عليه وسلم يعني إلى المدينة في الهجرة فما رأيت أشد فرحا منهم بشيء من النبي صلى الله عليه وسلم حتى سمعت النساء والصبيان والإماء يقولون هذا رسول الله قد جاء قد جاء أخبرنا يحيى بن عباد وعفان بن مسلم قالا أخبرنا شعبة قال أنبأنا أبو إسحاق قال سمعت البراء يقول أول من قدم علينا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير وابن أم مكتوم فجعلا يقرئان الناس القرآن قال ثم جاء عمار وبلال وسعد قال ثم جاء عمر بن الخطاب في عشرين قال ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فما رأيت الناس فرحوا بشيء قط فرحهم به حتى رأيت الولائد والصبيان يقولون هذا رسول الله قد جاء فما قدم حتى قرأت سبح اسم ربك الأعلى وسورا من المفصل أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي قال أخبرنا عوف بن زرارة بن أوفى قال قال عبد الله بن سلام لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس إليه وقيل قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فجئت في الناس لأنظر إليه قال فلما رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وجهه ليس بوجه كذاب قال فكان أول شيء سمعته يتكلم به أن قال يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا والناس نيام وادخلوا الجنة بسلام أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا عبد الوارث أخبرنا أبو التياح عن أنس بن مالك قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل في علو المدينة في حي يقال لهم بنو عمرو بن عوف فأقام أربع عشرة ليلة ثم أرسل إلى ملإ من بني النجار فجاؤوه متقلدين سيوفهم قال أنس فكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر ردفه وملأ بني النجار حوله حتى ألقي بفناء أبي أيوب أخبرنا أبو معمر المنقري أخبرنا عبد الوارث أخبرنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك قال أقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وهو مردف أبا بكر قال وأبو بكر شيخ يعرف ونبي الله صلى الله عليه وسلم شاب لا يعرف قال فيلقى الرجل أبا بكر فيقول يا أبا بكر من هذا الرجل الذي بين يديك فيقول هذا الرجل يهديني السبيل قال فيحسب الحاسب أنما يهديه الطريق وإنما يعني سبيل الخير قال والتفت أبو بكر فإذا هو بفارس قد لحقهم فقال يا نبي الله هذا فارس قد لحق بنا قال فالتفت نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال اللهم اصرعه فصرعته فرسه ثم قامت تحمحم قال فقال يا نبي الله مرني بما شئت قال فقال قف مكانك فلا تتركن أحدا يلحق بنا قال فكان أول النهار جاهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان آخر النهار مسلحة له قال فنزل نبي الله صلى الله عليه وسلم جانب الحرة وبعث إلى الأنصار فجاؤوا نبي الله صلى الله عليه وسلم فسلموا عليهما وقالوا اركبا آمنين مطاعين قال فركب نبي الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وحفوا حولهما بالسلاح قال فقيل في المدينة جاء نبي الله جاء نبي الله فاستشرفوا نبي الله ينظرون ويقولون جاء نبي الله صلى الله عليه وسلم قال فأقبل يسير حتى نزل إلى جنب دار أبي أيوب قال فإنه ليحدث أهله إذ سمع به عبد الله بن سلام وهو في نخل لأهله يخترف لهم فعجل أن يضع التي يخترف فيها فجاء وهي معه فسمع من نبي الله صلى الله عليه وسلم ثم رجع إلى أهله فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم أي بيوت أهلنا أقرب قال فقال أبو أيوب يا نبي الله هذه داري وهذا بابي قال فقال اذهب فهييء لنا مقيلا قال فذهب فهيأ لهما مقيلا ثم جاء فقال يا نبي الله قد هيأت لكما مقيلا قوما على بركة الله فقيلا قال ثم رجع الحديث إلى الأول قالوا أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ببني عمرو بن عوف يوم الإثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس وخرج يوم الجمعة فجمع في بني سالم ويقال أقام ببني عمرو بن عوف أربع عشرة ليلة فلما كان يوم الجمعة ارتفاع النهار دعا راحلته وحشد المسلمون وتلبسوا بالسلاح وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم ناقته القصواء والناس معه عن يمينه وشماله فاعترضته الأنصار لا يمر بدار من دورهم إلا قالوا هلم يا نبي الله إلى القوة والمنعة والثروة فيقول لهم خيرا ويدعو لهم ويقول إنها مأمورة فخلوا سبيلها فلما أتى مسجد بني سالم جمع بمن كان معه من المسلمين وهم مائة أخبرنا يحيى بن محمد الجاري قال حدثني مجمع بن يعقوب أنه سمع شرحبيل بن سعد يقول لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينتقل من قباء اعترضت له بنو سالم فقالوا يا رسول الله وأخذوا بخطام راحلته هلم إلى العدد والعدة والسلاح والمنعة فقال خلوا سبيلها فإنها مأمورة ثم اعترضت له بنو الحارث بن الخزرج فقالوا له مثل ذلك فقال لهم مثل ذلك ثم اعترضت له بنو عدي فقالوا له مثل ذلك فقال لهم مثل ذلك حتى بركت حيث أمرها الله قال ثم رجع الحديث إلى الأول قال ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم ناقته وأخذ عن يمين الطريق حتى جاء بلحبلى ثم مضى حتى انتهى إلى المسجد فبركت عند مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل الناس يكلمون رسول الله صلى الله عليه وسلم في النزول عليهم وجاء أبو أيوب خالد بن زيد بن كليب فحط رحله فأدخله منزله فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المرء مع رحله وجاء أسعد بن زرارة فأخذ بزمام راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت عنده وهذا الثبت قال زيد بن ثابت فأول هدية دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في منزل أبي أيوب هدية دخلت بها إناء قصعة مثرودة فيها خبز وسمن ولبن فقلت أرسلت بهذه القصعة أمي فقال بارك الله فيك ودعا أصحابه فأكلوا فلم أرم الباب حتى جاءت قصعة سعد بن عبادة ثريد وعراق وما كان من ليلة إلا وعلى باب رسول الله صلى الله عليه وسلم الثلاثة والأربعة يحملون الطعام يتناوبون ذلك حتى تحول رسول الله صلى الله عليه وسلم من منزل أبي أيوب وكان مقامه فيه سبعة أشهر وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم من منزل أبي أيوب زيد بن حارثة وأبا رافع وأعطاهما بعيرين وخمسمائة درهم إلى مكة فقدما عليه بفاطمة وأم كلثوم ابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسودة بنت زمعة زوجته وأسامة بن زيد وكانت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قد هاجر بها زوجها عثمان بن عفان قبل ذلك وحبس أبو العاص بن الربيع امرأته زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمل زيد بن حارثة امرأته أم أيمن مع ابنها أسامة بن زيد وخرج عبد الله ‏.‏
ذكر مؤاخاة رسول الله بين المهاجرين والأنصار
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري قال وحدثنا موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه قال وحدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن إبراهيم بن يحيى بن زيد بن ثابت قال وحدثنا موسى بن ضمرة بن سعيد عن أبيه قالوا لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة آخى بين المهاجرين بعضهم لبعض وآخى بين المهاجرين والأنصار آخى بينهم على الحق والمؤاساة ويتوارثون بعد الممات دون ذوي الأرحام وكانوا تسعين رجلا خمسة وأربعون من المهاجرين وخمسة وأربعون من الأنصار ويقال كانوا مائة خمسون من المهاجرين وخمسون من الأنصار وكان ذلك قبل بدر فلما كانت وقعة بدر وأنزل الله تعالى وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله إن الله بكل شيء عليم فنسخت هذه الآية ما كان قبلها وأنقطعت المؤاخاة في الميراث ورجع كل إنسان إلى نسبه وورثه ذوو رحمه أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا حماد بن سلمة عن عاصم الأحول عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حالف بين المهاجرين والأنصار في دار أنس ‏.‏
ذكر بناء رسول الله المسجد بالمدينة
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معمر بن راشد عن الزهري قال بركت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موضع مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يومئذ يصلي فيه رجال من المسلمين وكان مربدا لسهل وسهيل غلامين يتيمين من الأنصار وكانا في حجر أبي أمامة أسعد بن زرارة فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغلامين فساومهما بالمربد ليتخذه مسجدا فقالا بل نهبه لك يا رسول الله فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ابتاعه منهما قال محمد بن عمر وقال غير معمر عن الزهري فابتاعه منهما بعشرة دنانير قال وقال معمر عن الزهري وأمر أبا بكر أن يعطيهما ذلك وكان جدارا مجدرا ليس عليه سقف وقبلته إلى بيت المقدس وكان أسعد بن زرارة بناه فكان يصلي بأصحابه فيه ويجمع بهم فيه الجمعة قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنخل الذي في الحديقة والغرقد الذي فيه أن يقطع وأمر باللبن فضرب وكان في المربد قبور جاهلية فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فنبشت وأمر بالعظام أن تغيب وكان في المربد ماء مستنجل فسيروه حتى ذهب وأسسوا المسجد فجعلوا طوله مما يلي القبلة إلى مؤخره مائة ذراع وفي هذين الجانبين مثل ذلك فهو مربع ويقال كان أقل من المائة وجعلوا الأساس قريبا من ثلاثة أذرع على الأرض بالحجارة ثم بنوه باللبن وبنى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وجعل ينقل معهم اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجره وجعل يقول هذا الحمال لا حمال خيبر هذا أبر ربنا وأطهر وجعل قبلته إلى بيت المقدس وجعل له ثلاثة أبواب بابا في مؤخره وبابا يقال له باب الرحمة وهو الباب الذي يدعى باب عاتكة والباب الثالث الذي يدخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الباب الذي يلي آل عثمان وجعل طول الجدار بسطة وعمده الجذوع وسقفه جريدا فقيل له ألا تسقفه فقال عريش كعريش موسى خشيبات وثمام الشأن أعجل من ذلك وبنى بيوتا إلى جنبه باللبن وسقفها بجذوع النخل والجريد فلما فرغ من البناء بنى بعائشة في البيت الذي بابه شارع إلى المسجد وجعل سودة بنت زمعة في البيت الآخر الذي يليه إلى الباب الذي يلي آل عثمان أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا عبد الوارث بن سعيد أخبرنا أبو التياح عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي حيث أدركته الصلاة ويصلي في مرابض الغنم ثم انه أمر بالمسجد فأرسل إلى ملا من بني النجار فجاؤوه فقال ثامنوني بحائطكم هذا قالوا لا والله لا نطلب ثمنه إلا إلى الله قال أنس فكانت فيه قبور المشركين وكان فيه نخل وكانت فيه خرب فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنخل فقطع وبقبور المشركين فنبشت وبالخرب فسويت قال فصفوا النخل قبلة وجعلوا عضادتيه حجارة وكانوا يرتجزون ورسول الله صلى الله عليه وسلم معهم وهو يقول اللهم لا خير إلا خير الآخرة فانصر الأنصار والمهاجرة قال أبو التياح فحدثني بن أبي الهذيل أن عمارا كان رجلا ضابطا وكان يحمل حجرين حجرين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويها بن سمية تقتلك الفئة الباغية أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثني معتمر بن سليمان التيمي قال سمعت معمر بن راشد يحدث عن الزهري قال قال نبي الله صلى الله عليه وسلم وهم يبنون المسجد هذا الحمال لا حمال خيبر هذا أبر ربنا وأطهر قال فكان الزهري يقول أنه لم يقل شيئا من الشعر إلا قد قيل قبله أو نوى ذاك إلا هذا ‏.‏
ذكر صرف القبلة عن بيت المقدس إلى الكعبة
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة عن بن عباس قال وأخبرنا عبد الله بن جعفر الزهري عن عثمان بن محمد الأخنسي وعن غيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا وكان يحب أن يصرف إلى الكعبة فقال يا جبريل وددت أن الله صرف وجهي عن قبلة يهود فقال جبريل إنما أنا عبد فادع ربك وسله وجعل إذا صلى إلى بيت المقدس يرفع رأسه إلى السماء فنزلت عليه قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فوجه إلى الكعبة إلى الميزاب ويقال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين من الظهر في مسجده بالمسلمين ثم أمر أن يوجه إلى المسجد الحرام فاستدار إليه ودار معه المسلمون ويقال بل زار رسول الله صلى الله عليه وسلم أم بشر بن البراء بن معرور في بني سلمة فصنعت له طعاما وحانت الظهر فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه ركعتين ثم أمر أن يوجه إلى الكعبة فاستدار إلى الكعبة واستقبل الميزاب فسمي المسجد مسجد القبلتين وذلك يوم الإثنين للنصف من رجب على رأس سبعة عشر شهرا وفرض صوم شهر رمضان في شعبان على رأس ثمانية عشر شهرا قال محمد بن عمر وهذا الثبت عندنا أخبرنا يزيد بن هارون عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى إلى بيت المقدس بعد أن قدم المدينة ستة عشر شهرا ثم حول إلى الكعبة قبل بدر بشهرين أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا زهير عن أبي إسحاق عن البراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى قبل بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت وأنه صلاها أو صلى صلاة العصر وصلى معه قوم فخرج رجل ممن كان صلى معه فمر على أهل مسجد وهم راكعون فقال أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مكة فداروا كما هم قبل البيت أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا حماد بن سلمة قال أخبرنا ثابت عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي نحو بيت المقدس فنزلت قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام فمر رجل من بني سلمة يقوم وهم ركوع في صلاة الفجر وقد صلوا ركعة فنادى ألا إن القبلة قد حولت إلى الكعبة فمالوا إلى الكعبة أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس المدني أخبرنا كثير بن عبد الله المزني عن أبيه عن جده أنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة فصلى نحو بيت المقدس سبعة عشر شهرا أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا قيس بن الربيع أخبرنا زياد بن علاقة عن عمارة بن أوس الأنصاري قال صلينا إحدى صلاتي العشي فقام رجل على باب المسجد ونحن في الصلاة فنادى ان الصلاة قد وجهت إلى الكعبة فتحول أو انحرف امامنا نحو الكعبة والنساء والصبيان أخبرنا يحيى بن حماد أخبرنا أبو عوانة عن سليمان الأعمش عن مجاهد عن بن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة يصلي نحو بيت المقدس والكعبة بين يديه وبعدما هاجر إلى المدينة شتة عشر شهرا ثم وجه إلى الكعبة أخبرنا هاشم بن القاسم أخبرنا أبو معشر عن محمد بن كعب القرظي قال ما خالف نبي نبيا قط في قبلة ولا في سنة إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استقبل بيت المقدس من حيث قدم المدينة ستة عشرا شهرا ثم قرأ شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا أخبرنا الحسن بن موسى أخبرنا زهير أخبرنا أبو إسحاق عن البراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أول ما قدم المدينة نزل على أجداده أو قال على أخواله من الأنصار وأنه صلى قبل بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت وأنه صلى أول صلاة صلاها العصر وصلاها معه قوم فخرج رجل ممن صلى معه فمر على أهل مسجد وهم راكعون فقال أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مكة فداروا كما هم قبل البيت وكان يعجبه أن يحول قبل البيت وكانت اليهود قد أعجبهم إذ كان يصلي قبل بيت المقدس وأهل الكتاب فلما ولى وجهه قبل البيت أنكروا ذلك أخبرنا الحسن بن موسى أخبرنا زهير أخبرنا أبو إسحاق عن البراء في حديثه هذا أنه مات على القبلة قبل أن تحول قبل البيت رجال وقتلوا فلم ندر ما يقول فيهم فأنزل الله ‏"‏ وما كان الله ليضيع ايمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم ‏"‏ ‏.‏
ذكر المسجد الذي أسس على التقوى
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا ربيعة بن عثمان عن عمران بن أبي أنس عن سهل بن سعد وحدثنا عبد العزيز بن محمد وسليمان بن بلال عن إسحاق بن المستورد عن محمد بن عمر بن جارية عن أبي غزية وحدثنا عبد الله بن محمد عن أبيه عن جده عن أبي سعيد الخدري قالوا لما صرفت القبلة إلى الكعبة أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجد قباء فقدم جدار المسجد إلى موضعه اليوم وأسسه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل يؤم بي البيت ونقل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الحجارة لبنائه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيه كل سبت ماشيا وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من توضأ فأسبغ الوضوء ثم جاء مسجد قباء فصلى فيه كان له أجر عمرة وكان عمر يأتيه يوم الإثنين ويوم الخميس وقال لو كان بطرف من الأطراف لضربنا إليه أكباد الإبل وكان أبو أيوب الأنصاري يقول هو المسجد الذي أسس على التقوى وكان أبي بن كعب وغيره من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون هو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن الصلت أخبرنا أبو كدينة عن هشام بن عروة عن أبيه في قوله تعالى لمسجد أسس على التقوى قال مسجد قباء أخبرنا سفيان بن عيينة عن زيد بن عمر قال قال بن عمر دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجد بني عمرو بن عوف وهو مسجد قباء قال فدخلت عليه رجال الأنصار يسلمون عليه قال بن عمر ودخل معه صهيب فسألت صهيبا كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع إذا كان يسلم عليه قال كان يشير بيده أخبرنا أنس بن عياض أبو ضمرة حدثنا شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين إلى قباء أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن جابر عن سالم أو نافع عن بن عمر قال لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي مسجد قباء راكبا وماشيا أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا سفيان عن عبد الله بن دينار عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي قباء ماشيا وراكبا أخبرنا محمد بن عبيد الطنافسي أخبرنا عبيد الله يعني بن عمر عن نافع عن بن عمر أنه كان يأتي مسجد قباء فيصلي فيه ركعتين أخبرنا معن بن عيسى والفضل بن دكين قالا أخبرنا هشام بن سعد عن نافع عن عبد الله بن عمر قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قباء فقام يصلي فجاءته الأنصار تسلم عليه فقال بن عمر فقلت لبلال كيف رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرد عليهم قال يشير إليهم بيده وهو يصلي أخبرنا خالد بن مخلد وأبو عامر العقدي قالا أخبرنا عبد الله بن جعفر عن عمته أم بكر بنت المسور أن عمر بن الخطاب قال لو كان مسجد قباء في أفق من الآفاق لضربنا إليه أكباد الإبل أخبرنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة قال أخبرنا أبو أسامة أخبرنا عبد الحميد بن جعفر أخبرنا أبو الأبرد مولى بني خطمة عن أسد بن ظهير وكان من أصحاب النبي صلى الله ‏.‏
ذكر الأذان
أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي أخبرنا سليمان بن سليم القاري عن سليمان بن سحيم عن نافع بن جبير قال وحدثنا عبد الحميد بن جعفر عن يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير قال وحدثنا هشام بن سعيد عن زيد بن أسلم قال وحدثنا معمر بن راشد عن الزهري عن سعيد بن المسيب قالوا كان الناس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يؤمر بالأذان ينادي منادي النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة جامعة فيجتمع الناس فلما صرفت القبلة إلى الكعبة أمر بالأذان وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أهمه أمر الأذان وأنهم ذكروا أشياء يجمعون بها الناس للصلاة فقال بعضهم البوق وقال بعضهم الناقوس فبينا هم على ذلك إذ نام عبد الله بن زيد الخزرجي فأري في النوم أن رجلا مر وعليه ثوبان أخضران وفي يده ناقوس قال فقلت أتبيع الناقوس فقال ماذا تريد به فقلت أريد أن أبتاعه لكي أضرب به للصلاة لجماعة الناس قال فأنا أحدثك بخير لكم من ذلك تقول الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الفلاح الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله فأتى عبد الله بن زيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال له قم مع بلال فألق عليه ما قيل لك وليؤذن بذلك ففعل وجاء عمر فقال لقد رأيت مثل الذي رأى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلله الحمد فذلك أثبت قالوا وأذن بالأذان وبقي ينادي في الناس الصلاة جامعة للأمر يحدث فيحضرون له يخبرون به مثل فتح يقرأ أو أمر يؤمرون به فينادي الصلاة جامعة وإن كان في غير وقت الصلاة أخبرنا محمد بن كثير العبدي أخبرنا سليمان بن كثير أخبرنا حصين عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الله بن زيد الأنصاري ثم من بني النجار قال استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس في الأذان فقال لقد هممت أن أبعث رجالا فيقومون على آطام المدينة فيؤذنون الناس بالصلاة حتى هموا أن ينقسوا قال فأتى عبد الله بن زيد أهله فقالوا ألا نعشيك قال لا أذوق طعاما فإني قد رأيت نبي الله صلى الله عليه وسلم قد أهمه أمره للصلاة فنام فرأى في المنام كأن رجلا عليه ثياب خضر وهو قائم على سقف المسجد فأذن ثم قعد قعدة ثم قام فأقام الصلاة قال فقام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بالذي رأى فأمره أن يعلم بلالا ففعل قال فأقبل الناس لما سمعوا ذلك وجاء عمر بن الخطاب فقال يا رسول الله لقد رأيت الذي رأى فقال له نبي الله صلى الله عليه وسلم فما منعك أن تأتيني قال استحييت لما رأيتني قد سبقت يا رسول الله أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي أخبرنا مسلم بن خالد حدثني عبد الرحيم بن عمر عن بن شهاب عن سالم بن عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يجعل شيئا يجمع به الناس للصلاة فذكر عنده البوق وأهله فكرهه وذكر الناقوس وأهله فكرهه حتى أري رجل من الأنصار يقال له عبد الله بن زيد الأذان وأريه عمر بن الخطاب تلك الليلة فأما عمر فقال إذا أصبحت أخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما الأنصاري فطرق رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل فأخبره وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا فأذن بالصلاة وذكر أذان الناس اليوم قال فزاد بلال في الصبح الصلاة خير من النوم فأقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم وليست فيما أري الأنصاري ‏.‏
ذكر فرض شهر رمضان وزكاة الفطر وصلاة العيدين وسنة الأضحية
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن الجمحي عن الزهري عن عروة عن عائشة قال وأخبرنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر قال وأخبرنا عبد العزيز بن محمد عن ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه عن جده قالوا نزل فرض شهر رمضان بعدما صرفت القبلة إلى الكعبة بشهر في شعبان على رأس ثمانية عشر شهرا من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه السنة بزكاة الفطر وذلك قبل أن تفرض الزكاة في الأموال وأن تخرج عن الصغير والكبير والحر والعبد والذكر والأثنى صاع من تمر أو صاع من شعير أو صاع من زبيب أو مدان من بر وكان يخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الفطر بيومين فيأمر بإخراجها قبل أن يغدو إلى المصلى وقال أغنوهم يعني المساكين عن طواف هذا اليوم وكان يقسمها إذا رجع وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العيد يوم الفطر بالمصلى قبل الخطبة وصلى العيد يوم الأضحى وأمر بالأضحية وأقام بالمدينة عشر سنين يضحي في كل عام أخبرنا عبد الله بن نمير عن حجاج عن نافع قال سئل بن عمر عن الأضحية فقال أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة عشر سنين لا يدع الأضحى ثم رجع الحديث إلى حديث محمد بن عمر الأول قالوا وكان يصلي العيدين قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة وكانت تحمل العنزة بين يديه وكانت العنزة للزبير بن العوام قدم بها من أرض الحبشة فأخذها منه رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا حماد بن خالد الخياط عن العمري عن نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كانت تحمل له عنزة يوم العيد يصلي إليها ثم رجع الحديث إلى حديث محمد بن عمر قالوا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ضحى اشترى كبشين سمينين أقرنين أملحين فإذا صلى وخطب أتي بأحدهما وهو قائم في مصلاه فذبحه بيده بالمدية ثم يقول اللهم هذا عن أمتي جميعا من شهد لك بالتوحيد وشهد لي بالبلاغ ثم يؤتى بالآخر فيذبحه هو عن نفسه بيده ثم يقول هذا عن محمد وآل محمد فيأكل هو وأهله منه ويطعم المساكين وكان يذبح عند طرف الزقاق عند دار معاوية قال محمد بن عمر وكذلك تصنع الأئمة عندنا بالمدينة ‏.‏
ذكر منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن عبد المجيد بن سهيل عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال وحدثني غير محمد بن عبد الرحمن أيضا ببعض ذلك قالوا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة يخطب إلى جذع في المسجد قائما فقال إن القيام قد شق علي فقال له تميم الداري ألا أعمل لك منبرا كما رأيت يصنع بالشام فشاور رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين في ذلك فرأوا أن يتخذه فقال العباس بن عبد المطلب إن لي غلاما يقال له كلاب أعمل الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مره أن يعمله فأرسله إلى أثلة بالغابة فقطعها ثم عمل منها درجتين ومقعدا ثم جاء به فوضعه في موضعه اليوم فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام عليه وقال منبري هذا على ترعة من ترع الجنة وقوائم منبري رواتب في الجنة وقال منبري على حوضي وقال ما بين منبري وبيتي روضة من رياض الجنة وسن رسول الله صلى الله عليه وسلم الإيمان على الحقوق عند منبره وقال من حلف على منبري كاذبا ولو على سواك أراك فليتبوأ مقعده من النار وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صعد على المنبر سلم فإذا جلس أذن المؤذن وكان يخطب خطبتين ويجلس جلستين وكان يشير بإصبعه ويؤمن الناس وكان يتوكأ على عصا يخطب عليها يوم الجمعة وكانت من شوحط وكان إذا خطب استقبله الناس بوجوههم وأصغوا بأسماعهم ورمقوه بأبصارهم وكان يصلي الجمعة حين تميل الشمس وكان له برد يمني طوله ست أذرع في ثلاث أذرع وشبر وإزار من نسج عمان طوله أربع أذرع وشبر في ذراعين وشبر فكان يلبسهما في الجمعة ويوم العيد ثم يطويان أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس المدني بن أخت مالك بن أنس قال حدثني سليمان بن بلال عن سعد بن سعيد بن قيس عن عباس بن سهل بن سعد الساعدي عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم الجمعة إذا خطب إلى خشبة ذات فرضتين قال اراها من دوم وكانت في مصلاه فكان يتكيء إليها فقال له أصحابه يا رسول الله إن الناس قد كثروا فلو اتخذت شيئا تقوم عليه إذا خطبت يراك الناس فقال ما شئتم قال سهل ولم يكن بالمدينة إلا نجار واحد فذهبت أنا وذاك النجار إلى الخافقين فقطعنا هذا المنبر من أثلة قال فقام عليه النبي صلى الله عليه وسلم فحنت الخشبة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ألا تعجبون لحنين هذه الخشبة فأقبل الناس وفرقوا من حنينها حتى كثر بكاؤهم فنزل النبي صلى الله عليه وسلم حتى أتاها فوضع يده عليها فسكنت فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بها فدفنت تحت منبره أو جعلت في السقف قال أخبرنا يحيى بن محمد الجاري عن عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد الساعدي عن أبيه عن جده قال قطع للنبي صلى الله عليه وسلم ثلاث درجات من طرفاء الغابة وأن سهلا حمل خشبة منهن حتى وضعها في موضع المنبر أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري عن أبيه عن صالح بن كيسان عن بن شهاب قال حدثني من سمع جابر بن عبد الله يقول ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم إلى جذع نخلة منصوب في المسجد حتى إذا بدا له أن يتخذ المنبر شاور ذوي الرأي من المسلمين فرأوا أن يتخذه فاتخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كان يوم الجمعة أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جلس على المنبر فلما فقده الجذع حن حنينا أفزع الناس فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من مجلسه حتى انتهى إليه فقام إليه ومسه فهدأ ثم لم يسمع له حنين بعد ذلك اليوم أخبرنا عبد الله بن جعفر الرفي قال حدثني عبيد الله بن عمرو عن بن عقيل عن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلى جذع إذ كان المسجد عريشا فكان يخطب إلى ذلك الجذع فقال رجل من أصحابه يا رسول الله هل لك أن أعمل لك منبرا تقوم عليه يوم الجمعة حتى يراك الناس وتسمعهم خطبتك قال نعم فصنع له ثلاث درجات هن اللاتي على المنبر أعلى المنبر فلما صنع المنبر ووضع في موضعه وأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقوم على المنبر فمر إليه فخار الجذع حتى تصدع وانشق فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسحه بيده حتى سكن ثم رجع إلى المنبر وكان إذا صلى صلى إلى ذلك الجذع فلما هدم المسجد وغير أخذ ذلك الجذع أبي بن كعب فكان عنده في داره حتى بلي وأكلته الأرضة وعاد رفاتا أخبرنا كثير بن هشام أخبرنا حماد بن سلمة أخبرنا عمار بن أبي عمار عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب إلى جذع فلما اتخذ المنبر فتحول إليه حن الجذع حتى أتاه فاحتضنه فقال لو لم أحتضنه لحن إلى يوم القيامة أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي أخبرنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه أنه سمع سهل بن سعد يسأل عن المنبر من أي عود هو فقال أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فلانة امرأة سماها فقال مري غلامك النجار يعمل لي أعوادا أكلم الناس عليها فعمل هذه الثلاث الدرجات من طرفاء الغابة فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعت هذا الموضع قال سهل فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أول يوم جلس عليه كبر فكبر الناس خلفه ثم ركع وهو على المنبر ثم رفع فنزل القهقهرى فسجد في أصل المنبر ثم عاد حتى فرغ من صلاته فصنع فيها كما صنع في الركعة الأولى فلما فرغ أقبل على الناس فقال أيها الناس إنما صنعت هذا لتأتموا بي ولتعلموا صلاتي أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس قال حدثني سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد قال أخبرني حفص بن عبيد الله بن أنس بن مالك الأنصاري أنه سمع جابر بن عبد الله يقول كان المسجد في زمان النبي صلى الله عليه وسلم مسقوفا على جذوع من نخل فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب يقوم إلى جذع منها فلما صنع له المنبر فكان عليه قال فسمعنا لذلك الجذع صوتا كصوت العشار حتى جاءه النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليه فسكن أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال منبري هذا على ترعة من ترع الجنة قال والترعة الباب أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب أخبرنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد قال كنا نقول إن المنبر على ترعة من ترع الجنة قال سهل أتدرون ما الترعة قالوا نعم الباب قال نعم هو الباب أخبرنا محمد بن عبيد الطنافسي عن عبيد الله بن عمر عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على حوضي أخبرنا قبيصة بن عقبة أخبرنا سفيان عن عمار الدهني عن أبي سلمة عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوائم منبري رواتب في الجنة أخبرنا أنس بن عياض الليثي أخبرنا هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص الزهري عن عبد الله بن نسطاس قال سمعت جابر بن عبد الله يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحلف رجل على يمين آثمة عند هذا المنبر إلا تبوأ مقعده من النار ولو على سواك أخضر أخبرنا الضحاك بن مخلد عن الحسن بن يزيد أبي يونس الضمري قال سمعت أبا سلمة قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحلف أحد عند هذا المنبر أو عند منبري على يمين آثمة ولو على سواك رطب إلا وجبت له النار أخبرنا معن بن عيسى أخبرنا مالك بن أنس عن عبد الله بن أبي بكر عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد المازني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك قال أخبرني بن أبي ذئب عن حمزة بن أبي جعفر عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد القارىء أنه نظر إلى بن عمر وضع يده على مقعد النبي صلى الله عليه وسلم من المنبر ثم وضعها على وجهه أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي وخالد بن مخلد البجلي قالا أخبرنا أبو مودود عبد العزيز مولى لهذيل عن يزيد بن عبد الله بن قسيط قال رأيت ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا خلا المسجد أخذوا برمانة المنبر الصلعاء التي تلي القبر بميامنهم ثم استقبلوا القبلة يدعون قال أبو عبد الله محمد بن سعد ذكر عبد الله بن مسلمة الصلعاء ولم يذكرها خالد بن مخلد ‏.‏
ذكر الصفة ومن كان فيها من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال حدثني واقد بن أبي ياسر التميمي عن يزيد بن عبد الله بن قسيط قال كان أهل الصفة ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا منازل لهم فكانوا ينامون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ويظلون فيه ما لهم مأوى غيره فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوهم إليه بالليل إذا تعشى فيفرقهم على أصحابه وتتعشى طائفة منهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاء الله تعالى بالغنى قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن مسلمة عن عمر بن عبد الله عن بن كعب القرظي في قوله جل ثناؤه للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله قال هم أصحاب الصفة وكانوا لا مساكن لهم بالمدينة ولا عشائر فحث الله عليهم الناس بالصدقة قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن نعيم بن عبد الله المجمر عن أبيه قال سمعت أبا هريرة يقول رأيت ثلاثين رجلا من أهل الصفة يصلون خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس عليهم أردية أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني زيد بن فراس عن محمد بن كعب قال سمعت واثلة بن الأسقع قال رأيت ثلاثين رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلون خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأزر أنا منهم قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن خوط عن إسحاق بن سالم عن أبي هريرة قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فقال أدع لي أصحابي يعني أهل الصفة فجعلت أتبعهم رجلا رجلا فأوقظهم حتى جمعتهم فجئنا باب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأستاذنا فأذن لنا فوضع لنا صحفة فيها صنيع من شعير ووضع عليها يده وقال خذوا باسم الله فأكلنا منها ما شئنا قال ثم رفعنا أيدينا وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وضعت الصحفة والذي نفس محمد بيده ما أمسى في آل محمد طعام ليس شيئا ترونه فقلنا لأبي هريرة قدركم هي حين فرغتم قال مثلها حين وضعتإالا أن فيها أثر الأصابع قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة قال كنت من أهل الصفة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وان كان ليغشى علي فيما بين بيت عائشة وأم سلمة من الجوع أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن عبيدة عن نعيم بن عبد الله المجمر عن أبيه عن أبي ذر قال كنت من أهل الصفة قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني شيبان أبو معاوية عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن يعيش بن قيس بن طهفة الغفاري عن أبيه قال كنت من أصحاب الصفة ‏.‏
ذكر الموضع الذي كان يصلي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجنائز
قال حدثنا محمد بن عمر الأسلمي قال حدثني فليح بن سليمان عن سعيد بن عبيد بن السباق عن أبي سعيد الخدري قال كنا مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة إذا حضر منا الميت أتيناه فأخبرناه فحضره واستغفر له حتى إذا قبض انصرف ومن معه وربما قعد حتى يدفن وربما طال ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم من حبسه فلما خشينا مشقة ذلك عليه قال بعض القوم لبعض والله لو كنا لا نؤذن النبي بأحد حتى يقبض فإذا قبض آذناه فلم تكن لذلك مشقة عليه ولا حبس قال ففعلنا ذلك قال فكنا نؤذنه بالميت بعد أن يموت فيأتيه فيصلي عليه ويستغفر له فربما انصرف عند ذلك وربما مكث حتى يدفن الميت فكنا على ذلك أيضا حينا ثم قالوا والله لو أنا لم نشخص رسول الله صلى الله عليه وسلم وحملنا الميت إلى منزله حتى نرسل إليه فيصلي عليه عند بيته لكان ذلك أرفق به وأيسر عليه قال ففعلنا ذلك قال محمد بن عمر فمن هناك سمي ذلك الموضع موضع الجنائز لأن الجنائز حملت إليه ثم جرى ذلك من فعل الناس في حمل جنائزهم والصلاة عليها في ذلك الموضع إلى اليوم ‏.‏

كتاب: الطبقات الكبرى من ذكر اليوم الذي بعث فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم

 كتاب: الطبقات الكبرى **
 ذكر اليوم الذي بعث فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن معاوية النيسابوري أخبرنا بن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن أبي حنش الصنعاني عن بن عباس قال نبيء نبيكم صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين أخبرنا موسى بن داود أخبرنا علي بن عابس الكوفي عن مسلم عن أنس قال استنبأ النبي صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين أخبرنا محمد بن عمر بن واقد قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن أبي جعفر قال نزل الملك على رسول الله صلى الله عليه وسلم بحراء يوم الإثنين لسبع عشرة خلت من شهر رمضان ورسول الله يومئذ بن أربعين سنة وجبريل الذي كان ينزل عليه بالوحي ‏.‏  ذكر نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن حميد أبو سفيان العبدي عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وأيدناه بروح القدس قال هو جبريل أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معمر بن راشد ومحمد بن عبد الله عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كان أول ما بديء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح قالت فمكث على ذلك ما شاء الله وحبب إليه الخلوة فلم يكن شيء أحب إليه منها وكان يخلو بغار حراء يتحنث فيه الليالي ذوات العدد قبل أن يرجع إلى أهله ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى فجئه الحق وهو في غار حراء أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة عن بن عباس قال فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك وهو بأجياد إذ رأى ملكا واضعا إحدى رجليه على الأخرى في أفق السماء يصيح يا محمد أنا جبريل يا محمد أنا جبريل فذعر رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك وجعل يراه كلما رفع رأسه إلىالسماء فرجع سريعا إلى خديجة فأخبرها خبره وقال يا خديجة والله ماأبغضت بغض هذه الأصنام شيئا قط ولا الكهان وإني لأخشى أن أكون كاهنا قالت كلا يابان عم لا تقل ذلك فإن الله لا يفعل ذلك بك أبدا إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتؤدي الأمانة وإن خلقك لكريم ثم انطلقت إلى ورقة بن نوفل وهي أول مرة أتته فأخبرته ماأخبرها به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ورقة والله إن بن عمك لصادق وإن هذا لبدء نبوة وإنه ليأتيه الناموس الأكبر فمريه أن لا يجعل في نفسه إلا خيرا أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن عروة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا خديجة إني أرى ضوءا وأسمع صوتا لقد خشيت أن أكون كاهنا فقالت إن الله لا يفعل بك ذلك يا بن عبد الله إنك تصدق الحديث وتؤدي الأمانة وتصل الرحم أخبرنا يحيى بن عباد وعفان بن مسلم قالا أخبرنا حماد بن سلمة قال أخبرنا عمار بن أبي عمار قال يحيى بن عباد قال حماد بن سلمة أحسبه عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا خديجة إني أسمع صوتا وأرى ضوءا وإني أخشى أن يكون في جنن فقالت لم يكن الله ليفعل بك ذلك يا بن عبد الله ثم أتت ورقة بن نوفل فذكرت له ذلك فقال إن يك صادقا فهذا ناموس مثل ناموس موسى فإن يبعث وأنا حي فسأعزره وأنصره وأومن به ‏.‏
 ذكر أول ما نزل عليه من القرآن وما قيل له صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معمر بن رشاد عن الزهري عن محمد بن عباد بن جعفر قال سمعت بعض علمائنا يقول كان أول ما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم فهذا صدرها الذي أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم يوم حراء ثم نزل آخرها بعد ذلك بما شاء الله أخبرنا هاشم بن القاسم الكناني أخبرنا شعبة عن عمرو بن دينار عن عبيد بن عمير قال أول سورة أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم اقرأ باسم ربك أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إبراهيم بن محمد بن أبي موسى عن داود بن الحصين عن أبي غطفان بن طريف عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل عليه الوحي بحراء مكث أياما لا يرى جبريل فحزن حزنا شديدا حتى كان يغدو إلى ثبير مرة وإلى حراء مرة يريد أن يلقي نفسه منه فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك عامدا لبعض تلك الجبال إلى أن سمع صوتا من السماء فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم صعقا للصوت ثم رفع رأسه فإذا جبريل على كرسي بين السماء والأرض متربعا عليه يقول يا محمد أنت رسول الله حقا وأنا جبريل قال فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أقر الله عينه وربط جأشه ثم تتابع الوحي بعد وحمي أخبرنا محمد بن مصعب القرقساني أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قيل لي يا محمد لتنم عينك ولتسمع أذنك وليع قلبك قال النبي صلى الله عليه وسلم فنامت عيني ووعى قلبي وسمعت أذني ‏.‏
 ذكر شدة نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم
أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا حماد بن سلمة أخبرنا قتادة وحميد عن الحسن عن حطان بن عبد الله الرقاشي عن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل عليه الوحي كرب له وتربد وجهه أخبرنا عبيد الله بن موسى العبسي قال أخبرنا إسرائيل عن جابر عن عكرمة قال كان إذا أوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقذ لذلك ساعة كهيئة السكران أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن صالح بن محمد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي أروى الدوسي قال رأيت الوحي ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم وأنه على راحلته فترغو وتفتل يديها حتى أظن أن ذراعها تنقصم فربما بركت وربما قامت موتدة يديها حتى يسرى عنه من ثقل الوحي وإنه ليتحدر منه مثل الجمان أخبرنا حجين بن المثنى أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن عمه أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول كان الوحي يأتيني على نحوين يأتيني به جبريل فيلقيه علي كما يلقي الرجل على الرجل فذلك يتفلت مني ويأتيني في شيء مثل صوت الجرس حتى يخالط قلبي فذاك الذي لا يتفلت مني أخبرنا معن بن عيسى أخبرنا مالك بن أنس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن الحارث بن هشام قال يا رسول الله كيف يأتيك الوحي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحيانا يأتيني في مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي فيفصم عني وقد وعيت ما قال وأحيانا يتمثل لي الملك فيكلمني فأعي ما يقول قالت عائشة ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا أخبرنا عبيدة بن حميد التيمي قال حدثني موسى بن أبي عائشة عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي يعالج من ذلك شدة قال كان يتلقاه ويحرك شفتيه كي لا ينساه فأنزل الله عليه لا تحرك به لسانك لتعجل به لتعجل بأخذه إن علينا جمعه وقرآنه إن علينا أن نجمعه في صدرك قال قرآنه أن يقرأه قال فاتبع قرآنه قال أنص ت إن علينا بيانه أن نبينه بلسانك قال فانشرح رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا أبو عوانة أخبرنا موسى بن أبي عائشة عن سعيد بن جبير عن بن عباس في قول الله تعالى لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة يحرك به شفتيه فأنزل الله تبارك وتعالى لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه علينا جمعه في صدرك ثم تقرؤه قال فإذا قرأناه فاتبع قرآنه قال استمع له وأنصت قال ثم إن علينا بيانه قال ثم علينا أن تقرأه قال فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل استمع له فإذا انطلق جبريل قرأه كما أقرئه ‏.‏
 ذكر دعاء رسول الله الناس إلى الإسلام
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا جارية بن أبي عمران عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصدع بما جاء من عند الله وأن ينادي الناس بأمره وأن يدعوهم إلى الله فكان يدعو من أول ما نزلت عليه النبوة ثلاث سنين مستخفيا إلى أن أمر بظهور الدعاء أخبرنا هوذة بن خليفة أخبرنا عوف عن محمد ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين قال هو رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معمر بن راشد عن الزهري قال دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام سرا وجهرا فاستجاب لله من شاء من أحداث الرجال وضعفاء الناس حتى كثر من آمن به وكفار قريش غير منكرين لما يقول فكان إذا مر عليهم في مجالسهم يشيرون إليه أن غلام بني عبد المطلب ليكلم من السماء فكان ذلك حتى عاب الله آلهتهم التي يعبدونها دونه وذكر هلاك آبائهم الذين ماتوا على الكفر فشنفوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك وعادوه أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة عن بن عباس قال لما أنزلت وأنذر عشيرتك الأقربين صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم علىالصفا فقال يا معشر قريش فقالت قريش محمد على الصفا يهتف فأقبلوا واجتمعوا فقالوا مالك يا محمد قال أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بسفح هذا الجبل أكنتم تصدقونني قالوا نعم أنت عندنا غير متهم وما جربنا عليك كذبا قط قال فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد يا بني عبد المطلب يا بني عبد مناف يا بيني زهرة حتى عدد الأفخاذ من قريش إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين وإني لا أملك لكم من الدنيا منفعة ولا من الآخرة نصيبا إلا أن تقولوا لا إله إلا الله قال يقول أبو لهب تبا لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا فأنزل الله تبارك وتعالى تبت يدا أبي لهب وتب السورة كلها أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني بن موهب عن يعقوب بن عتبة قال لما أظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام ومن معه وفشا أمره بمكة ودعا بعضهم بعضا فكان أبو بكر يدعو ناحية سرا وكان سعيد بن زيد مثل ذلك وكان عثمان مثل ذلك وكان عمر يدعو علانية وحمزة بن عبد المطلب وأبو عبيدة بن الجراح فغضبت قريش من ذلك وظهر منهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم الحسد والبغي وأشخص به منهم رجال فبادوه وتستر آخرون وهم على ذلك الرأي إلا أنهم ينزهون أنفسهم عن القيام والإشخاص برسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أهل العداوة والمباداة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين يطلبون الخصومة والجدل أبو جهل بن هشام وأبو لهب بن عبد المطلب والأسود بن عبد يغوث والحارث بن قيس بن عدي وهو بن الغيطلة والغيطلة أمه والوليد بن المغيرة وأمية وأبي ابنا خلف وأبو قيس بن الفاكه بن المغيرة والعاص بن وائل والنضر بن الحارث ومنبه بن الحجاج وزهير بن أبي أمية والسائب بن صيفي بن عابد والأسود بن عبد الأسد والعاص بن سعيد بن العاص والعاص بن هاشم وعقبة بن أبي معيط وابن الأصدى الهذلي وهو الذي نطحته الأروى والحكم بن أبي العاص وعدي بن الحمراء وذلك أنهم كانوا جيرانه والذين كانت تنتهي عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم أبو جهل وأبو لهب وعقبة بن أبي معيط وكان عتبة وشيبة ابنا ربيعة وأبو سفيان بن حرب أهل عداوة ولكنهم لم يشخصوا بالنبي صلى الله عليه وسلم كانوا كنحو قريش قال بن سعد ولم يسلم منهم أحد إلا أبو سفيان والحكم أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت بين شر جارين بين أبي لهب وعقبة بن أبي معيط ان كانا ليأتيان بالفروث فيطرحانها على بابي حتى إنهم ليأتون ببعض ما يطرحون من الأذى فيطرحونه على بابي فيخرج به رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول يا بني عبد مناف أي جوار هذا ثم يلقيه بالطريق ‏.‏   
   ذكر ممشى قريش إلى أبي طالب في أمره صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال حدثني محمد بن لوط النوفلي عن عون بن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال وحدثني عائذ بن يحيى عن أبي الحويرث قال وحدثني محمد بن عبد الله بن أخي الزهري عن أبيه عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير العذري دخل حديث بعضهم في حديث بعض قالوا لما رأت قريش ظهور الإسلام وجلوس الملسمين حول الكعبة سقط في أيديهم فمشوا إلى أبي طالب حتى دخلوا عليه فقالوا أنت سيدنا وأفضلنا في أنفسنا وقد رأيت هذا الذي فعل هؤلاء السفهاء مع بن أخيك من تركهم آلهتنا وطعنهم علينا وتسفيههم أحلامنا وجاؤوا بعمارة بن الوليد بن المغيرة فقالوا قد جئناك بفتى قريش جمالا ونسبا ونهادة وشعرا ندفعه إليك فيكون لك نصره وميراثه وتدفع إلينا بن أخيك فنقتله فإن ذلك أجمع للعشيرة وأفضل في عواقب الأمور مغبة قال أبو طالب والله ما أنصفتموني تعطونني ابنكم أغذوه لكم وأعطيكم بن أخي تقتلونه ما هذا بالنصف تسومونني سوم العرير الذليل قالوا فأرسل إليه فلنعطه النصف فأرسل إليه أبو طالب فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا بن أخي هؤلاء عمومتك وأشراف قومك وقد أرادوا ينصفونك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قولوا أسمع قالوا تدعنا وآلهتنا وندعك والهك قال أبو طالب قد أنصفك القوم فاقبل منهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيتم إن أعطيتكم هذه هل أنتم معطي كلمة ان أنتم تكلمتم بها ملكتم بها العرب ودانت لكم بها العجم فقال أبو جهل إن هذه لكلمة مربحة نعم وأبيك لنقولنها وعشر أمثالها قال قولوا لا إله إلا الله فاشمأزوا ونفروا منها وغضبوا وقاموا وهم يقولون اصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد ويقال المتكلم بهذا عقبة بن أبي معيط وقالوا لا نعود إليه أبدا وما خير من أن يغتال محمد فلما كان مساء تلك الليلة فقد رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء أبو طالب وعمومته إلى منزله فلم يجدوه فجمع فتيانا من بني هاشم وبني المطلب ثم قال ليأخذ كل واحد منكم حديدة صارمة ثم ليتبعني إذا دخلت المسجد فلينظر كل فتى منكم فليجلس إلى عظيم من عظمائهم فيهم بن الحنظلية يعني أبا جهل فإنه لم يغب عن شر إن كان محمد قد قتل فقال الفتيان نفعل فجاء زيد بن حارثة فوجد أبا طالب على تلك الحال فقال يا زيد أحسست بن أخي قال نعم كنت معه آنفا فقال أبو طالب لا أدخل بيتي أبدا حتى أراه فخرج زيد سريعا حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بيت عند الصفا ومعه أصحابه يتحدثون فأخبره الخبر فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي طالب فقال يا بن أخي أين كنت أكنت في خير قال نعم قال أدخل بيتك فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أصبح أبو طالب غدا على النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ بيده فوقف به على أندية قريش ومعه الفتيان الهاشميون والمطلبيون فقال يا معشر قريش هل تدرون ما هممت به قالوا لا فأخبرهم الخبر وقال للفتيان أكشفوا عما في أيديكم فكشفوا فإذا كل رجل منهم معه حديدة صارمة فقال والله لو قتلتموه ما بقيت منكم أحدا حتى نتفانى نحن وأنتم فانكسر القوم وكان أشدهم انكسارا أبو جهل صلى الله عليه وسلم إلى أرض الحبشة في المرة الأولى أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا هشام بن سعد عن الزهري قال لما كثر المسلمون وظهر الإيمان وتحدث به ثار ناس كثير من المشركين من كفار قريش بمن آمن من قبائلهم فعذبوهم وسجنوهم وأردوا فتنتهم عن دينهم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم تفرقوا في الأرض فقالوا أين نذهب يا رسول الله قال ههنا وأشار إلى الحبشة وكانت أحب الأرض إليه أن يهاجر قبلها فهاجر ناس ذوو عدد من المسلمين منهم من هاجر معه بأهله ومنهم من هاجر بنفسه حتى قدموا أرض الحبشة أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا يونس بن محمد الظفري عن أبيه عن رجل من قومه قال وأخبرنا عبيد الله بن العباس الهذلي عن الحارث بن الفضيل قالا فخرجوا متسللين سرا وكانوا أحد عشر رجلا وأربع نسوة حتى انتهوا إلى الشعيبة منهم الراكب والماشي ووفق الله تعالى للمسلمين ساعة جاؤوا سفينتين للتجار حملوهم فيهما إلى أرض الحبشة بنصف دينار وكان مخرجهم في رجب من السنة الخامسة من حين نبيء رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرجت قريش في آثارهم حتى جاؤوا البحر حيث ركبوا فلم يدركوا منهم أحدا قالوا وقدمنا أرض الحبشة فجاورنا بها خير جار أمنا على ديننا وعبدنا الله لا نؤذي ولا نسمع شيئا نكرهه أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني يونس بن محمد عن أبيه قال وحدثني عبد الحميد بن جعفر عن محمد بن يحيى بن حبان قال تسمية القوم الرجال والنساء عثمان بن عفان معه امرأته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة معه امرأته سهلة بنت سهيل بن عمرو والزبير بن العوام بن خويلد بن أسد ومصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار وعبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبدبن الحارث بن زهرة وأبو سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن مخزوم معه امرأته أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة وعثمان بن مظعون الجمحي وعامر بن ربيعة العنزي حليف بني عدي بن كعب معه امرأته ليلى بنت أبي حتمة وأبو سبرة بن أبي رهم بن عبد العزى العامري وحاطب بن عمرو بن عبد شمس وسهيل بن بيضاء من بني الحارث بن فهر وعبد الله بن مسعود حليف بني زهرة ‏.‏
  ذكر سبب رجوع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من أرض الحبشة
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني يونس بن محمد بن فضالة الظفري عن أبيه قال وحدثني كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قالا رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم من قومه كفا عنه فجلس خاليا فتمنى فقال ليته لا ينزل علي شيء ينفرهم عني وقارب رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه ودنا منهم ودنوا منه فجلس يوما مجلسا في ناد من تلك الأندية حول الكعبة فقرأ عليهم والنجم إذا هوى حتى إذا بلغ أرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألقى الشيطان كلمتين على لسانه تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بهما ثم مضى فقرأ السورة كلها وسجد وسجد القوم جميعا ورفع الوليد بن المغيرة ترابا إلى جبهته فسجد عليه وكان شيخا كبيرا لا يقدر على السجود ويقال إن أبا أحيحة سعيد بن العاص أخذ ترابا فسجد عليه رفعه إلى جبهته وكان شيخا كبيرا فبعض الناس يقول إنما الذي رفع التراب الوليد وبعضهم يقول أبو أحيحة وبعضهم يقول كلاهما جميعا فعل ذلك فرضوا بما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا قد عرفنا أن الله يحيي ويميت ويخلق ويرزق ولكن آلهتنا هذه تشفع لنا عنده وأما إذ جعلت لها نصيبا فنحن معك فكبر ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم من قولهم حتى جلس في البيت فلما أمسى أتاه جبريل عليه السلام فعرض عليه السورة فقال جبريل جئتك بهاتين الكلمتين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت على الله ما لم يقل فأوحى الله إليه وان كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لأتخذوك خليلا إلى قوله ثم لا تجد لك علينا نصيرا أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال فشت تلك السجدة في الناس حتى بلغت أرض الحبشة فبلغ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أهل مكة قد سجدوا وأسلموا حتى أن الوليد بن المغيرة وأبا أحيحة قد سجدا خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقال القوم فمن بقي بمكة إذا أسلم هؤلاء وقالوا عشائرنا أحب إلينا فخرجوا راجعين حتى غذا كانوا دون مكة بساعة من نهار لقوا ركبا من كنانة فسألوهم عن قريش وعن حالهم فقال الركب ذكر محمد وآلهتهم بخير فتابعه الملأ ثم ارتد عنها فعاد لشتم آلهتهم وعادوا له بالشر فتركناهم على ذلك فأتمر القوم في الرجوع الىأرض الحبشة ثم قالوا قد بلغنا ندخل فننظر ما فيه قريش ويحدث عهدا من أراد بأهله ثم يرجع أخبرنا محمد بن عمر قال فحدثني محمد بن عبد الله عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن قال دخلوا مكة ولم يدخل أحد منهم إلا بجوار إلا بن مسعود فإنه مكث يسيرا ثم رجع إلى أرض الحبشة قال محمد بن عمر فكانوا خرجوا في رجب سنة خمس فأقاموا شعبان وشهر رمضان وكانت السجدة في شهر رمضان وقدموا في شوال سنة خمس ‏.‏
 ذكر الهجرة الثانية إلى أرض الحبشة
أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال حدثني سيف بن سليمان عن بن أبي نجيح قال وحدثني عتبة بن جبيرة الأشهلي عن يعقوب بن عمر بن قتادة قال سمعت شيخا من بني مخزوم يحدث أنه سمع أم سلمة قال وحدثنا عبد الله بن محمد الجمحي عن أبيه عن عبد الرحمن بن سابط قالوا لما قدم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مكة من الهجرة الأولى اشتد عليهم قومهم وسطت بهم عشائرهم ولقوا منهم أذى شديدا فأذن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخروج إلى أرض الحبشة مرة ثانية فكانت خرجتهم الآخرة أعظمها مشقة ولقوا من قريش تعنيفا شديدا ونالوهم بالأذى واشتد عليهم ما بلغهم عن النجاشي من حسن جواره لهم فقال عثمان بن عفان يا رسول الله فهجرتنا الأولى وهذه الآخرة إلى النجاشي ولست معنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنتم مهاجرون إلى الله وإلي لكم هاتان الهجرتان جميعا قال عثمان فحسبنا يا رسول الله وكان عدة من خرج في هذه الهجرة من الرجال ثلاثة وثمانين رجلا ومن النساء إحدى عشرة أمرأة قرشية وسبع غرائب فأقام المهاجرون بأرض الحبشة عند النجاشي بأحسن جوار فلما سمعوا بمهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة رجع منهم ثلاثة وثلاثون رجلا ومن النساء ثماني نسوة فمات منهم رجلان بمكة وحبس بمكة سبعة نفر وشهد بدرا منهم أربعة وعشرون رجلا فلما كان شهر ربيع الأول سنة سبع من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي كتابا يدعوه فيه إلى الإسلام وبعث به مع عمرو بن أمية الضمري فلما قرئ عليه الكتاب أسلم وقال لو قدرت أن آتيه لأتيته وكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب وكانت فيمن هاجر إلى أرض الحبشة مع زوجها عبيد الله بن جحش فتنصر هناك ومات فزوجه النجاشي إياها وأصدق عنه أربعمائة دينار وكان الذي ولي تزويجها خالد بن سعيد بن العاص وكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبعث إليه من بقي عنده من أصحابه ويحملهم ففعل وحملهم في سفينتين مع عمرو بن أمية الضمري فأرسلوا بهم إلى ساحل بولا وهو الجار ثم تكاروا الظهر حتى قدموا المدينة فيجدون رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر فشخصوا إليه فوجدوه قد فتح خيبر فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين أن يدخلوهم في سهمانهم ففعلوا ‏.‏
ذكر حصر قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم وبني هاشم في الشعب
أخبرنا محمد بن عمر بن واقد قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن إسحاق بن عبد الله عن أبي سلمة الحضرمي عن بن عباس وحدثني معاذ بن محمد الأنصاري عن عاصم بن عمر بن قتادة وحدثنا محمد بن عبد الله عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال وحدثنا عبد الله بن عثمان بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم عن أبيه دخل حديث بعضهم في حديث بعض قالوا لما بلغ قريشا فعل النجاشي لجعفر وأصحابه وإكرامه إياهم كبر ذلك عليهم وغضبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأجمعوا على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتبوا كتابا على بني هاشم ألا يناكحوهم ولا يبايعوهم ولا يخالطوهم وكان الذي كتب الصحيفة منصور بن عكرمة العبدري فشلت يده وعلقوا الصحيفة في جوف الكعبة وقال بعضهم بل كانت عند أم الجلاس بنت مخربة الحنظلية خالة أبي جهل وحصروا بني هاشم في شعب أبي طالب ليلة هلال المحرم سنة سبع من حين تنبىء رسول الله صلى الله عليه وسلم وانحاز بنو المطلب بن عبد مناف إلى أبي طالب في شعبة مع بني هاشم وخرج أبو لهب إلى قريش فظاهرهم على بني هاشم وبني المطلب وقطعوا عنهم الميرة والمادة فكانوا لا يخرجون إلا من موسم إلى موسم حتى بلغهم الجهد وسمع أصوات صبيانهم من وراء الشعب فمن قريش من سره ذلك ومنهم من ساءه وقال أنظروا ما أصاب منصور بن عكرمة فأقاموا في الشعب ثلاث سنين ثم أطلع الله رسوله على أمر صحيفتهم وأن الأرضة قد أكلت ما كان فيها من جور وظلم وبقي ما كان فيها من ذكر الله عز وجل أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن زياد بن فياض عن عكرمة قال كتبت قريش بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا وختموا عليه ثلاثة خواتيم فأرسل الله عز وجل على الصحيفة دابة فأكلت كل شيء إلا اسم الله عز وجل أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن جابر عن محمد بن علي وعكرمة قالا أكل كل شيء كان في الصحيفة إلا باسمك اللهم أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن جابر قال حدثني شيخ من قريش من أهل مكة وكانت الصحيفة عند جده قال أكل كل شيء كان في الصحيفة من قطيعة غير باسمك اللهم رجع الحديث إلى حديث محمد بن عمر الأول قال فذكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي طالب فذكر ذلك أبو طالب لإخوته وخرجوا إلى المسجد فقال أبو طالب لكفار قريش إن بن أخي قد أخبرني ولم يكذبني قط أن الله قد سلط على صحيفتكم الأرضة فلحست كل ما كان فيها من جور أو ظلم أو قطيعة رحم وبقي فيها كل ما ذكر به الله فإن كان بن أخي صادقا نزعتم عن سوء رأيكم وان كان كاذبا دفعته إليكم فقتلتموه أو أستحييتموه قالوا قد أنصفتنا فأرسلوا إلى الصحيفة ففتحوها فإذا هي كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فسقط في أيديهم ونكسوا على رؤوسهم فقال أبو طالب علام نحبس ونحصر وقد بان الأمر ثم دخل هو وأصحابه بين أستار الكعبة والكعبة فقال اللهم أنصرنا ممن ظلمنا وقطع أرحامنا واستحل ما يحرم عليه منا ثم انصرفوا إلى الشعب وتلاوم رجال من قريش على ما صنعوا ببني هاشم فيهم مطعم بن عدي وعدي بن قيس وزمعة بن الأسود وأبو البحتري بن هاشم وزهير بن أبي أمية ولبسوا السلاح ثم خرجوا إلى بني هاشم وبني المطلب فأمروهم بالخروج إلى مساكنهم ففعلوا فلما رأت قريش ذلك سقط في أيديهم وعرفوا أن لن يسلموهم وكان خروجهم من الشعب في السنة العاشرة أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن جابر عن محمد بن علي قال مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله في الشعب سنتين وقال الحكم مكثوا سنين ‏.‏
ذكر سبب خروج رسول الله إلى الطائف
أخبرنا محمد بن عمر عن محمد بن صالح بن دينار وعبد الرحمن بن عبد العزيز والمنذر بن عبد الله عن بعض أصحابه عن حكيم بن حزام قال وحدثنا محمد بن عبد الله عن أبيه عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير قالوا لما توفي أبو طالب وخديجة بنت خويلد وكان بينهما شهر وخمسة أيام اجتمعت على رسول الله صلى الله عليه وسلم مصيبتان فلزم بيته وأقل الخروج ونالت منه قريش ما لم تكن تنال ولا تطمع به فبلغ ذلك أبا لهب فجاءه فقال يا محمد امض لما أردت وما كنت صانعا إذ كان أبو طالب حيا فاصنعه لا واللات لا يوصل إليك حتى أموت وسب بن الغيطلة النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل عليه أبو لهب فنال منه فولى وهو يصيح يا معشر قريش صبأ أبو عتبة فأقبلت قريش حتى وقفوا على أبي لهب فقال ما فارقت دين عبد المطلب ولكني أمنع بن أخي أن يضام حتى يمضي لما يريد قالواقد أحسنت وأجملت ووصلت الرحم فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك أياما يذهب ويأتي لا يعترض له أحد من قريش وهابوا أبا لهب إلى أن جاء عقبة بن أبي معيط وأبو جهل بن هشام إلى أبي لهب فقالا له أخبرك بن أخيك أين مدخل أبيك فقال له أبو لهب يا محمد أين مدخل عبد المطلب قال مع قومه فخرج أبو لهب إليهما فقال قد سألته فقال مع قومه فقالا يزعم أنه في النار فقال يا محمد أيدخل عبد المطلب النار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم ومن مات على مثل ما مات عليه عبد المطلب دخل النار فقال أبو لهب والله لا برحت لك عدوا أبدا وأنت تزعم أن عبد المطلب في النار فاشتد عليه هو وسائر قريش أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن أبي الحويرث عن محمد بن جبير بن مطعم قال لما توفي أبو طالب تناولت قريش من رسول الله صلى الله عليه وسلم واجترؤوا عليه فخرج إلى الطائف ومعه زيد بن حارثة وذلك في ليال بقين من شوال سنة عشر من حين نبيء رسول الله صلى الله عليه وسلم قال محمد بن عمر بغير هذا الإسناد فأقام بالطائف عشرة أيام لا يدع أحدا من أشرافهم إلا جاءه وكلمه فلم يجيبوه وخافوا على أحداثهم فقالوا يا محمد أخرج من بلدنا والحق بمجابك من الأرض وأغروا به سفهاءهم فجعلوا يرمونه بالحجارة حتى أن رجلي رسول الله صلى الله عليه وسلم لتدميان وزيد بن حارثة يقيه بنفسه حتى لقد شج في رأسه شجاج فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطائف راجعا إلى مكة وهو محزون لم يستجب له رجل واحد ولاامرأة فلما نزل نخلة قام يصلي من الليل فصرف إليه نفر من الجن سبعة من أهل نصيبين فاستمعوا عليه وهو يقرأ سورة الجن ولم يشعر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلت عليه وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فهم هؤلاء الذين كانوا صرفوا إليه بنخلة وأقام بنخلة أياما فقال له زيد بن حارثة كيف تدخل عليهم يعني قريشا وهم أخرجوك فقال يا زيد إن الله جاعل لما ترى فرجا ومخرجا وان الله ناصر دينه ومظهر نبيه ثم انتهى إلى حراء فأرسل رجلا من خزاعة إلى مطعم بن عدي أدخل في جوارك فقال نعم ودعا بنيه وقومه فقال تلبسوا السلاح وكونوا عند أركان البيت فإني قد أجرت محمدا فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه زيد بن حارثة حتى انتهى إلى المسجد الحرام فقام مطعم بن عدي على راحلته فنادى يا معشر قريش إني قد أجرت محمدا فلا يهجه أحد منكم فانتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الركن ‏.‏
ذكر المعراج وفرض الصلوات
أخبرنا محمد بن عمر عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي سبرة وغيره من رجاله قالوا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل ربه أن يريه الجنة والنار فلما كان ليلة السبت لسبع عشرة خلت من رمضان قبل الهجرة بثمانية عشر شهرا ورسول الله صلى الله عليه وسلم نائم في بيته ظهرا أتاه جبريل وميكائيل فقالا انطلق إلى ما سألت الله فانطلقا به إلى ما بين المقام وزمزم فأتي بالمعراج فإذا هو أحسن شيء منظرا فعرجا به إلى السماوات سماء سماء فلقي فيها الأنبياء وانتهى إلى سدرة المنتهى وأري الجنة والنار قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انتهيت إلى السماء السابعة لم أسمع إلا صريف الأقلام وفرضت عليه الصلوات الخمس ونزل جبريل عليه السلام فصلى برسول الله صلى الله عليه وسلم الصلوات في مواقيتها ‏.‏
ذكر ليلة أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس
أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال حدثني أسامة بن زيد الليثي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال وحدثني موسى بن يعقوب الزمعي عن أبيه عن جده عن أم سلمة قال موسى وحدثني أبو الأسود عن عروة عن عائشة قال محمد بن عمر وحدثني إسحاق بن حازم عن وهب بن كيسان عن أبي مرة مولى عقيل عن أم هانئ ابنة أبي طالب وحدثني عبد الله بن جعفر عن زكريا بن عمرو عن بن أبي مليكة عن بن عباس وغيرهم أيضا قد حدثني دخل حديث بعضهم في حديث بعض قالوا أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة سبع عشرة من شهر ربيع الأول قبل الهجرة بسنة من شعب أبي طالب إلى بيت المقدس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حملت على دابة بيضاء بين الحمار وبين البغلة في فخذيها جناحان تحفز بهما رجليها فلما دنوت لأركبها شمست فوضع جبريل يده على معرفتها ثم قال ألا تستحيين يا براق مما تصنعين والله ما ركب عليك عبد لله قبل محمد أكرم على الله منه فاستحيت حتى أرفضت عرقا ثم قرت حتى ركبتها فعملت بأذنيها وقبضت الأرض حتى كان منتهى وقع حافرها طرفها وكانت طويلة الظهر طويلة الأذنين وخرج معي جبريل لا يفوتني ولا أفوته حتى انتهى بي إلى بيت المقدس فانتهى البراق إلى موقفه الذي كان يقف فربطه فيه وكان مربط الأنبياء قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ورأيت الأنبياء جمعوا لي فرأيت إبراهيم وموسى وعيسى فظننت أنه لابد من أن يكون لهم إمام فقدمني جبريل حتى صليت بين أيديهم وسألتهم فقالوا بعثنا بالتوحيد وقال بعضهم فقد النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة فتفرقت بنو عبد المطلب يطلبونه ويلتمسونه وخرج العباس بن عبد المطلب حتى بلغ ذا طوى فجعل يصرخ يا محمد يا محمد فأجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم لبيك قال يا بن أخي عنيت قومك منذ الليلة فأين كنت قال أتيت من بيت المقدس قال في ليلتك قال نعم قال هل أصابك إلا خير قال ما أصابني إلا خير وقالت أم هانئ ابنة أبي طالب ما أسري به إلا من بيتنا نام عندنا تلك الليلة صلى العشاء ثم نام فلما كان قبل الفجر أنبهناه للصبح فقام فلما صلى الصبح قال يا أم هانئ لقد صليت معكم العشاء كما رأيت بهذا الوادي ثم قد جئت بيت المقدس فصليت فيه ثم صليت الغداة معكم ثم قام ليخرج فقلت لا تحدث هذا الناس فيكذبوك ويؤذوك فقال والله لأحدثنهم فأخبرهم فتعجبوا وقالوا لم نسمع بمثل هذا قط وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل يا جبريل إن قومي لا يصدقونني قال يصدقك أبو بكر وهو الصديق فأتيت ناسا كثيرا كانوا قد صلوا وسلموا وقمت في الحجر فخيل إلي بيت المقدس فطففت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه فقال بعضهم كم للسمجد من باب ولم أكن عددت أبوابه فجعلت أنظر إليها وأعدها بابا بابا وأعلمهم وأخبرتهم عن عيرات لهم في الطريق وعلامات فيها فوجدوا ذلك كما أخبرتهم وأنزل الله عز وجل عليه وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس قال كانت رؤيا عين رآها بعينه أخبرنا حجين بن المثنى أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن عبد الله بن الفضيل عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد رأيتني في الحجر وقريش تسألني عن مسراي فسألوني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها فكربت كربا ما كربت مثله قط فرفعه الله إلي أنظر إليه ما يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم به وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء فإذا موسى قائم يصلي فإذا رجل ضرب جعد كأنه من رجال شنوءة وإذا عيسى بن مريم قائم يصلي أقرب الناس به شبها عروة بن مسعود الثقفي وإذا إبراهيم قائم يصلي أشبه الناس به صاحبكم يعني نفسه فحانت الصلاة فأممتهم فلما فرغت من الصلاة قال لي قائل يا محمد هذا مالك صاحب النار فسلم عليه فالتفت إليه فبدأني بالسلام ‏.‏
ذكر دعاء رسول الله قبائل العرب في المواسم
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أيوب بن النعمان عن أبيه عن عبد الله بن كعب بن مالك قال وحدثنا محمد بن عبد الله عن الزهري قال وحدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة ويزيد بن رومان وغير هؤلاء أيضا قد حدثني قالوا أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاث سنين من أول نبوته مستخفيا ثم أعلن في الرابعة فدعا الناس إلى الإسلام عشر سنين يوافي المواسم كل عام يتبع الحاج في منازلهم في المواسم بعكاظ ومجنة وذي المجاز يدعوهم إلى أن يمنعوه حتى يبلغ رسالات ربه ولهم الجنة فلا يجد أحدا ينصره ولا يجيبه حتى إنه ليسأل عن القبائل ومنازلها قبيلة قبيلة ويقول يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا وتملكوا بها العرب وتذل لكم العجم وإذا آمنتم كنتم ملوكا في الجنة وأبو لهب وراءه يقول لا تطيعوه فإنه صابىء كاذب فيردون على رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبح الرد ويؤذونه ويقولون أسرتك وعشيرتك أعلم بك حيث لم يتبعوك ويكلمونه ويجادلونه ويكلمهم ويدعوهم إلى الله ويقول اللهم لو شئت لم يكونوا هكذا فكان من سمي لنا من القبائل الذين أتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعاهم وعرض نفسه عليهم بنو عامر بن صعصعة ومحارب بن خصفة وفزارة وغسان ومرة وحنيفة وسليم وعبس وبنو نضر وبنو البكاء وكندة وكلب والحارث بن كعب وعذرة والحضارمة فلم يستجيب منهم أحد ‏.‏
ذكر دعاء رسول الله الأوس والخزرج
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني نافع بن كثير عن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد عن أبيه عن عائشة قال وحدثنا إسحاق بن إبراهيم بن أبي منصور عن إبراهيم بن يحيى بن زيد بن ثابت عن أم سعد بنت سعد بن ربيع قال وحدثنا داود بن عبد الرحمن العطار عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي الزبير عن جابر قال وحدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب قال وحدثني أسامة بن زيد بن أسلم عن نافع أبي محمد قال سمعت أبا هريرة قال وحدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد دخل حديث بعضهم في حديث بعض قالوا أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ما أقام يدعو القبائل إلى الله ويعرض نفسه عليهم كل سنة بمجنة وعكاظ ومنى أن يؤووه حتى يبلغ رسالة ربه ولهم الجنة فليست قبيلة من العرب تستجيب له ويؤذى ويشتم حتى أراد الله إظهار دينه ونصر نبيه وإنجاز ما وعده فساقه إلى هذا الحي من الأنصار لما أراد الله به من الكرامة فانتهى إلى نفر منهم وهم يحلقون رؤوسهم فجلس إليهم فدعاهم إلى الله وقرأ عليهم القرآن فاستجابوا لله ولرسوله فأسرعوا وآمنوا وصدقوا وآووا ونصروا وواسوا وكانوا والله أطول الناس ألسنة وأحدهم سيوفا فاختلف علينا في أول من أسلم من الأنصار وأجاب فذكروا الرجل بعينه وذكروا الرجلين وذكروا أنه لم يكن أحد أول من الستة وذكروا أن أول من أسلم ثمانية نفر وكتبنا كل ذلك وذكروا أن أول من أسلم من الأنصار أسعد بن زرارة وذكوان بن عبد قيس خرجا إلى مكة يتنافران إلى عتبة بن ربيعة فقال لهما قد شغلنا هذا المصلي عن كل شيء يزعم أنه رسول الله قال وكان أسعد بن زرارة وأبو الهيثم بن التيهان يتكلمان بالتوحيد بيثرب فقال ذكوان بن عبد قيس لأسعد بن زرارة حين سمع كلام عتبة دونك هذا دينك فقاما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليهما الإسلام فأسلما ثم رجعا إلى المدينة فلقي أسعد أبا الهيثم بن التيهان فأخبره بإسلامه وذكر له قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وما دعا إليه فقال أبو الهيثم فأنا أشهد معك أنه رسول الله وأسلم ويقال أن رافع بن مالك الزرقي ومعاذ بن عفراء خرجا إلى مكة معتمرين فذكر لهما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتياه فعرض عليهما الإسلام فأسلما فكانا أول من أسلم وقدما المدينة فأول مسجد قرئ فيه القرآن بالمدينة مسجد بني زريق ويقال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من مكة فمر على نفر من أهل يثرب نزول بمنى ثمانية نفر منهم من بني النجار معاذ بن عفراء وأسعد بن زرارة ومن بني زريق رافع بن مالك وذكوان بن عبد قيس ومن بني سالم عبادة بن الصامت وأبو عبد الرحمن يزيد بن ثعلبة ومن بني عبد الأشهل ‏.‏
أبو الهيثم بن التيهان
حليف لهم من بلي ومن بني عمرو بن عوف عويم بن ساعدة فعرض عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام فأسلموا وقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم تمنعون لي ظهري حتى أبلغ رسالة ربيفقالوا يا رسول الله نحن مجتهدون لله ولرسوله نحن فاعلم أعداء متباغضون وإنما كانت وقعة بعاث عام الأول يوم من أيامنا اقتتلنا فيه فإن تقدم ونحن كذا لا يكون لنا عليك اجتماع فدعنا حتى نرجع إلى عشائرنا لعل الله يصلح ذات بيننا وموعدك الموسم العام المقبل ويقال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الموسم الذي لقي فيه الستة نفر من الأنصار فوقف عليهم فقال أحلفا يهودي قالوا نعم فدعاهم إلى الله وعرض عليهم الإسلام وتلا عليهم القرآن فأسلموا وهم من بني النجار أسعد بن زرارة وعوف بن الحارث بن عفراء ومن بني زريق رافع بن مالك ومن بني سلمة قطبة بن عامر بن حديدة ومن بني حرام بن كعب عقبة بن عامر بن نابيء ومن بني عبيد بن عدي بن سلمة جابر بن عبد الله بن رئاب لم يكن قبلهم أحد قال محمد بن عمر هذا عندنا أثبت ما سمعنا فيهم وهو المجتمع عليه أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني زكريا بن زيد عن أبيه قال هؤلاء الستة فيهم أبو الهيثم بن التيهان ثم رجع الحديث إلى الأول قالوا ثم قدموا إلى المدينة فدعوا قومهم إلى الإسلام فأسلم من أسلم ولم يبق دار من دور الأنصار إلا فيها ذكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا ‏.‏
ذكر العقبة الأولى الإثني عشر ليس فيهم عندنا اختلاف
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد قال وحدثنا يونس بن محمد الظفري عن أبيه قال وحدثني عبد الحميد بن جعفر عن أبيه وعن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عبد الرحمن بن عسيلة الصناجي عن عبادة بن الصامت قالوا لما كان العام المقبل من العام الذي لقي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم النفر الستة لقيه اثنا عشر رجلا بعد ذلك بعام وهي العقبة الأولى من بني النجار أسعد بن زرارة وعوف ومعاذ وهما ابنا الحارث وهما ابنا عفراء ومن بني زريق ذكوان بن عبد قيس ورافع بن مالك ومن بني عوف بن الخزرج عبادة بن الصامت ويزيد بن ثعلبة أبو عبد الرحمن ومن بني عامر بن عوف عباس بن عبادة بن نضلة ومن بني سلمة عقبة بن عامر بن نابيء ومن بني سواد قطبة بن عامر بن حديدة فهؤلاء عشرة من الخزرج ومن الأوس رجلان أبو الهيثم بن التيهان من بلي حليف في بني عبد الأشهل ومن بني عمرو بن عوف عويم بن ساعدة فأسلموا وبايعوا على بيعة النساء على أن لا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيه في معروف قال فإن وفيتم فلكم الجنة ومن غشي من ذلك شيئا كان أمره إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه ولم يفرض يومئذ القتال ثم انصرفوا إلى المدينة فأظهر الله الإسلام وكان أسعد بن زرارة يجمع بالمدينة بمن أسلم وكتبت الأوس والخزرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابعث إلينا مقرئا يقرئنا القرآن فبعث إليهم مصعب بن عمير العبدري فزل على أسعد بن زرارة فكان يقرئهم القرآن فروى بعضهم أن مصعبا كان يجمع بهم ثم خرج مع السبعين حتى وافوا الموسم مع رسول الله صلى الله عليه ‏.‏
ذكر العقبة الآخرة وهم السبعون الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال حدثني محمد بن يحيى بن سهل عن أبيه عن جده عن أبي بردة بن نيار قال وحدثني أسامة بن زيد الليثي عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت عن عبادة بن الصامت قال وحدثني عبد الله بن يزيد عن أبي البداح بن عاصم عن عبد الرحمن بن عويم بن ساعدة عن أبيه قال وحدثني عبيد بن يحيى عن معاذ بن رفاعة قال وحدثني بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن أبي سفيان قال وحدثني بن أبي سبرة عن الحارث بن الفضل عن سفيان بن أبي العوجاء قال وحدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة ويزيد بن رومان دخل حديث بعضهم في حديث بعض قالوا لما حضر الحج مشى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين أسلموا بعضهم إلى بعض يتواعدون المسير إلى الحج وموافاة رسول الله صلى الله عليه وسلم والإسلام يومئذ فاش بالمدينة فخرجوا وهم سبعون يزيدون رجلا أو رجلين في خمرالأوس والخزرج وهم خمسمائة حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فسلموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم وعدهم منى وسط أيام التشريق ليلة النفر الأول إذا هدأت الرجل أن يوافوه في الشعب الأيمن إذا أنحدروا من منى بأسفل العقبة حيث المسجد اليوم وأمرهم أن لا ينبهوا نائما ولا ينتظروا غائبا قال فخرج القوم بعد هدأة يتسللون الرجل والرجلان وقد سبقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك الموضع معه العباس بن عبد المطلب ليس معه أحد غيره فكان أول من طلع على رسول الله صلى الله عليه وسلم رافع بن مالك الزرقي ثم توافى السبعون ومعهم امرأتان قال أسعد بن زرارة فكان أول من تكلم العباس بن عبد المطلب فقال يا معشر الخزرج إنكم قد دعوتم محمدا إلى ما دعوتموه إليه ومحمد من أعز الناس في عشيرته يمنعه والله منا من كان على قوله ومن لم يكن منا على قوله يمنعه للحسب والشرف وقد أبى محمد الناس كلهم غيركم فإن كنتم أهل قوة وجلد وبصر بالحرب واستقلال بعداوة العرب قاطبة ترميكم عن قوس واحدة فارتأوا رأيكم وأتمروا بينكم ولا تفترقوا إلا عن ملأ منكم واجتماع فإن أحسن الحديث أصدقه فقال البراء بن معرور قد سمعنا ما قلت وإنا والله لو كان في أنفسنا غير ما تنطق به لقلناه ولكنا نريد الوفاء والصدق وبذل مهج أنفسنا دون رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم القرآن ثم دعاهم إلى الله ورغبهم في الإسلام وذكر الذي اجتمعوا له فأجابه البراء بن معرور بالإيمان والتصديق ثم قال يا رسول الله بايعنا فنحن أهل الحلقة ورثناها كابرا عن كابر ويقال إن أبا الهيثم بن التيهان كان أول من تكلم وأجاب إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدقه وقالوا نقبله على مصيبة الأموال وقتل الأشراف ولغطوا فقال العباس بن عبد المطلب وهو آخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم أخفوا جرسكم فإن علينا عيونا وقدموا ذوي أسنانكم فيكونون هم الذين يلون كلامنا منكم فإنا نخاف قومكم عليكم ثم إذا بايعتم فتفرقوا إلى محالكم فتكلم البراء بن معرور فأجاب العباس بن عبد المطلب ثم قال ابسط يدك يا رسول الله فكان أول من ضرب على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم البراء بن معرور ويقال أول من ضرب على يده أبو الهيثم بن التيهان ويقال أسعد بن زرارة ثم ضرب السبعون كلهم على يده وبايعوه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن موسى أخذ من بني إسرائيل اثني عشر نقيبا فلا يجدن منكم أحد في نفسه أن يؤخذ غيره فإنما يختار لي جبريل فلما تخيرهم قال للنقباء أنتم كفلاء على غيركم ككفالة الحواريين لعيسى بن مريم وأنا كفيل على قومي قالوا نعم فلما بايع القوم وكملوا صاح الشيطان على العقبة بأبعد صوت سمع يا أهل الأخاشب هل لكم في محمد والصباة معه قدأجمعوا على حربكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انفضوا إلى رحالكم فقال العباس بن عبادة بن نضلة يا رسول الله والذي بعثك بالحق لئن أحببت لنميلن على أهل منى بأسيافنا وما أحد عليه سيف تلك الليلة غيره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا لم نؤمر بذلك فانفضوا إلى رحالكم فتفرقوا إلى رحالهم فلما أصبح القوم غدت عليهم جلة قريش وأشرافهم حتى دخلوا شعب الأنصار فقالوا يا معشر الخزرج إنه بلغنا أنكم لقيتم صاحبنا البارحة وواعدتموه أن تبايعوه على حربنا وأيم الله ما حي من العرب أبغض إلينا أن تنشب بيننا وبينه الحرب منكم قال فانبعث من كان هناك من الخزرج من المشركين يحلفون لهم بالله ما كان هذا وما علمنا وجعل بن أبي يقول هذا باطل وما كان هذا وما كان قومي ليفتاتوا علي بمثل هذا لو كنت بيثرب ما صنع هذا قومي حتى يؤامروني فلما رجعت قريش من عندهم رحل البراء بن معرور فتقدم إلى بطن يأجج وتلاحق أصحابه من المسلمين وجعلت قريش تطلبهم في كل وجه ولا تعدوا طرق المدينة وحزبوا عليهم فأدركوا سعد بن عبادة فجعلوا يده إلى عنقه بنسعة وجعلوا يضربونه ويجرون شعره وكان ذا جمة حتى أدخلوه مكة فجاءه مطعم بن عدي والحارث بن أمية بن عبد شمس فخلصاه من بين أيديهم وأتمرت الأنصار حين فقدوا سعد بن عبادة أن يكروا إليه فإذا سعد قد طلع عليهم فرحل القوم جميعا إلى المدينة ‏.‏
ذكر مقام رسول الله
أخبرنا أنس بن عياض ويزيد بن هارون وعبد الله بن نمير قالوا أخبرنا يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل عليه القرآن وهو بن ثلاث وأربعين سنة وأقام بمكة عشر سنين أخبرنا أنس بن عياض عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام بمكة عشر سنين أخبرنا عبيد الله بن موسى والفضل بن دكين قالا أخبرنا سفيان عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة قال حدثتني عائشة رضي الله تعالى عنها وابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن وبالمدينة عشر سنين أخبرنا موسى بن داود أخبرنا بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب أن النبي صلى الله عليه وسلم أقام بمكة عشرا وخرج منها في صفر وقدم المدينة في شهر ربيع الأول أخبرنا يحيى بن عباد وعفان بن مسلم قالا أخبرنا حماد بن سلمة أخبرنا عمار بن أبي عمار مولى بني هاشم عن بن عباس قال أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة خمس عشرة سنة سبع سنين يرى الضوء والنور ويسمع الصوت وثماني سنين يوحى إليه زاد عفان في حديثه وأقام بالمدينة عشر سنين أخبرنا عبد الله بن نمير أخبرنا العلاء بن صالح عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير أن رجلا أتى بن عباس فقال أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرا بمكة وعشرا بالمدينة فقال من يقول ذاك لقد أنزل عليه بمكة عشرا وخمسا يعني سنين أوأكثر أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن أبي رجاء قال سمعت الحسن وقرأ وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا قال كان الله ينزل بها القرآن بعضه قبل بعض لما علم أنه سيكون في الناس ويحدث لقد بلغنا أنه كان بين أوله وآخره ثماني عشرة سنة أنزل عليه ثماني سنين بمكة قبل أن يهاجر إلى المدينة وعشر سنين بالمدينة أخبرنا روح بن عبادة أخبرنا هشام بن حسان عن عكرمة عن بن عباس قال أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة بعد أن بعث ثلاث عشرة سنة يوحى إليه ثم أمر بالهجرة أخبرنا روح بن عبادة أخبرنا زكريا بن إسحاق عن عمرو بن دينار عن بن عباس قال مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاث عشرة سنة أخبرنا كثير بن هشام وموسى بن داود وموسى بن إسماعيل قالوا أخبرنا حماد بن سلمة عن أبي حمزة قال سمعت بن عباس يقول أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاث عشرة سنة يوحى إليه ‏.‏
ذكر إذن رسول الله للمسلمين في الهجرة إلى المدينة
أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال حدثني معمر بن راشد عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف وعن عروة عن عائشة قالا لما صدر السبعون من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم طابت نفسه وقد جعل الله له منعة وقوما أهل حرب وعدة ونجدة وجعل البلاء يشتد على المسلمين من المشركين لما يعلمون من الخروج فضيقوا على أصحابه وتعبثوا بهم ونالوا منهم ما لم يكونوا ينالون من الشتم والأذى فشكا ذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واستأذنوه في الهجرة فقال قد أريت دار هجرتكم أريت سبخة ذات نخل بين لابتين وهما الحرتان ولو كانت السراة أرض نخل وسباخ لقلت هي هي ثم مكث أياما ثم خرج إلى أصحابه مسرورا فقال قد أخبرت بدار هجرتكم وهي يثرب فمن أراد الخروج فليخرج إليها فجعل القوم يتجهزون ويتوافقون ويتواسون ويخرجون ويخفون ذلك فكان أول من قدم المدينة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو سلمة بن عبد الأسد ثم قدم بعده عامر بن ربيعة معه امرأته ليلى بنت أبي حثمة فهي أول ظعينة قدمت المدينة ثم قدم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسالا فنزلوا علىالأنصار في دورهم فآووهم ونصروهم وآسوهم وكان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين بقباء قبل أن يقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما خرج المسلمون في هجرتهم إلى المدينة كلبت قريش عليهم وحربوا واغتاظوا على من خرج من فتيانهم وكان نفر من الأنصار بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في العقبة الآخرة ثم رجعوا إلى المدينة فلما قدم أول من هاجر إلى قباء خرجوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة حتى قدموا مع أصحابه في الهجرة فهم مهاجرون أنصاريون وهم ذكوان بن عبد قيس وعقبة بن وهب بن كلدة والعباس بن عبادة بن نضلة وزياد بن لبيد وخرج المسلمون جميعا إلى المدينة فلم يبق بمكة منهم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر و علي أو مفتون محبوس أو مريض أو ضعيف عن الخروج ‏.‏
صفحة البدايةالفهرس<< السابق 6 من 110 التالى >>